في جوف الأرض
تقبع دونما حراك قنبلة
ثمة المئات منها
ثمة الآلاف
تتربص هكذا مخبوءة عبر السهل ..
كالسرطان .. كالمقص
كشظية غائرة في اللحم
تريد أن تمزق الأمعاء
تريد أن تخترق البحار والسماء ..
ويرفع طفل عقيرته بالغناء
وهو يدنو رويدا رويدا
يلمح فراشة
يلمح أقواسا عشر
ترتعش جذلى في الهواء
ثم تحط معا فوق الأرض دائرة ..
ويقترب الطفل مبتسما
وفي عينيه يلتمع الوميض
يريد أن يُمسك بواحدة
من تلك الدمى الرائعة العشر ..
لكن أداة الموت تنفجر
قنبلة في إهاب دمية
دويٌ .. لهيبٌ .. حُمرةٌ تكسو السماء
وتفتح فجوة مريعة في الأرض فاها ..
وفي فوضى الشرر المتطاير
ترقد دمية ملطخة بالدم ..
كأنما السماء أمطرت ورودا
ورودا حمراء فوق الطفل ..
يا لليل الأسى !
يا لليل الدماء !
يصرخ الطفل مثل شخص أصم
صرخة الرُعب والعذاب :
” لماذا يهبط الليل في رابعة النهار ؟
أين ساقي ؟ هل فقدت سمعي ؟
يا لليل الهذيان “
ومرة تلو أخرى
تدوي في الفضاء تلك الصرخة :
” لماذا يهبط الليل في رابعة النهار ؟ “
***************
قصيدة للشاعرة الفرنسية: إيزابيل بالو