Alef Logo
ابداعات
              

صلاح الدين الأنبوبي و قصص أخرى

نعيم الغول

2007-07-17

اصطففنا بالملايين في طابور من صفين متوازيين. صف للرجال وصف للنساء ليس منعا للاختلاط ولكن استجابة للدعوة التي لا يعرف احد من أين وكيف تنطلق. اتبعنا شروطها فدخل الزوج من باب والزوجة من باب آخر لمختبر أطفال الأنابيب المتطور جدا والذي تبرع به ثري خليجي عن روح والده. سرت الهمسات بين المتطابرين بأن المختبر يمكن أن يحقق المعجزات البيولوجية شرط توفر الحد الأدنى من المقومات. قالوا إن من ينجح بالفحص سيخرج ومعه الطفل صلاح الدين الذي ينتظره كل واحد من الذي لبوا الدعوة و الذي تقول الدعوة إنه قد يفعل شيئا ليعيد البسمة للوجوه ويعدل الرقبة التي انحدرت ذلا للأسفل وتعرت من الخلف لتلقي المزيد من الصفع. بدأ الأزواج بالخروج وعناكب التجهم قد بنت بيوتها على وجوههم يحمل كل منهم ورقة قيل إنها نتيجة الفحص. سواد الوجوه نطق بالنتيجة السلبية . خرجت وزوجتي وخرجنا حاملين ورقتينا يلفنا الذهول. فحصي اثبت إن جهازي التناسلي أفضل من جهاز الحصان، وإن الحيوانات المنوية شرسة ومقاتلة ويصعب ضبطها كأنها في حالة فلتان أمني. فحص زوجتي بقول أيضا أن الرحم والمبيضين سليمان. فلماذا ؟
التقرير أجاب كلا منا: " حين يتوفر لديك الإحساس بالكرامة ورفض الظلم والنخوة ستخرج وبين يديك الطفل صلاح الدين."



شهادة وفاة

حين سألوني عن رأيي في الديمقراطية في بلدي. قلت:" أنا ميت". فقالوا :"أين شهادة وفاتك."
فأسقِطَ في يدي، وعدت إلى الحياة آملا أن أستفيد من الجو الديمقراطي المأمول فابتلعوا أسألتهم . قالوا ووجوههم تعلوها صرامة معتقة:
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".
فقلت :" خيرا".
فأعطوني شهادة وفاة فورا.

كذَبَ النّـُحاة


من كنانته الجلدية العابرة للزمن أخرج كلمة "لا" وألقاها بين صحابته؛ فصدر عنها صوت كالرعد. فعجبوا لكلمة تصدر صوتا عظيما إذ خرجت من الجعبة وتستنشق الهواء.
قال:"أتدرون ما هذه؟"
فقالوا : "لا"
فقال : "أتدرون كم حرفا هي ؟"
قالوا : "هي حرف واحد. كذلك قال النحاة."
قال: ما هم نُحاة بل نُحاتْ. كذب النحاة. كذب النحاة.
لو كانت حرفا لسكت عنها الطغاة.

نوم

اليوم هو الجمعة.. بفارغ صبر ينتظره لينام حتى يلفظه الفراش . تقلب على بطنه وظهره ودفن رأسه تحت الوسادة لكن صراخ أولاده كان يسقط السقف فوقه وأبواق سيارات بائعي اسطوانات الغاز تفتت وعوده لنفسه طوال الأسبوع. عزاؤه الوحيد هو خطبة وصلاة الجمعة حيث سينام ويشخر في المسجد دون أن يجرؤ أحد على أن يقول له - أو للخطيب -"صه".


عادة

قطب جبينه، وصر على أسنانه، لكنه فعلها ... كالعادة.

كذبة العمر

أخوه طلب منه أن يفعل ككل مرة.
انكمش وأغمض عينيه متقززا وهو يفعل.
متألما كان أيضا؛ فبعد كذبة الشوكلاتة تلك لن يصدقونه.

مخدوم راما
إعلان: هربت المدعوة راما سيراواتي سيريلانكية الجنسية من منزل مخدومها تاركة خلفها ملابس داخلية ممزقة و حذاءها الجديد. يمكن تمييز الهاربة من شرشف سرير أبيض يغطيها عليه بقع دم صغيرة لم تجف.



صداقة نت
كتب لها: "أعرض عليك صداقتي."
فردت: "قبلت. ويا للمصادفة سأزوركم بعد غد. لدي عمل في عمّان."
فلعن من يقولون إن الانترنت للتسلية.



عتبات العيب

على أعتاب الثانية من عمري كنت اخلع ملابسي كاملة و اركض كالخيل في البيت أو انسل بسرعة إلى الشارع . كانوا يضحكون ويرشون جسمي بالماء ويتلذذون بملمسه الناعم.
على أعتاب الروضة قالوا عيب وغطوني بالقماش الموحد الألوان.
على أعتاب العاشرة كنت العب مع ابنة الجيران عريس وعروس وطبيب ومريضة. كانوا يعرفون ويتغامزون ويبتسمون وتقول النساء بشهوة مكبوتة: "صغار. جهال."
عندما انتفخت شفتاي وتكور انفي وخشن صوتي قليلا قالوا "عيب".
على أعتاب التخرج من الجامعة كان اوتغرافي متخما بعبارات خطتها صديقات قلن إنهن لن ينسين جلساتنا بين الشجر وفي الكافتيريا وهمساتنا في المكتبة العامة ورحلاتنا و . و.. وأشياء أخرى أذكرها الآن بسعادة ويبتسمن لها حين التقيهن وحدهن أو مع أخ أو أخت أو حتى زوج إحداهن.
بدأت الوظيفة عازبا عازفا عن الزواج. ووجدت خيوط الصداقة الحريرية تلفني ودستة زميلات. اذكر النكات الفاحشة التي كنت القيها وأحيانا كنت اترك يدي تكمل النكتة. حين تزوجت صار هذا تحرشا وسمعت إحداهن تقول "عيب".
فبل أن أموت بسنوات كانوا يرون دموعي تنهمر كالشلال لمناظر ضحايا الحروب ومناظر الفقراء في الأزقة الخلفية وسماع وداع التفجيريين لأهلهم ومشاهدة رسائل الأسرى إلى حكوماتهم ونظراتهم المتوسلة بان تمنحهم الحياة مع أنهم يعرفون أن القرار قد اتخذ. أمام دموعي كانوا يقفون بخشوع ويصفونني برقيق القلب مرهف الحس .
على أعتاب موتي دمعت عيناي خوفا مما سأواجه بعد رحيلي الأبدي فقال المحيطون بفراشي بمنتهى الحكمة:" عيب".
مشكلتي أنني - حتى وأنا راحل دون عودة - لم أسأل مرة واحدة : "لماذا؟"

قهوة الرجال

كسريان المادة الملوِّنة في الدم شعرت "رائدة" بالتوتر. بالأمس فقط عرفت من زوجها "نبيل" أنه لا يعد فقط القهوة للضيوف في المكتب ولكنه يغسل الفناجين أيضا.


خطأ واحد يكفي

كانت ما تزال في ثياب النوم وعلى السرير حين سألته من تحت كحل عينيها الذي نام بالأمس دون أن يراه: مَن سعيدة الحظ التي لبست لها هذا الصباح أفخر بدلاتك ورششت أفضل عطر. كلماته فقط وصلت إليها: تعرفين أنني لا أكرر أخطائي.

السادة
"جاك جاء إلى بلادكم مرغما..
إنها أوامر "السادة "الجنرالات.
ارحموا ولدي الوحيد أيها "السادة" الخاطفون".







































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

رسم "بدل فساد

11-آذار-2015

قصة قصيرة / قانون النهار في تموز

15-آب-2009

من المحررات السلطانية لابن المخوزق

28-تموز-2009

مناقشة مقال" لكي نصل بالإسلام إلى القرن الثاني والعشرين" للأستاذ سحبان السواح

30-حزيران-2009

بصيمة بالعشرة

27-حزيران-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow