Alef Logo
ابداعات
              

قص قصيرة جدا

محمد الأحمد

خاص ألف

2018-06-16

العربُ مُتَطيّرون ويحكمهم التطيّر بكلّ وجودهم..

)بتصرف عن الباحث العراقي العظيم المنسي د. جواد علي(




1- كتابة

خياله المحدود، ذهنه المشتت، لم يتحرك القلم بينهما مادا بالكلمات ليرتبط ببعضها بعضا، ويرسم صورة.. بعدما تلامعت أعينهما، قالت له الصورة.. مددت يدي اليك.. لكنك سبقتني، جذبتني، اخذتني.. قلت لي في ثوبك بيتا.. قلت لي قصائدا، وأنزلتني تفاحة ناضجة... تناثرت الاضواء على الوان توزعت على خضراء بلون الزرع، واخرى دافئة.. قال لها وجدتك في ثوبي دفئا، واستقرارا.. تداخلت الاضواء.. اكثر، ارتسمت بيتا بجدران.. ونفسا طيبا.. وجدت في عينيه الصدق مثلما وجد.. امتثل الى اللون المتدرج الى لون آخر.. انساحا باتجاه بعضيهما، تداخلا عضويا.. امتزجا كيميائيا.. كأنهما صارا بلون واحد على بياض الورقة.. ككلمات ملونة، رسمت ما خطر بذهنه المشتت من مخاوف..

2- نفس جديد

"الانقطاع عن الكتابة، لفترات طويلة، تربك كثيراً عند العودة لها، ولكنها تشبه إعادة نظر جديدة إلى حياة أخرى جديدة".



3- دوغمائيون

بعد أن وضعوا النقاط على الحروف أتضحت له المعاني، تبدت له جلية، وكأنها فاضحة لزيفٍ تقصدوا طمسه، بدأ يقرأ التاريخ بطريقة أخرى جديدة، تبين له فراغات ومساحات من أسئلة كثيرة، وكبيرة شخصت من جديد.. هل يسأل نفسه "كم بقيت من المساحة الضائعة". أراد أن يجهر بالصوت ويسأل: - "لمَ يركض وراء سرابها يقطعها بعمره، خلية بعد أخرى يتناقص جسده المبتلى الذي بقي موصولا تحت نير التظليل ذاته"...

خيوط عناكب دلت له أن لا أحد قد وصل اليها منذ زمن بعيد. حشرت في متاهة بعد أخرى، وقد تقلص عليه المكان. المساحة الأخرى تتسع في الطرف الآخر بينما تضيق عليه من جانبه، معادلة منطقية، كل إزاحة في الكون على حساب أخرى. فكر مليا "الصوت يقتله وما من ملتفت"، مواصلة التنقيب في كومة المخطوطات المتراكمة تختصر له مستقبله، يبوح لنفسه بكل ذلك التفكير، لأجل أن لا تنهرس ذاته بين الجدران متراصة، خانقة. "هم من يتربص للتاريخ" يطلّ بنظره إلى خارج المكان، اكتشف ارتيابهم وما زالوا يرقبونه، بكل حواسهم.. "، هم يدركون خطورة الكشف عن أسرارهم".

4- المعرفة

"الأديب الأكثر قراءة ذاته الأقل نرجسية، واعتداداً بنفسه، حيث يطلّ على العظماء الكبار، حييّاً من قلة الحيلة، وضمور المخيلة".

5- لقاء عابر

في آخر لقاء صحافي تجرأ وكشف للصحافية الحسناء، ذات الوجه المشرق، بما كان يجول بخاطره:

- " الحديث عن الرواية كجنس أدبي حيّ، متفاعل مع الإرث الثقافي المتكامل لا يتوقف في العالم أجمع، إلا أنه لدينا كشرقيين، صار مقتصراً على نخبة معينة من عشاق، وحدهم من يكتب، ويقرأ. في حين بات أغلب كتاب الرواية العرب، لا يقرأون حتى لأنفسهم، طامة كبرى ستميت الرواية العربية، وحسب كم يبدو ذلك مضحكا، ومبكياً في الوقت ذاته".. .
في اليوم التالي اكتشف أنه لم يره أحد، ولم يكن هناك أي لقاء أجري معه، لكنه يتذكر أنه قابل تلك الفتاة صاحبة الوجه الذي لم ينس أبداً.



6- فتاة عابرة

ذاتها تخطرُ مزنرة.. بخصر صقيل، يهفهف العطر مسكاً خلفها.. فما قامت دنيا إلا واحتشدت رجال بخطوط بصرها خلفها، كادوا أن يكونوا ملتصقين بها.. أعينٌ تتشهى، وأجساد تتلظى.. حسرة إذ؛ فرقت الشهوة النظر وشتت الطريق الوحيد.. ثم مزقتهم الأمنيات الضالة وراء خطوتها.. فأمعن الظل في نهاية الطريق بالقتامة.. كأنهم ما أمهلوا أنفسهم.. بعد هزيمة روح، وبعد تيه معنى، وتاريخ مزوّر.. وراء تيهها، وعبيرها، بكل المساءات التي بقيت مكتظة بالسواد، والأرق.

7- ذكريات

وجدت عرضاً بسعر مناسب لدى راقن كومبيوتر في باب المعظم لأجل أن يرقن لي رسالتي استعدادا لمناقشتها (أيام زمان)، وكان ذلك الرجل مصري الجنسية فكلما ورد أمامه اسم "حسني مبارك"، يكمل من عنده "السيد رئيس جمهورية مصر العربية" حفظه الله ورعاه، تطلبت مني تلك اللازمة القدرية أن أعيد الطباعة ربما أكثر من مرتين، ولم أكن أجدها تتغير، حتى سألته إن كان يظن نفسه باقيا في مصر، فأجابني جوابا مؤثراً يومها:

- " أنا جسمي في بغداد وعقلي وأصابعي مصرية"...

من يومها اكتشفت بأننا كعرب من يحمل لهم في عقلنا الراسخ جبروتا لا تستطع أن تزيله المسافات البعيدة، ولا الظروف المتغيرة.


8 – مفلس

لو اعترف العراف صدقا لأنفض عنه مريديه:

"لا أفتخر أبداً باللذين يواصلون بيع الوهم على الواهمين، ولا أتبع الأبواب المؤدية إلى العتمة.. أنا أبيض اللون أخط على السواد بقلمٍ يعلم مما تعلمته من العلم، وأنا أسود اللون.. قد أكشف عن بياض يعلم ما تعلمته من العلم.. ولا أفتخر بما ليس عندي أبدا".



9- تزَلّفْ

أيتها العاشقة تمسكي بغصن الوردة، وتجملي بورقها المتلامع بزهوه، وعطر قلبها الفواح، أقول في سري أيتها السر الغاوي بكل أنوثته، أيتها الشريكة الأرضية الملاك الذي ينير لي درب مسالك كوكبنا المزحم بأهوال الأطماع؛ "معذرة؛ إن اقترحتُ عليك صورة، فيها فكرة، ربما تسعدك للحظة، وأكون أكثر سعادة منك، لأني وهبتك إياها لتناسب ذائقتك".

10- تفكير

العقل مواجهة: وما قيمة العقل عندما يفقده السيف حجته، هذا بائع الفلافل ساءته الأسماء ولم تبقِ على أحد من ذويه.

11- عشق

وجه امرأة؛ يقابله الشاعر، تستشرقه القصيدة، رقراقه.. مثلما كان وجه امرأة؛ قد تصيّر متضوعاَ في الدروب، حبقاً ، وعصافير.

12- نصر مؤزر

"العاجز دائماً؛ ينتظر من العالم الخارجي أن يخلصه من سالبيه حقوقه، ودائماً هو من ينصر تماثيله، وأشباحه، وقاتليه على نفسه، ويحتفي بنخب مقالبهم إلى حدّ الدمار، وبالحجّه ذاتها".



13- أدب

والناقدُ ذائقة متحسسة متبصرة بعد النص الذي خرج من عقل المبدع..



14 - صور أخرى

البلاغة قوتها في التصوير، تجعله نابض، ومتحرك في الذهن. صوره تتحول من حروف إلى خطوط متواصلة المعنى، متواصلة الدفق، تحقق دهشة، فتحدث فعلا فيزيائياً، يتطور فيه القصد حتى يمتزج مع ملتقيه كيميائياً، ذلك الفعل غايته الكبرى الإشعاع، كرسالة، فيها أحد الأسرار الخالدة.



*كاتب عراقي/ دهوك




























تعليق



عدنان جمعة

2018-06-16

ابحار في جمال الحرف العذب...تقديري

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الدكتاتور العظيم

29-حزيران-2019

يوميات أدبية

26-نيسان-2019

التاريخ القريب في رواية (وردة)لصنع الله إبراهيم

20-تشرين الأول-2018

قراءة في أفراس الأعوام لزيد الشهيد

06-تشرين الأول-2018

ليلى والحاج / محمد الأحمد*

21-تموز-2018

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow