Alef Logo
ضفـاف
              

بايدن المُدجَّج بالاحتمالات السورية

مازن أكثم سليمان

2021-01-30

يشكل موضوع الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثاً عالمياً بكل معنى الكلمة، ويبلغ الاهتمام به في مناطق كثيرة، خاصة تلك التي تفتقر إلى القرار السياسي الذاتي إلى حد ما، مستوى أكبر من أي حدث محلي خاص، إذ تنظر شعوبها إلى القرار الأمريكي على أنه المفصل الحاسم الذي يحدد مصير قضايا متنوعة ومحورية في بلدانهم المنكوبة.

راقب العرب بوجه عام، والسوريون بوجه خاص، الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأعصاب مشدودة، وبقلق يتمدد بين الألم البالغ والأمل الباهت، ولا سيما بعد مرور عشر سنوات على انبثاق ثورات الربيع العربي، وما خلّفته من تداعيات، وملفات معلقة، واتهامات مبطنة أحياناً، ومباشرة أحياناً أخرى، للدول الإقليمية والكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، باتّباع سياسات منعت الربيع العربي من إعطاء أكله بالتحوّل إلى الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة.

تبدأ التكهنات مبكراً مواكبةً لمراحل الانتخابات الأمريكية، وتظهر القراءات المتنوعة حول شكل السياسات القادمة المتوقعة. وفي الإطار العربي والسوري، تتقدم مقاربات كثيرة على أجنحة من الرؤى العاطفية والرغبوية، ولا يعدو أن يكون معظم هذه القراءات ضرباً من الأمنيات، أو بيعاً للأوهام، أو تسويقاً لاتجاهات معيّنة غير بريئة، وكل ذلك يتأسس على نقطتي ضعف لا تخفيان على المتمعن في الواقع العربي/ والسوري.

نقطة الضعف الأولى هي تقديم البعض لوجهات نظرهم بقطعية توحي كأنهم من صناع القرار الأمريكي، وأن لهم دورهم في المطبخ السياسي العميق هناك، وهذا محض ادّعاء ومبالغة، ولا سيما أن نقطة الضعف الثانية ترتبط، أصلاً، بغياب قوى الضغط العربية والسورية المنظمة والموحدة، إلى حد ما، في أمريكا. فرغم وجود بعض تنظيماتها النشطة حالياً، ما زالت تفتقر إلى الثقل الحقيقي القادر على تحريك القرار الأمريكي الداخلي، والتأثير عليه بقوة.

بايدن ملتبساً
تبدو قراءة ما كُتب، وسماع ما قيل عن سياسات الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن المتوقعة في سوريا، ضرباً من خبط العشواء، فالمتابعون يستطيعون أن يسمعوا تحليلات من أقصى اليمين، إلى أقصى اليسار. يسمعون تكهنات تصل إلى حدود توقع لجوء بايدن إلى عمل عسكري في سوريا، وفي الوقت نفسه يسمعون -من الأمريكيين أنفسهم- ما يتكهن بإبقاء الوضع السوري على ما هو عليه من خراب ودمار وتعفن وجمود، كأن هذا البلد لا يعني بايدن وسياساته لا من قريب ولا من بعيد.

معظم ما كُتب وقيل يبدو منتمياً إلى باب التوقعات والأمنيات المتضاربة والمتناقضة، ولا سيما في ظل قلة تصريحات بايدن وفريقه حول الملف السوري، والاختلاف النسبي في مواقف أعضاء فريقه من هذا الملف، لتكون الآراء مرتبطة بملفات المنطقة الإقليمية، وبملفات دولية كبرى، تبقي سوريا ورقة تابعة، لا موضوعاً محورياً قائماً بذاته.

والمسألة الأخيرة تحتاج إلى تدقيق تحليلي تفصيلي وشامل، في الآن نفسه، لتلمس انعكاسات ما هو خارجي على ما هو داخلي، والعكس صحيح، في ضوء الاشتباك (التدويلي) والاحتلال القائم من قبل جيوش عدة لسوريا.

سياسات أوباما السورية
يذهب بعض المحللين إلى القول إن بايدن يتبنى سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، لا بل هو أحد أهم مهندسيها، وسيعود من جديد إلى هذا المربع في سوريا، فيحتفظ بوجود عسكري معقول، رداً على الانسحاب الجزئي الذي أنجزه سلفه دونالد ترامب، ويستخدم هذا الوجود كمرتكز قوة ضرورية، ولازمة يضغط ويساوم عبرها في اتجاهات خمسة.

هذا التوقّع يتآلف مع سياسة دعم وحدات حماية الشعب الكردية في إطار استعمالها للضغط على تركيا من جانب أول، وفي الضغط على روسيا من جانب ثانٍ، وفي مفاوضة إيران على ملفها النووي من جانب ثالث، وفي الضغط على النظام في دمشق من جانب رابع، وفي محاربة داعش بوصفها أولوية أمريكية، ولا سيما بعد استيقاظ خلاياها من جديد في المساحة السورية.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

سؤال وجواب

15-أيار-2021

بايدن المُدجَّج بالاحتمالات السورية

30-كانون الثاني-2021

نُدامى الحنين الورديّ

31-تشرين الأول-2020

العُري اللاّزم لفعل القتل

19-أيلول-2020

صناعة ولَد

29-آب-2020

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow