Alef Logo
ابداعات
              

لماذا أحبك .. قبل الوطن وبعد المنافي ؟!

أماني الحلبي

خاص ألف

2020-03-14

لماذا أحبك؟؟
سؤال مهم، مثل سؤال الحقول عن النارِ
والمطارات عن حقائب السفر..
تطرحه قبل الفراق
بمسافة ..
قد تكون جناح فراشة
وقد تكون شراعاً
يحمله موج لا شاطئ بعده ...
لماذا أحبك ؟؟
سؤال لا أحبه
لأنني سأعترف للمرة الأولى..
بأنني لا أملك الإجابة
إنه النبض.. يسقط بين أصابعي
آلاف المرات
ولا أستطيعُ التقاطه ..
إنها كلماتٌ
تتلعثمُ خلف جدار الصمت
ترتاد رأسي
وتترنح في شرايين الذاكرة
ثم تنضب ..
إذا منحتني قليلاً من صوتك
في كلمة / قد تكون "صباح الخير"
لا أكثر
...
إنه الشوق
يُصر أن يُكرر نفسه
وكأنني أطلبُ المزيد
كلما قلتُ كفى
إنه الشوق يخلقك في قلبي
مراراً وتكراراً
وكأنك أسطورة
أعرف لونها
إلا أنني .. لا أستطيع قراءتها
تحمل الأسطورة لوناً
ذا رائحة عطرية
- ألم تكن تعلم ذلك؟
سأخبرك إذاً..
حروفك فيها رائحة السكر
فيها طعم العطر
و لون العنبر
فيها السحر..
وفيها أنت / أما، أنت فكل الدنيا
...
ينهض الضوء صباحاً
يتثاءبُ
لإشراقة عينيك
فبهما يكتمل تكوينه.
يُشعل الندى أوراق الزهر طراوة
بانتظار مرورك لوهلة / يحلم أن تلامسه
...
ترسم الشمس طرقات المدينة
هنا ظل
هنا وهج
هنا دفء
متوقعة انقلاب مزاجك
في أي لحظة ..
...
يقف الشارع غريباً
على قارعة الحياة
دون هوية
منتظراً خطوة .. منك
تمنحه الطمأنينة
...
تلبس الأبواب مفاتيحها
في كل يوم
تتلفت
تدندن
علك تجد الطريق إليها.
تتسلق الطيور فضاء المكان
تعلو فوق الضجيج
تربت على كتف السماء / لتهدأ
وكيف تفعل ذلك
دون أن تشرب من بحر عينيك
إذاً .. لماذا أحبك!؟
وكيف لا أحبك !!
و أنت الحياة بأسرها.
*
(2)
لا لن أسمع المزيد
فذلك الجدار بأسلاكه الشائكة
لمّا يزل واقفاً في حلقي ...
قفزت فوقه نحو ضباب مقنع
بابتسامة أهديتني بعدها كلمة بيضاء..
هل للألوان معنى ؟ ...
حبيبي..
لن أسمع المزيد
فالجدار الواقف في حلقي
يتوسع مثل أسطوانة ..
ربما تدندن في بعض الأحيان: ( أنتَ عمري)
أتذكر..
ما بال تلك النملة
مرت قربنا و لم تكن تعلم
أننا كدنا نغيب قبل بضع دقائق
على مفترق طريق بعيد موحش ..
كدنا نمت دون أن تعلق نعواتنا على أفواه دمشق
التي ملّت ابتلاع أسماء الموتى..
دون أن تظهر وجوهنا
في فنجان مخبولة
تتنبأ بأننا قد متنا منذ بضع دقائق..
بما كانت تفكر تلك النملة..
ربما أعبر بوابة الزمن
إلى بعد آخر
و أجدها..
تنتظر ضحكتنا الأخيرة..
حبيبي..
جئت بكل جراح العمر محملة ..
أنتظر أن تزهر الذاكرة أياماً وردية..
ستزهر وجوه العابرين..
و ضحكاتهم..
التي تشاركناها معا في تلك الحديقة
فوق حجر يرتدي أصوات القلوب الخائفة
يتمدد كلما ازداد عددنا
يحتضن جراح الجميع..
من قال إن الحجر شيء عادي..
ألم يصنع حجر في فلسطين الحبيبة أسطورة عجائبية
ألم تقف أمامه دبابة
جرافة
قافلة حربية...!!
حبيبي
لن اسمع المزيد
فالجراح تسكن خلايا الوقت
و إشارة المرور الحمراء على الطريق
كانت تسألني
من أنتِ؟
و لماذا أتيت؟
لن توقفني الألوان بعد اليوم
لن يوقفني شيء
قبل أن أصل إليك..
لكنني ما زلت أبحث عنك
أبحث في مرايا الأظافر المسحوقة..
في راحة البال المتآكلة
كقلوبنا البيضاء
هل للألوان معنى؟
من قال إن في بلادي نافذة زرقاء
و رصيف أبيض
و دمية وردية
في بلادي مأساة مقطوعة
كانت تداعب شعر طفلتها...
و رأس تدحرج مبتعداً من حضن أم ثكلى
في بلادي تنام العصافير على أسلاك الكهرباء
مطمئنة
لا تيار يمر فيها ليقلقها
في بلادي طفل يصدق أن قبلة والدته
ستشفي جراحه المتقرحة
لا ليس هذه المرة أيها الصغير
فوالدتك باتت جثة باردة
لا تجيد التقبيل
لا لن أسمع المزيد..
حبيبي
أنا هنا إن خانتك الطرقات
و الأفكار
و الزنابق
و الحدائق
و الشرفات
أنا هنا إن خانتك الأبواب
و القصائد
و المقاعد
و النهايات
.. أنا هنا ف لتقل ما تريد
ربما تأكلني الآلام
لكنني.. حقاً أريد أن أسمع المزيد .
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نبض كلماتك ..!

04-نيسان-2020

لماذا أحبك .. قبل الوطن وبعد المنافي ؟!

14-آذار-2020

فوضى في رأسي

05-كانون الثاني-2011

وكأن وصولي ... فراغ

08-تشرين الأول-2010

كتابة أولى في دفتر الرجل ( س )

30-أيلول-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow