Alef Logo
ابداعات
              

يا قلب لماذا تبكي

طالب هماش

2010-06-19


خاص ألف

يا شحّاذَ الحزنِ الدائرَ في الحاراتْ !


ضعْ قدرَ الماءِ على النارِ

وأوقدْ بالدمعِ الجمراتْ !


حلَّ الليلُ

فهاجت ساعاتُ بكائي في هجعاتِ أساه ْ !

آه تحرقُ آه !


الآنَ أسقّطُ في الماءِ المغليِّ دموعي

وأبخّرها قطراتٍ قطراتْ !

وأفوّرها كي تتألمَ بالنارِ الدمعاتْ !


فأنا ابنُ أخيكَ المتسولُ حزنَ الناسِ الأسودَ

نفسي ناسكة ٌتجمعُ ترتيلَ الرهبانِ من الأديارِ

وروحي راهبة ٌتحملُ في جرّتها صوتَ يسوعِ اللهْ !


وأنا صاحبُ ذاكَ الصوت

الصائح من ألمِ الفاقةِ والوحشة

( باللهِ عليكم )

من يتعطّفُ يا أهلَ العطف ِ

ويعطيني أُعْطِيَةً

تُنسي هذا القلبَ مرارتَهُ

وجريرةَ غربتهِ .. وأساه ؟!


من يملأُ لي شربةَ دمعٍ من عينِ فتاةٍ

ويعبّىءُ لي أغنيةً باكيةً في طاسِ الصدقاتْ ؟


كي أغسلَ وجهي حينَ يحلُّ مساءُ الوحدةِ

بالماءِ الباكي ،

وأقولَ : ( ... وحيداً ووحيداً ووحيداً يا دمعات )!


من يملأُ لي غليوني بالتبغِِ

لأحرقَ أرواحاً تتألمُ في روحي السوداء

على شكلِ دخانٍ أبيضَ

فغلايينُ الشحّاذينَ شحيحاتْ !

يا أهلَ العطفِ أنا الشحّاذُ المتواضعُ

أرجوكم بالغصّةِ والحسرةِ والآه !


قولوا للمتسولِ كلمةَ حبٍّ ،

أعطوهُ بقيّةَ قلبٍ ماتَ من الوحشةِ

واعطفْ يا شيخُ عليهِ

فما أعماكَ من الوحشةِ أعماهْ !


دعني أتسوّلُ قربَكَ

يا يرعاكَ اللهُ ..

أفيءُ إلى جنحيكَ إذا هجعَ الكونُ

فنقعدُ عند كسوفِ الليلِ

غريباً قرب َغريبٍ

تطعمني خبزَكَ يا جوعانُ

وتأكلُ خبزي

فالخبزُ شهيٌّ بين فقرينْ !


تسألُ قلبي المتعذّبَ

يا قلبُ لماذا تبكي ؟

فيجيبكَ : كيفَ بربّكَ لا أبكي

وأنا أسمعُ أصواتَ الرضعِ تجهشُ في أعماقي

وعناقيدُ الأثداءِ العذبةُ جفّتْ كعجافِ التينْ ؟!


وبدوري أسألُ كالتلميذِ قداسةَ روحكَ

يا روحُ لماذا تبكينَ ؟

فتخبرني أن يسوعَ الله ِحزينْ !


فكلانا لا يملكُ إلا روحاً مرهقةً

وطريقاً يمتدُّ بعيداً بين الوحشةِ والشوكْ !


يا قديسَ الطرقاتِ

إذا أنتَ أخي في اليتمِ

أنا في الخوفِ أخوكْ !

تبلوني بجريرةِ هذي الروحِ وأبلوكْ !


لكن يا عمّاهُ المتسوّلُ أينَ بنوكْ ؟


هل رحلوا مثل غيومِ العمرِ

وفي منتصفِ الدنيا تركوكْ ؟


يا شحاذَ الحزنِ القاعدِ كالهمِّ على أرصفةِ الطرقاتْ !


مرّرْ راحتكَ الرحمانيّةَ فوق جبيني

وانظرْ كيف ستملأُ دمعاتي المذروفةُ

مذودَ جوعكَ بالقطراتْ !


هل أنتَ وحيدٌ مثل ابن أخيكَ المحزونْ ؟

يا عمّاهُ أنا أصحابي كثرٌ في الليلِ

ولكن لا يأتونْ !


رحلوا .. رحلوا في ورقِ النعواتْ !

وظللتُ أطوّفُ في الأرضِ

لعلّي ألقاهم في الليل ِ

ولو في خطراتْ ..


ما خطرتْ أطياف ُأحبّائي يا عماهُ

فسلطنْ بالصوتِ البدويِّ الضائعِ

في بريّةِ هذا الليلِ

( مواويلاً ) وعتاباتٍ تُتلى بمصاحبةِ الناياتْ !


واملأ بالدمعِ إناءكَ من بَكَوَاتي الليليّاتْ !


فأنا طوّفتُ كثيراً في الأرضِ

قطعتُ جبالَ المغربِ حتى سفح الوحشةِ

ثم هبطتُ إلى وادي الصبحِ

ولكن لم ألقاه !

.. ما كنتُ لأعرفَ أينَ يقيم ،

ولا كيفَ أراهْ .

لكني أسمعُ صوتَ بكاءٍ يهطلُ من أعلى

هل ثمَّ بكاء في الأعلى يا الله ؟

هل ثمّة أحزان وأنينْ ؟


يا شحاذَ الحزنِ الداشرَ في أحياءِ البكّائينْ !

نادِ على الناسِ وغنِّ بأصواتِ الباعهْ !


يا ناسُ أنا جوعانُ وأولادي جوعانينْ

وبناتُ القلبِ جياعهْ !


[email protected]


×××××××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

ألف
























































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

يا قلب لماذا تبكي

19-حزيران-2010

قبل الليل وبعد الليل

31-أيار-2010

يسوعيّة قدّيس

26-آب-2009

رائحة المشمش في الدنيا البيضاء

09-كانون الثاني-2009

المغنّون

25-نيسان-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow