Alef Logo
ابداعات
              

أباريق خزفية تتشعشع فيها الخمرة

طالب هماش

2007-10-01

أيها الغلامُ تعلّم إيقادَ الشموع وأقبلْ !
فالجرارُ كلّ مساءٍ تعودُ من بيت النبيذِ ،
والليلُ سلطانُ العاشقين ، وفردوسُ العارفينْ
وإن كانَ ولا بدَّ فعطّرْ بأريجِ الرمانِ المفتونِ
ورائحة الآس والزهر الذكيّ جوَّ السهرةِ ! فثمّة كأس
من الذهبِ الخالص ترنو إليكَ والأباريقُ عطشى بفيوضها
وشغفها الجارحِ
تتشعشعُ فيها الخمرةُ كماء ِالمزنْ .
وشفاهنا شقّقها الظمأُ من الترقّبِ والشوقْ ..

أنتَ الجميلُ أوقدتَ الشموعَ ، وبأنامل سحريةٍ حركت
الأوتارَ الذهبية فامتلأ الليلُ رنينْ .
أنتَ الجميلُ ولكَ الروح تسفحها كما تريد ْ .
فالشموعُ توضّأت بماءِ عينيكَ
وتفتحَ النيلوفر في بياضِ النص.
فاقرأ ما تشاء ولا تنتهي إلا وشمسُكَ في الطلوعِ،
تشقشقُ شراشفَ الأفق كأسرابِ الحمامْ .
أيقونة المعنى :
العاشق : في العشق تشفّ الروح كزجاج الكأس ويفيض الوجد
كالخمر !
العارف : في الشيخوخة تكتسي الحكمة بلحية بيضاء ،
والصمت يجعل البيت متعزّلا للروح فاتعظ بحكمة العارفين
!
العاشق : ذهبت في طلب الماء فلم أجد الفرات بل طائرا
أبيض يسبح في غفلة الصباح فتهت .
العارف : العشق أن ترتوي قبل أن تبلغ النهر أو تبلغ
النهر وفي جرارك الماء القراح .
العاشق: كيف أدرك السر إذن ؟ وأنا أدور في الأرض ولا
أجد النهاية.
ماء الورد الظمآن
يا مليكَ الروحِ
قمْ خبّر فتاةَ الصبحِ أن عيونها قمرٌ وليلْ !
كي تراقصَ طائرَ الحنّاءِ في المدى المخضرّ ..
فالنبّاذُ يصنعُ خمرةً ذهبيةً للشاربينْ ،
وهذا الطائرُ البريّ ينقرُ الرمانَ من روحي فما أحلاه !
يرشني بماءِ الوردِ كي أصحو .
وأنتَ العارفُ ولك الحكمةُ فاسمعْ ما تقولُ النايُ حين
يشتعلُ الهزيعُ ويطبقُ كتابُ الصمتِ
الرمز:
من أيّ نبع تفيض هذه الأنوثة أيها العارف ؟ رحماك !
فهذه الأنثى تجتاحني كالحمى بأعنابها المسكرة
وتغسل روحي بالمطر المقدّس فأبرأ من حماي .
أنا الوالغ في جناتها ،
ألمس الجمر فيصيبني الخدر ،
ويعاودني الجنون ، فكيف أنجو من لسعة النهد ؟
والنمل يأكل أعضاء شهواتي فينمّلها ؟

الإشارة :
ـ الليل كتاب الوحشة وأنت حزين !
ـ والمرأة أرجوحة للنوم في ليالي السهاد .
ـ الليل متعزّل الغريب والطفّار في القرى الضائعة .
ـ والمرأة بحيرة لجسد الرجل في لحظات الظمأ .
ـ وهذه المرأة بشامة في نهدها تغويك ،
وتمنحك النشوة فتقطف من أغصانها البلح وزهر الآس ،
وتغرق أصابعك المفتونة في حرير ضفائرها الطويلة فيفوح
العبق الأوّاه كرائحة البنّ ، ويثرثر عطر الرند في جوانح
الهواء .
لا شيء حولك غير الحجارة والجدران المتهدمة والسواد الذي
يملأ نفسك كالخفافيش .
وذاك طائر( أبوسعد )يقف على شاطيء النهر بين كنائس من
فضة ويرائيك فاصبأ !



تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

يا قلب لماذا تبكي

19-حزيران-2010

قبل الليل وبعد الليل

31-أيار-2010

يسوعيّة قدّيس

26-آب-2009

رائحة المشمش في الدنيا البيضاء

09-كانون الثاني-2009

المغنّون

25-نيسان-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow