Alef Logo
ابداعات
              

قراءة في معجم بك لمحمد حلمي الريشة

رحاب حسين الصايغ

2007-08-01

في (مُعجمٌ بكِ) للشّاعر محمّد حلمي الرّيشة
ولادة تفكّكٍ فلسفي جديد في لغة الشّعر
تناولت أوهام فنجاني، بينما أغيب مندهشةً في رؤيا مخضّبة بفتوحات الشّاعر محمّد حلمي الرّيشة، ومجموعته الشّعريّة (مُعجمٌ بكِ). شاعر ربط حسّه الشّفّاف، باحثًا عن قفلٍ في عمق الرّؤية الشّعريّة لقصيدة النّثر. وجدت ظاهريّة الطّرح متمكّنة بعمله الأدبيّ المتقن، يبوح دون تقليد وتقيّد، بل يفتَّت خطوط العجز والجدل كلّها، بما حملته مجموعته (مُعجمٌ بكِ).
المفهوم الجماليّ للغة الشّعر هو ما يهزّ نفس البشر وعقولهم. وما يحدث في هذا العالم من قريب أو بعيد، معاناة كبيرة زمكانيّة، تأثّر المجتمع بها والوضع العامّ لمسار الحياة، وكذلك عيشنا مع عالم اللاّواقع المفروض، بدلاً من أن تكون يدهشني، بل تؤلمني همجيّة نحوتات زمننا المعاصر، وكيف يفكّر صنّاع الموت باسم السّلام طاحنين المشاعر؟!
ما ستحمله هذه الدّراسة النّقديّة، وكالعادة، التّناغم الجماليّ فيما أبدعه شاعرنا الوسيم، كقصائده التي تشبه الحدائق اليابانيّة، بما تحمله من رقّة وعذوبة، أو كالجنائن المعلّقة وسحرها الأخّاذ.
شيءٌ ما متداخل في الرّمزيّة المستخدمة تقودك للشّعور بالألم المطحون، بين سطور هذه المجموعة الشّعرية المعذّبة.
سيكون عدم دخولي مدرسة أو نظريّة معيّنة أهمّ وجهة لمساري في التّحليل. سأعمل على التّداخل في مضمون الأفكار التي لها خبرات، قد تكون مختلفة عن مفهوم العالم، نعيشها ونقاسيها نحن دول عالم الثّالث، في مجال الشّعر المعاصر (قصيدة النثر)، والتي تحمل سمات الوجدان وانعكاسات لنظرة الذّات. هي محاولة التحام كامن في نزاهة التّعبير الذي ينسكب في بياض ذلك الفضاء النّقيّ، والإبداع الذي يعتمد على خلق صورة شعريّة فائقة الدّقّة، بمضمونها القائم على ذائقة الشّاعر.
الشّاعر محمّد حلمي الرّيشة عنده القدرة على اغتصاب الغربة الزّاحفة نحو الموت. يُخرجك بقدراته الخلاّقة في غزل المفردة، وإعطائها رمزيّةً في نسيج وحياكة الصّورة الواعية، طليقة في مشاعها، تجمع ندى الصباح برقّته، تحمل الهدوء الذي يفوح عبيره في المفردة بغنج.
قصائد لا تخجل من عيون الفضوليّين، إنه مُطّلعٌ على أسبابِ التّجاوز، فاهمٌ كيف يدقّ إسفين صوت دليل شعورنا ببعضنا، آخذًا بالمثل القائل: "ازرعْ غصنًا من الخير، قد يأكل من ثمره حفيدك، أفضل من أن تترك البلاد جرداء"، لأنّ أيّة بداية في لحظة معيّنة، تساعد على خلق لحظة إبداع في زمن آخر، أو قد تكون مجرى لأساس جديد، فالشّعر جزء من فنون أخرى ابتدعها الإنسان كي يقول للآخر: "أنا أبدعت بما أنجزت، فهل لك مثلي؟".
لم أحمل سلاحًا، فالموت لا يمثّل الحياة، بسلامٍ نفّذتُ فكرتي التي أريد، بإحساس جسدٍ تألّم وتداعى خياله، بتفاعل عشتُ القضيّة، غيّرتُ البطش، بريشتي وإزميلي وقلمي رسمت ملحمتي، نحتْتُ إلهامي، أبحرتُ بزورق أفكاري، بعقلٍ دافعتُ عن مصيري، رسوماتي هي حارس كهوفي، ألواحي الطّينيّة شهدتْ على مقدرتي وقدراتي، وقد أذِنتْ لي طقوس الشّعر بممارسة إبداعي.
بشعورٍ جماليٍّ، أضاف الشّاعر محمّد حلمي الرّيشة إلى سمات أسلوبه ذاتًا فوق ذوات. قلَّبَ جمال أفكاره بلحظةٍ عاصفةٍ أدهشتنا، أثار الرّغبة في الحزن والفرح، بصورة عجيبة مميّزة، خرجت من صميم أعماقهِ ومحيطهِ، جاء إبداعه من عدم تخلّصه من انتمائه.
انطلاقًا من هذا، يُشعرنا محمّد حلمي الرّيشة بالتّخاطر في حدائق صحرائِهِ، قاضمًا قهرَ الرّجال، لا يقصد خضوع المرأة الموصومة بحوّاء، حاذق ببراعةٍ، يذلّل انثيالات المفردة بغزوٍ جديد، يعالج العقم الفكريّ بذوق أصيلٍ غير مهزوز، مكتسِبًا جاذبيّة حين ينتقل بين اختصاراته النّوعيّة. يقول في قصيدته "رواغ":
لا تَدَعِيهِ يَشْعُرُكِ
- هذِهِ اللَّيْلَةَ -
أَنَّكِ وَحْشٌ ضَئِيلٌ
وَجَنَازَةُ سَرِيرٍ أَعْمَى !

الرّواغ إمعانٌ في التّربّص، وتعمُّدٌ في الغدر، انقلاب في ظلماء ميّتة. ومنطقيًّا؛ يقف اللاّمنطق في الرّمز الشّعريّ موقف الضّدّ. هذا ما يغمرنا به ناب قصائده بالمعنى اللّغويّ، وبحركة لولبيّة، يناقش ما يثير الحياة في مكمن صفاتها:
البَيَاضُ الَّذِي هَبَّ فُجْأَةً
- مِنْ فَرَاغِهِ -
لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ ابْتِلاَعَهُ
بِلَمْسِةِ عَيْنٍ يَتِيمَةٍ
وَبِأَرْمَلَةٍ سَودَاءَ مُبْهَمَة !

تحذُّرٌ موزون بعناصر التّناغم المترابطة، بجوهر الشّيء من ارتفاعات النّفس صعودًا بالزّمن، ممسكًا بيده نثرَ زجاج حادّة التماعاته، كلآلئ الموج الفضّيّة حين ينعكس عليها ضجيج الشّمس:
تُحَاوِلُ ابْتِلاءَهُ
بِقُصْفَةِ صُرَاخٍ مُمَغْنَطَةٍ
لكِنَّهُ ..
أَصْبَحَ أُذُنَ ارْتِيَابٍ ثَرِيٍّ ،
وَلِحُزْمَةِ مَا سَخِرَتْ مِنْهُ أَسْلاَكُهَا الرَّطْبَةُ
لَمْ تَعُدْ تَصْلُحُ حَتَّى
لِنَشْرِ غَسِيلِهَا الأَبْكَم !

التّفاعل الإنسانيّ تصطحبه انقلابات زمنيّة في قصيدة "خشخاش". عنوانها يفتح ما يدور عند الشّاعر من تنوّعٍ متناغم، وكما يُعرف الخشخاش أنّه نوعٌ من أنواع الزّهور الجميلة، وما تحمل من دلالات عناصرها، بل رائعة الجمال، يستمدّ من عنوانها اختياراته في الذّوق السّامي، ناسجًا قاموسه الشّعريّ بحفاوة، يَعْلم مأساة نسيجه النّاضج، قوامًا بقولهِ:
أُقَلِّمُ شَوْكَةَ الغَسَقِ بِكِتَابِ الحَنِينِ ..
مَا مِنْ مَسَاءٍ إِلاَّ وَأُخْدُودُهُ نَافِرٌ
كَنَصْلٍ أَعْشَى

- إِذًا ؟
- ...

انتماءٌ مدغمٌ بفكرة التّوحّد بالجمال، نافذًا بجاذبيّة العقل القامع، عرقلةَ الخطوط الشّخصيّة المقاوِمَة، تتّفق مع حقيقة شعوره، يعطينا حرّيّة فهم الحالة، متذكِّرًا، أنّه لا بدّ من استمرار الحياة، حتّى لو وُلِد بدون مشيمة تُقَوّي من عزمه:
تَذَكَّرْ ..
- أَيُّهَا الغَامِضُ فِي فَرَاغِ رَحْمٍ - :
هاأَنَذَا أَشُدُّكَ إِلَيَّ
بِصِيغَةِ حَامِضِ نَهَرِي ؛
ذلِكَ الَّذِي يُسِيلُنِي
مَقْذُوفًا نَحْوَ مَتَاهَةِ فَرَاغ

حالةُ موتٍ تعمل على إنعاشها بعد رجّةٍّ، قد تزيد من ارتعاشات الوجد التي أصبحت كحالة جنسيّة لا طعم فيها، حين تكون لحظاتها مغتصَبَة، غريزةٌ منكوبةٌ بجمود لذّتها، فاترةٌ من كلّ شعور:
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ صُبْحٌ سَيَأْتِي
- ذَاتَ نَوْمٍ - ؛
بِدَوَرَانِ بَيَاضٍ حَوْلَ بِذْرَتِهَا
أَوْ ..
بِاهْتِيَاجِ ثَغْرٍ مِلْءَ وَرْدَتِه!

تحت سيقان الخشخاش يرفض الموتَ وعتمتَه، يتأوّه بنكهة الخشخاش، فوق جفافٍ لا يعرف الشّمس، لا بدّ أن تصيبَه العفونة، ثم يعدم نفسه أمام خيانة، منحتْه خشونةَ الموقف، فاعتمد بريد السّرّ، وأصبحت المسافة معدومة داخل الشّكّ بنفسهِ:
وَلَمْ
نَكُنْ
أَحَدْ!

يواكب تحدّياته الشّعريّة بوسائل معاصرة للحقيقة المعيشة، بذاتٍ لا تعرف أبدًا الانحناء، أبعد ما يكون عليها الوصول للطّريق بتآكل الزّوايا. هياجٌ في الفكر والتّاريخ إلى آخر القصيدة، يمرّ بتضاريس بيولوجيّة طبوغرافيّة في قصيدة "رغوة"، والتي تحمل جنونًا أمتع جوف الانزياح:
لاَ أَحَدَ يَشُدُّهُ إِلَيْهِ
فِي مَسَائِهِ الضَّيِّقِ
فَحِينَ وَصَلَهُ انْتِظَارُهَا
رَأَى الفَرَاغَ يَتَفَرَّسُ مَلاَمِحَهُ
وَسَمِعَهُ هَمْسًا :
كَأَنَّهُ ...
هُوَ!

ما دامت هناك أسرّة للقبور، يبقى المساء نافرًا، والعقيدة قائمة يحنّطُها القصور المُعتم. إسقاطاتٌ ينمّيها عالم القهر، تُقام عليها أضرحة الإدراك، والقصيدة "زوال" تزأر لأخذ البَرَكات:
سَتَذْهَبُ
[ ذَاتَ يَوْمٍ مَضَى غَدُهُ ]
إِلَى جُمْلَتِكَ المَرِيضَةِ؛
تِلْكَ
الآيِلَةِ
إِلَى
عَادِيَّةِ البَسْطِ تَحْتَهُ،
كَخُشُوعِ شَمْعَةٍ مُشْرَئِبَّةِ الذُّبَالَةِ،
وَالْتَتَنَفَّسُ بِخَيَاشِيمِ وَرْدَةِ العَتْمِ الضَّئِيلَةِ،

تعلّمتِ الإناث الصّوم على الشّوك، يحلمن بضوء أو شعاع، يفتح حقب الثّقوب الوهميّة. والشّاعر هنا، يعتمد حالة استنباط، مستخدِمًا السّبب في الارتباط بصورة نسَقيّة لفكرهِ. الشّاعر محمّد حلمي الرّيشة، يؤرّخ طريقًا لإحساسه المتماسك للافتراضات، وانشغالاتُه تَدفع بتأثيرها العظيم:
سَتَرَى كَمْ كُنْتَ شَقِيًّا وَصَالِحًا لِلتَّوَهُّمِ،
مِثْلَ زُجَاجِ حَدَقَةٍ أَعْمَى..
أَيُّهَا الشُّعُورُ بِهَا!

كصيحةٍ مبهمةٍ في سماء، أغلقتْ آذانها عن طلبِ سبق، وإن كان الجدل فيها طويلاً. ثعلبةٌ مزدوجةٌ تلك القصيدة، قمّةُ الدّيوان لِما تحمل من مفاتن لم يعلن عنها بعد:
كَخَجَلِ ثَمَرَةٍ تَتَعَاذَرُ قُبَيْلَ لَمْسَةِ النُّوَاةِ..
فَكُنْ حَيْثُ لاَ تَكُونُ،
وَلَوْ بِضَجَرِ ثَعْلَبٍ يَلُوكُ مُخَيَّلَتَهُ،
وَبِرَخَوِيَّةِ أَعْضَائِهَا تِجَاهَكَ، فَقَطْ..
أَيَّتُهَا الشَّرِهَةُ اليَابِسَة!

تحمل مزدوجته هذه في طيّاتها، كثيرًا من الأبعاد الرّغويّة في قلب الجسد، يكفي أنّها لعنةُ الدّفء، مكابدةٌ نضجت في غير مكانها، يوشّحها الحزن، وقد غزلتْ لمخادعها ألوانًا من الغضب.
ربّما النّفس تبقى فيحاء، ربّما تقطع حبلَها السّريّ. فلغةُ الجنس ولغةُ الحرير، ابتكارٌ لمضمونٍ يُخفي التّقطّع، وفقدانُ الإنسان أسباب عناصر وجودِهِ، منسلِخًا بالتّرقيم ثمّ التّفريق، هو قمّة المكابدة، وتفسيرٌ رمزيٌّ واضحٌ في استمداد المفاهيم:
إِذًا:
سَتَخْرُجُ مِنْهَا؛
لِتُوْلَدَ دُوْنَ حَبْلٍ سُرُّيٍّ يَلُفُّ
فِكْرَتَكَ الطَّائِشَةَ الجَمَالَ،
فَلاَ فُسْحَةٌ فِيهَا؛
لِتَقُوْدَ عَصَاكَ نَحْوَ انْفِرَاجِ
مَرْمَرِ العِتْقِ،
ثَانِيَةً،
مِنَ انْكِمَاشِ نِدَائِكَ المُتَكَرِّرِ،
لَوْثَةً إِثْرَ لَوْثَةٍ،

نشاهد تشظّي العقم المقيت، تأويلٌ له تحليلاتٌ أخرى، للبُعد المطلوب والموجود في صياغة المقطع، واقعٌ في مهمّة التّحديث في خطوط القصيدة.
مُجمَلُ ما يريد قوله، أو البوح به في قصيدة "سأم"، إنّهما سيّان؛ جمالُ الوطن وجمال دفئِها، ولا بدّ من افتضاح أمريْهِما، فهي أنقى من الصّفاء، والوطن أغلى من الرّوح:
حِيْنَ رَفَعَتْ كَأْسَ الغِيَابِ إِلَى غَيْبُوبَةِ فَمِهَا
لَمْ تَكُنْ لِتُدْرِكَ أَنْتَ
/ حِيْنَهَا /
مَنْ يَشْرَبُ مَنْ ؟!

تداخُلُ ملَكاتٍ لنغمةٍ واحدةٍ، عَرَجُ شوقِها يُهدهد مللَ أرضِهِ بالقّوّة نفسِها، زمانًا ومكانًا، وفي روحيْهِما تتعالى قوّة شوق شديد.
الشّاعر لا يريد تعطيل خضرةٍ باسقةٍ، تقوم ظلالُها على الشّاسع من ضياء النّهار، لكن هناك صُفرةٌ ناشطةٌ تأكل أماني المستقبل، بحاضرٍ مقهورٍ متكرّرِ المِحَن.
نجد ذلك في المقطع السّابع من القصيدة "سأم":
تَفْجَؤُكَ بَعْدَ انْهِمَارِ سُعَالِ الأَصَابِعِ ،
وَانْهِيَارِ سَيْلِ الأَسْئِلَة :
/ - كُنْ ضِفَّتِي الوَاحِدَةَ .. لكِنْ /
دَعْ مَوْجَكَ فِي خِزَانَةِ الثَّلْج!

دروسُ السّقم بهذا الجنون لدرجة المستحيل، حتّى يصل الأمرُ فقدانَ العقل، تُحيلُك قصيدة "جويس" إلى درجات الهلاك، وبداية النهاية. هو يعلم أنّ لا مجهول للمسبّب، حضور يقود إلى نتيجة متمثّلة بالسّلبيّ، حيث الجلوس تحت ظلّ الخوف، تعاقرُه متخطّيًا ثواني القلق المطحونة:
تَ
هْـ
بِ
طُ
سَلاَلِمَ الأَمَلِ دُفْعَةً
تَتَكَرَّرُ
مِثْلَ مَوْجَةٍ تُتْقِنُ دَلاَلاً
عَلَى
خَلِيجِ دِلْتَاهُ ..
تُسْرِعُهُ بِاضْطِرَابِ نَظْرَتِهَا
المَائِلَةِ
كَأَنَّهَا تُطَارِدُ حَلَقَةَ دُخَانٍ
بِشَهْوَةٍ عَرْجَاءَ
وَ ..
سَاقَيْنِ مِنْ طَمْيِ خَزَف!

ماذا تقول لمن صبغ لحظات اليوم؟ لأفئدةٍ وجِلةٍ تعيش مذابح، منذ شهقت بأوّل حلمة لثمتها أفواههم؟ يولدون أقمارًا بوجوهٍ طريّةٍ منطلقةٍ بصراخاتٍ مثلومةٍ. هكذا نجد المقطع الخامس من قصيدة" جويس":
" مَكَائِدُ يَدَيْكَ العَمْيَاءُ
فَوْقَ نَهْدَيَّ المُرْتَعِشَيْنِ
الحَرَكَاتُ البَطِيْئةُ لِلِسَانِكَ المَشْلُولِ
فِي أُذُنَيَّ المُجَيَّشَتَيْنِ لِلْعَوَاطِفِ
كُلُّ فِتْنَتِي الغَارِقَةُ فِي عَيْنَيَكَ دُوْنَمَا بُؤْبُؤَيْهِمَا
المَوْتُ فِي بَطْنِكَ وَهُوَ يَلْتَهِمُ دِمَاغِي
كُلُّ هذَا يَجْعَلُ مِنِّي آنِسَةً غَرِيبَةً"*
ها
أَنْتَ
إِلَى
زَوَالٍ
- مِثْلَ دَبَقٍ تَعَرَّشَنِي خِلْسَةً -
أَغْسِلُهُ بِعَضَّةِ القَلْبِ ..
ها
أَنَا
- فِي انْفِلاَتِكَ -
بَقِيَّةٌ كَامِلَة!

الشّاعر محمّد حلمي الرّيشة، يعاقر خمر عذابهِ الذي أدمنه، منذ فتح شموع حدقتيْه لصوتها، صاحَبَ نموُّ عثراتِهِ عودَه الزّبديّ، مَا قادَ نهرَ شبابِهِ إلى النّضج الكامل، قبل أن يكون جنينًا في رحم الألم. في قصيدة "لألأة":
فُجْأَةُ الأُذُنِ الثَّالِثَةِ
طُيُوبًا
يَ
نِ
زُّ
الأَثِيرُ
...
تَوَاصَلْ أُفُقِيًّا
أَيُّهذَا الأَلَق



تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

قراءة في معجم بك لمحمد حلمي الريشة

01-آب-2007

دراسة نقدية / ميكانيكية صيحات الغضب

10-كانون الأول-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow