Alef Logo
ابداعات
              

يهودي في دمشق... يبشّر بالتعايش بين الأديان!

خليل صويلح

2007-09-15

عدا رطانة العنوان «يوميات يهودي من دمشق»، لا تحمل رواية السوري إبراهيم الجبين (دار خطوات ــــ دمشق) ما يدعو إلى منعها، وهو ما حدث في معرض دمشق الأخير للكتاب. فنحن لسنا أمام يوميات بالمعنى الشائع، بل نتف من هواجس يهودي دمشقي يلتقي الراوي ويبثّه همومه وأسراره. هكذا سيلتقي الراوي بالتوازي مع إخاد، أبو محجن، وهو أحد الدعاة الجدد للمقاومة في العراق، وسنكتشف أنه مطلوب من القوات الأميركية في العراق، فيلجأ إلى الراوي لينقذه من محنته (!). وهناك يهودية يقع في حبها الراوي، تعمل في عيادة طبيب مسيحي.
الرواية إذاً تحكي عن التعايش بين الأديان. لكنّ ارتباك السرد وحيرته بين التوثيق من جهة، والشعر من جهة ثانية، والريبورتاج الصحافي بين حين وآخر، يضع الرواية في مهب التفكك السردي. محاولة ترميم ثغرات السرد باللغة الشعرية، لم تنقذ النص في تأسيس مشهدية روائية. هكذا ستتجاور حكايات لا رابط بينها سوى أنّها مكابدات المؤلف ويومياته في دمشق الأخرى، من خلال الربط بين التاريخ القديم للمدينة وحاراتها، وما آلت إليه اليوم من قبح بصري وتلوث وخراب روحي. فيما يبحث الراوي عن نفسه عبثاً: «حين أترك لحيتي أصبح أكثر شبهاً بالمسيح أو غيفارا. وحين أحلقها، أصبح مثل توم كروز أو عمرو دياب» لكنّه يشكو من أنّه مفلس ووحيد وأعزل. ويشير إلى أنّه فكّر في كتابة نّص سينمائي عن ابن رشد، لكنّ يوسف شاهين سبقه إلى ذلك!
هناك مفاجأة أخرى. الراوي يشير إلى أنّه صوّر فيلماً عن بن لادن وقابل زوجته. لا تكتفي الرواية بهذه الشخصيات المتنافرة، بل تتجول في عشرات الأمكنة: حارة اليهود، باب توما، مقام ابن عربي، يهود مصر، عبد الحليم حافظ والداعية محمد شوق. أمكنة وشخصيات تقتحم السرد بلا إقناع. كأن الراوي يروي مدوّنة شخصية لا تنفتح على ذاكرة المتلقي، ويكتفي بالتجوال في خرائط وعبور تضاريسها على السطح من دون أن يبرّر هذه الخلائط المتنافرة في نسيج روائي: «لوهلة ظننت أنني إبراهيم الخليل، وأنا أسير وخلفي هذا القفل العبراني».
المشهد اللاحق لا يصب بالضرورة في السياق نفسه، ولا يضيف لبنة إلى المعمار، بل يعكس ما يهجس به الكاتب لحظة الكتابة، عبر السرد المتوازي في استحضار الشخصيات والتواريخ، وأغاني أم كلثوم وانتهاءً بأغنية للتونسي أحمد الشريف، كان يستمع إليها بصحبة الداعية محمد شوق في بار دمشقي بعدما تحوّل الداعية إلى «شيخ ما بعد حداثي»!
مهلاً، هناك مفاجأة أخرى، سيذهب الراوي إلى أميركا لسبب ما، وبينما يتجول بين نيويورك وسياتل، سيلتقي إخاد اليهودي المهاجر. لكن ربما كان الراوي يستعيد حلماً، ما يخفّف وطأة هذياناته: «كأنني أخرج من حلم طويل، وكأن عالماً يلفظني بصعقة من مائه الهائج».

عن جريدة الأخبار

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

وحشة إبراهيم حسو

12-حزيران-2009

أمل عمران: البنت «الصّايعة» التي أغرمت بشكسبير

18-نيسان-2009

غادة السمان: المهنة «متمرّدة»

27-أيلول-2008

عن حنّا مينه... زوربا البحري في قلب العاصفة

08-آب-2008

يهودي في دمشق... يبشّر بالتعايش بين الأديان!

15-أيلول-2007

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow