Alef Logo
ابداعات
              

مع سناء لهب ونزف ليلي

زياد جيوسي

2007-05-26

هو النزف ..نتحامل على أنفسنا نهارا عازفين على وتر الحياة لننزف ليلا، هناك حيث سكنات الليل وألم الوحدة، فيكون النزف والألم والوحدة والتوحد، حينها نغني مع الألم وفوضى الحواس، ننتظر قطارا لن يعود ونبقى في محطة ملت الانتظار..
نحن الذين بلا وطن ولا سماء نبحث عن الواحة في الصحراء القاحلة، بعد طول التجوال في المرافئ والبحار على زورق تتقاذفه الريح وتلاطمه الأمواج، يقتلنا البرد والريح وتأكلنا العتمة، نهتدي بنجم ضائع في السماء ولا نمل من البحث والتجوال.
حين نعثر على شاطئنا وتظلنا شجيرات الأثل وتضمنا الواحة ونغفو، نرتاح ونحيا على الأمل والحب، فنحرق المركب الذي حملنا معتمدين على واحة حب ظننا ستظلنا أبدا..فنقع في فخ الحب نتساقط قطرا، فننسى الإبحار والبحار ولا نرى إلا حوريات بحر تتراقص طربا وجنيات
الليل تحمل قيثارات تعزف عليها فوق الغيوم، فنطير إلى عالم قمري جميل نستظل فيه هناك تحت ياسمينة قمرية حيث التقت المجرات..
نغمض عيوننا وأسماعنا فلا نستمع لصوت القطار القادم من البعيد، فيحمل الشوق معه إلى محطة أخرى أو إلى رحلة بعيدة، فنبقى على وهم الانتظار نفترش محطة القطار متلفعين بالغيوم، مستدفئين على وهج النجوم لا نحمل معنا إلا فنجان قهوة ولفافة تبغ تحرقنا كما نحرقها، وسِفر خططناه آهات ودموع أشواق، ونبقى على رصيف المحطة ننتظر وننتظر، دون أن ننتبه أن القطار باتجاه واحد لا يعود ولا يعرف طريق العودة.
دون أن ننتبه أن بائع البطاقات قد دمغ بطاقة الرحيل بعبارة "اتجاه واحد".
ننسى أو نتناسى أن الحب قد رحل حاملا معه ما قد مضى، نضحك على أنفسنا ونصر على الانتظار، والمسافر قد الصق وجهه على بلور القطار مستمتعا ببرودته لعلها تطفئ بداخله بقايا جذوة من نار، بقيت في تلافيف الذاكرة حين قرر الرحيل، ناظرا باتجاه يتناسب مع مسيرة القطار باتجاه واحد، قد يبقى في القطار وقد يصيبه الملل، فينزل ليستريح في محطة أخرى وواحة أخرى ليعاود المسير، فبطاقة القطار ذات الاتجاه الواحد ما زالت سارية المفعول.
أما نحن..فنبقى في المحطة ننتظر، وحين يضمنا الليل ننزف من جديد، نشعر بالبرد يجتاحنا فنحن بلا وطن بلا حبيب، فنشرب الليل خمرا معتقا بكافة تلاوين الزمان، يشدنا القهر ألما وذكرى لأسطورة لا تتكرر في زمن الغريب، فلا تهدأ لنا أشواق ولا تنطفئ نيران، نركض على الشاطئ المهجور حيث كان اللقاء أول مرة، فنجد الحوريات الليلية قد حطمت القيثارات وغادرت الشاطئ، نحاول أن ننزل البحر من جديد فتلطمنا أمواجه طاردة إيانا، فلم نعد نقوى على الإبحار ولم تعد لنا مراكب..
فنعود لمحطة الانتظار من جديد، نلملم ذكرى وألم، نحلم من جديد وننادي على حروف قد رحلت فلا نسمع إلا صدى الصوت ورجعه.
نعزف على أوتار قلب

يبتعد القطار
يحمل حبي
قلب أصابه دوار
في المحطة أنتظر
عودة طيفي
بياسمين ونوار

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

بين هذا ليل وآدم باسل زايد إبداع متجدّد

04-آذار-2009

مع نصّ: "مع إنّكَ غيرُ عاديّ" للكاتبة: نوريّة العبيديّ

14-تشرين الثاني-2008

من وحي "خميلُ كَسَلِها الصّباحيّ" للكاتبة: منى ظاهر

07-تشرين الثاني-2008

أرصفة رام الله والعشاق

24-أيلول-2008

سمر حزبون / إبداع العدسة والجسد

13-آب-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow