-1-

يزورك البحر في المنام، ليس له

بداية أو نهاية ليرسمها

على خليجينِ من وهمٍ و من صَدفِ...

بملمحِ الزمن المقدّر انفردت

أنفاسنا في مداراتٍ من الصُّدفِ...

رحنا نطوف، فلا اتّجاهُنا هدفٌ

و لا اهتدينا إلى مكامنِ الهدفِ...

في رحلتي نحوك اندمجتُ في قمر

مسافرٍ في الضّياء، ضمّني غسقٌ،

و ربّت الشجر الباكي على كتفي...

-2-

تبعتُ طيفكِ و النّجوم ترقبني،

سألت شمسا عن البحر الذي نشبت

بمائه النّار، كان تائها، شردت

شطآنُه/ و امّحت في موجه السّبلُ...

هل ازدوجنا ؟ و صرنا اثنين ؟ كيف سرى

في هذه اللحظات جسمُنا مزقا،

و النّفسُ بين خلايا الرّوح تتصلً...

بيني و بينك سرّ ليس يعلمه

إلّا الخريف، و صوت البرق

و الجبلُ.

رأيت حلما يجرني لموعده

شهدتُ ما قالت الأحلام

في جسدي

جادلت جسمكِ حتّى ضاق بي الجدلُ...

في رحلة الشوق كنّا واحدا، خرجت

أعضاؤنا من مجاز الحبّ، و انفجرت

لنا عروق، و أطفال لنا قتلوا ...

تأخّر الزمن المريب، لا عصبٌ

يشدّه نحو مصرعي، أنا خطأ

في قبضة المشترَى،

وشهوتي زُحَلُ...

-3-

أي الجهات تحدني و قد مُزجت

أحوالنا،

و انتهى الوهم البعيد بها

إلى سحابٍ بفيض الروح يندمجُ...

طوفي بهذا الزحام و انتهي ألما

يقصي جداول مائه و يختلجُ...

كنا شظايا من الأشواق

ناشبة

بين اللهاث و صوت الريح تندرجُ...

تبدّد الجسد الشادي بمخدعه

توحّدت داخلي الرّبوعُ و انسجمت،

لكنّ نبض الهوى باقٍ و يزدوجُ.

-4-

لا أرغب التوّ أن أقيم في زمنٍ

ضحلٍ كهذا، تحيط بي دواخله

أغوص فيه بلا ضوء و لا قبسِ...

وقتٌ على طرفِ الوجودِ يجذبني

إليهِ، يتبع صوت البرقِ في نفَسي

ميعادي التّيهُ، أرنو نحوه و أرى

نور الحقيقة قد غابت سرائره

و قام يسخرُ من وهمي و من هوسِي.

-5-

ماشٍ إلى سعةِ الأكوان،

يحملني

غثاء صحو تخفّى

في جمار يدي

و انثال في آخر الجنون متّسقا...

جرّب مواثيقك الأولى

على شغفٍ

في الصّوتِ،

يستنتج الأفكار و النّسقا...

كنتً انسياب الكمانِ من مدامعه

ماشٍ إلى سعة الأكوان

لست أرى

إلّا الضباب،

و عصف النّار

و الشّفقا...

23 تشرين الأول 2019