أحب خالدالاسم الثلاثي: حسن سليمان حسن أسماء الشهرة 1_ حسن الخريف... كل أشجاره المرسومة عارية. 2 _ حسن الطاحون... مهنة والده طحن الحبوب لخبز الخلق . 3 _ حسن مزنة... مزنة أمه والمزنة هي غيمة الصيف الماطرة. 4 _ حسن الورد... فنان أقواس الورود. 5 _ الحسون... تصغيرا تحببا. 6 _ عمي حسن.. ياحسن... يااااحسن. من يعرف حسن الخريف لاشك أنه سيدرك بأنه من زمن عمنا الحلاج... هاربا من عسس السلطان العباسي وسكاكين الخوارج أجداد التكفيريين البررة. في سن المراهقة كنا نحمل ( ميداليات) من صنع حسن الخريف ، عبارة عن قطعة من الخشب ، بيضوية الشكل مصقولة الوجهين ، مرسوم على أحد وجهيها صورة لفيروز ، وعلى الوجه الآخر شجرة تعيش خريفها بكل عري ، عليها أول حرف من أسمائنا وأول حرف من أسماء الحبيبات ، نعلق بها مفاتيح العشق الأول . ومن حظ جيلنا أن فنانات الأجساد الفارهة المحشوة بالسليكون وبنفط الوليد بن طلال كن ٱنذاك مشغولات بإظهار أنفسهن بعمليات الحشو واللغو بمساعدة شركات الذوق الرفيع التي تصرف عليهن بسخاء ، والقلة فقط حتى هذا الوقت يتسائلون من أين ولماذا ؟ كل شيء قبيح ممكن أن يتحول بيديه إلى جميل ، حتى كومة القمامة بإمكانه أن يحولها إلى أكوام ورود . والده عمل على طحن الحبوب.. لخبز الخلق.. وظل دائماً يركض وراء الرغيف ، عندما تراه تظنه من محاربي الجيش الأحمر المنهار الذي يبيع أوسمته المجيدة بزجاجات الفودكا . والدته مزنة... مزنة مطر بالصيف . أبناء بلدته لم يعرفوا أحداً يستطيع أن يظل صامدا في وجه النوم لأسابيع عديدة إلا هو ، الذي يستيقظ كل صباح نشيطا رغم عدم نومه ، يشرب قهوته رغم عدم صباحه ، وإذا غفى قليلاً فلا يغفو إلا على ضوء شمعة ، رغم الضوء الذي ينير الكون . إن جلس إلى طاولة الشراب فإن طرفة بن العبد والزير سالم سيدركان أنهم هواة أمام كأسه الفخارية الكبيرة . لايظنن أحداً أنه يرسم الأشجار عارية استسهالا ، بإمكانه بالتأكيد أن يجعل البراعم تثمر على شجرته العارية وقت يشاء ، بإمكانه أن يكسوها بأجمل الأوراق في فصل ثباتها عندما تكون مشغولة بكامل جهدها لامتصاص كل العناصر من التراب لمجد ربيعنا . حسن الخريف المصاب كغيره من الأنقياء بمصاب الجمال الجلل ، أصيب باكراً بفيروز. فيروز خط أحمر عريض بعرض السماء بالنسبة إليه ، لايمكن لأحد أن يقول أمامه بأن زمانها قد مضى ، وإن فعل فسيترحم قائلها على أكبر أزعر و شبيح . حسن الخريف ، الفنان ، الرسام ، النحات ، التشكيلي ، الديكورجي ، الصباغ ، المعمرجي ، الحداد ، النجار ، ال...... عش عش ياحسن الخريف وزين أكواخنا الفقيرة إلا من الكرامة بتراب عظام أجدادنا من أرض السماء . سنقطف لك الزهور ذات صباح . بقطفلك بس هالمرة... هالمرة بس عابكرا... عابكرا بس عابكرا... شي زهرة حمرة وبس .. . .. ......................... . هل كنت أرثيك باكراً أيها الرجل الذي أمضى حياته في البحث عن ذرة سعادة في كومة كبيرة من البؤس والشقاء ؟ وداعاً ياصديقي .... إلى اللقاء ياحسن