Alef Logo
ابداعات
              

السادسة صباحا ً/ 29 يناير

إبراهيم السيد

2008-01-01

تائه ُ كأرض محايدة ،
وسط إشارات مرور الطريق المتجه إلي السماء .
أترك خلفي :
القطارات ،
سُعاة البريد ،
قاعات السينما الخاوية ،
القبلات المسروقة ،
المقاهي الصغيرة ؛
أخرج إلي العالم لأطارد الملائكة التي تملأ ذاكرتي .

البنت تسير أمامي تنثر الذُرة للحمام
كلبي الذي فقد الأمل في أن امنحه اسماً يهز ذيله أمام المارة .
كلبي الطيب الذي تكرهه الملائكة ،
تحبه البنات ، يمررن كفوفهن علي ظهره ، فيهز ذيله لهن و يشكوني ،
أنا صاحبه قاسي القلب الذي لم يمنحه اسماً .
في محطة المترو القريبة ؛
الأرق كان يمنع الأرصفة من استقبال الموتى .
الموتى الذين أرادوا فقط :
أن يرتاحوا قليلا من اللغة .
أن ينسوا من لم يمر بجنازاتهم ؛
لكي يجدوا متسعا من الوقت
للنوم ،
تذكُر الغناء القديم و الأصدقاء الذين ظلوا أحياء .

عامل التذاكر
الذي يخاف من قيامة مبكرة
ينظر إلي الفراغ
يخرج الأحلام من جيوبه
يستعد للعرض اليومي وراء الشباك .
العاشق الذي قطعوا رأسه قبل ثلاث سنوات ما زال ينزف
السكارى الذين شاركتهم أمس زجاجة بيرة
يتساءلون :
هل أحلامنا بالأبيض و الأسود أم هي حياتنا غير ملونة ؟
أحدهم كان يبكي لأن حذاءه أفسده الدم و الآخر الذي بكي كثيرا الليلة الفائتة
قرر أن يتبول وسط الرصيف ليتخلص من رائحة الدم المتخثر التي تملأ أنفه .
الشحاذ الذي ملّ وجوه الناس الشاحبة ،
قرر أن يغير مهنته بعد أن يجمع ما يكفي لشراء هاتف محمول .
أسحب العاشق مقطوع الرأس من يده ،
يتبعنا السكارى .
نترك الموتى و الشحاذ و عامل قطع التذاكر خلفنا .
نبحث عن مخرج آخر ،
يصلنا بالحياة .

في الممر الضيق بين شارعين
خمسة و عشرون عاماً مرت .
البنت ترفع فستانها فوق الركبة
الكلب ينبح و يهز ذيله
أنا جالس علي الرصيف
لاعب البانتوميم يدخن أصابعه و يفكر
الدراجات تسند رؤوسها علي الجدران المائلة ،
لا وقت للسفر .
في الممر الضيق بين شارعين
ألعب الشطرنج مع لاعب البانتومايم
أقشر برتقالة
أدندن لحناً
لم أكن أريد أن أموت
لم أكن أريد أن أفعل شيئاً آخر
لكنني و لأسباب كثيرة لا أستطيع تذكرها
أسير نحو الموت
ب
ب
ط
ء






تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

السادسة صباحا ً/ 29 يناير

01-كانون الثاني-2008

أريد أن أكتب قصيدة وقصائد أخرى

11-تموز-2007

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow