Alef Logo
ابداعات
              

إضاءة خافتة

رنا التونسي

2007-12-07

عندما ماتت أمه لم تواته الشجاعة لينزع عنها الغطاء وينظر إلى عينيها المغمضتين. جلس على الرصيف الموازي لمحل المثلجات الذي اعتادت ألا تشتري منه شيئا ولم يعرف أي عطش كان أقوى من الآخر.
.....................
كأنه الضباب القادم مع الضحكات
احتمال الليل والقطارات.
كل ذلك ينبعث بعنف من عقلي المحموم
وأنا اسقط كتابا قديما من يدي
فوق رف إحدى المكتبات.
يبدو أن أحدا قد أطلقه،

ذلك الضياع الذي ينفتح
كما تخرج العفاريت من فم الحكايات.
......................


السماء جميلة وعالية
لدرجة أنك تريد أن تقفز لفوق
وتقطفها.
......................
أيتها الأوتار التي تجدبني من صدري كالنشيج العاري
أظافري تنسحب رافضة
الحب لا يأتي كاملا
الحب لا يأتي ناقصا.
أيتها الابواب التي تغلق
ولا أحد ينتظر الرسائل
التجارة ليست بلادي
الطريق ليس من هنا.
......................


عوضته المرآة كثيرا عن افتقاد وجهه
وجهه الذي اشتعل بكلمات الموتى من الشعراء
حتى صار كل جزء من جسده يستحق أن يرى وحده.
أستطيع أن أخبرك عنه حكاية كل يوم
لكنك في النهاية ستنسى كل الحكايات.
يحاولون أن يزجوا بجسدك المعوج
معتاد التسكع،
الواقف عند خط اليأس
يخال نفسه يفعل شيئا
بإبتسامته العريضة التي تعبر من شارع إلى الثاني.
يحاولون أن يزجوا بالشاعر
بالأنفاس
بالضحكة
بتنكيث الوعود في القبر.
عين رأت إشارة المرور الخضراء
فقررت أن تقف.
...........................
كان يعمل عندنا ولدا صغيرا اسمه بودي تناديه أمي بوجي وأبي بوتي وأخي مرحبا. وأنا لا أعرف ماذا كان يسمي بودي نفسه عندما يحدثها. عندما كان يأتي إلى بيتنا كالحصان الضائع يحاول أن يتحدث بعدة لغات لا يعرف أي منها.
بودي يقف هناك يخبط برأسه على الثلاجة ولا يطلب أي طعام.
أنا لم أكن طيبة كفاية وأنا أعطيه زجاجات الكولا. اقول لنفسي لو كان قطا لكنت أطعمته أكثر من ذلك.
"مدام وان أور توينتي ريال"
أحاول ان أصحو من النوم
أن أضبط الاضاءة على قدر الوحدة.
اعطي عامل النظافة العشرين ريال وبضعة ريالات اخرى. كأني اعتذر عن شيء لا أعرفه.
هل تريد مزيدا من الضوء؟!
وحدة فقط؟
أم وحدة مع اضاءة خافتة؟!


........................
كان يحاول أن يراها من أسفل
وكأن عينيه انفتحتا ليرى هكذا
كان جسدها بالجيب المحيط به مرفوعا
يشبه شجر وورد
وحديقة انفتحت طيورا.
أنفاسا اطلقها رغما عنه
كل ذلك حدث وهو ينظر
رافعا جسدها من الخصر
مبحلقا داخل ذلك الحوض
الذي قرر أن يروي عيونه.


......................
أحيانا ينفتح على الجنون من كافة الجهات
فلا اعرف كيف اغلقه.
ما الذي اخده معي
وما الذي اتركه هناك.
لو كانت ليدي قوة الباب ومصراعيه
لكنت فتحت العالم عن آخره
...........................
هل تريد مزيدا من الضوء؟!
وحدة فقط؟
أم وحدة مع اضاءة خافتة؟!








تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

قصائد

18-شباط-2008

إضاءة خافتة

07-كانون الأول-2007

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow