Alef Logo
ابداعات
              

الجبل الذي أمامي

مؤمن سمير

خاص ألف

2018-11-03

" حريقٌ جامح "

بيتي مزروعٌ أمام النهرِ .. وكلما هَلَّ الليلُ ،

ألمحُ بين الشجرة والماء ، ظِلُّ حصانٍ باذخ .

سنواتٌ وهو يراني وأنا أراه

لكنه غابَ فجأةً .. غابَ كأنهُ فِصُّ مِلحٍ ذاب..

كان يحكي نكاته الحارقة في الليالي المنسية

ويؤلف حكاياتٍ بيضاءَ في ساعات الصَخَب..

شِبَاكُ المحبةِ كانَ يغزلها

فأَعْلَقُ وأصعَدُ مثل الطيف

ويعودُ يمزق لحمي وأنا أرقصُ

فأُبارزُ برفقتهِ الجحيم..

حتى أمي ، كَفَّنها معي ورمى عليها نظرتي الأخيرة

وخاضَ مع أبي الحرب في سهول روسيا

وكان يحمل الرايات مع المغول و النورمانديين..

حفَرَ الخنادقَ وباعَ العبيد في أسواق بغداد

وأَطلقَ الرصاصةَ على الفيلسوف الأعمى..

كان لا يتركنا أبداً

لكنَّ عيونه كانت تجوسُ وراء الجميلات

فينشغل عنا بالأيام

ونحنُ نصبرُ ونبتسم..

يا أخي ، لم أفعل شيئاً لتضنَّ عليَّ بروحكَ

اللهم إلا الحريق الذي أشعلتُهُ في شجرتِكَ الأثيرة

عَلَّ الله يتجلى لك من وسط النار

فلا تموتَ أبداً..

كنتُ أريد مفاجأتكَ وإسعادكَ

لكنكَ ثرتَ ثورةً عارمةً

كأنكَ طريدُ الأنبياء منذ ولدتَ ..

مرت دهورٌ وظننتُ أنك سامحتني

لكن يبدو أن قلبك يُخفي الكثير

وأنا لم أكن أعلم..

"الصياد العتيق"

قرب الفجر ، أقف في الشرفةِ

أجمع الهمسات والأصوات المكتومة

الكذب واللهاث

الغناء والحيرة والصمت والبهجة

أجرُّهم إلى سريري

وأجلس هادئاً

أتلقى تحيات الأشباحِ

الذين

يدخلون

تباعاً ..

في الصباح ، أقف في الشرفةِ

أُلقي بالأصوات التي صارت عجوزاً

وأفركُ الخائفين .

أدوس على القتلة

وأرجع عفياً ، بلا زحام .

إلا صوتكِ

إلا جسدكِ المتوهج

إلا نظرتكِ التي تنحتُ ظلالي

إلا لسانكِ الثعبان

الذي يهرس عظامي في لحمي

فأرفرف بعنف من الحائط إلى الحائط

كأنني خفاش أعمى

يعرف بقلبه شُبَّاك الهروبِ

لكنهُ

يخاف ..

" رسالتان"

"رسالة أبي الأخيرة إلى حبيبته "

الحروفُ التي كانت تسبقني إليكِ صارت تعدو فلا أقرأها ولا تقرأني ، الطعامُ غريبٌ لا يمرُّ ولا يتسلل ، أطفالي يتحاشوني وكلما نظرتُ في المرآةِ أخاف من ذلك الذي تدور حدقتاه وتدورُ ، صوتي لا يرُدُّ تلويح الأعمى ولا تتسرب إلى عيني هالةُ أمي، لا أواسي الجثث ولا تصلني إشاراتها، الهواءُ تائهٌ في صدري .. يتيمٌ

ولا يسندُ نبَّواتٍ يحرقها الشوقُ خلفَ الغَمام

ظلي يتوهُ في الزحام فأهوِي

ويدكِ بعيدةٌ

كما

السماء ..

" رسالة أبي الأخيرة إلى السماء "

جلدنا ناشفٌ لا يصدُّ بَرْقاً

والجبل الذي أمامي لا يتهيأ للوحي ولا ينساهُ المطرْ

لا يفضلنا الملاكمونَ ولا رجال البورصةِ

ولا تحجُّ أسرابُ التماسيحِ إلينا

إلا لتبكي على ضعفها...

وداعاً .. لا سلامَ ولا عتاب ..


*شاعر من مصر
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

كانَ تمثالاً يُغمِضُ وينتظر

20-تموز-2019

" ينفتحَ يقيني فأراكِ "

19-كانون الثاني-2019

" يجلسُ على حَجَرٍ ويتذكر نزار قباني"

22-كانون الأول-2018

الجبل الذي أمامي

24-تشرين الثاني-2018

الجبل الذي أمامي

03-تشرين الثاني-2018

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow