Alef Logo
ابداعات
              

بازي النسوان

محمد مظلوم

2008-02-18

أَتَتَبَّعُ خَرِيْطَةَ النِّسَاْءِ
لأَتَعَرَّفَ عَلَىْ الْمُدُنِ
مِنْ زَوَغَاْنِهَاْ!
أُكْثِرُ مِنَ دَفْنِ النِّسَاْءِ
فِيْ أَيَّاْمِي الْبَعِيْدَةِ
لِتُمْحَىْ خَرِيْطَتِيْ خَلْفِيْ
وَلاْ يَتَتَبَّعُنِيْ جُنُوْدِي الْمَهْزُوْمُوْنَ
فِيْ حَرْبِ مُدُنٍ
لَنْ يَصِلَهَاْ الْغُزَاْةُ
إلاّْ

عَلَىْ رَاْئِحَةِ امْرَأَةٍ
بَقِيَتْ فِيْ الْبَِيْتِ.
النِّسْوَاْنُ
لاْ يَهْجُرْنَ الْمُدُنَ،
لأَنَّهُنَّ مَدِيْدَاْتٌ فِيْ أَحْلاْمِهِنَّ.
عِشْتُ
نَاْظِرَاً لَهُنَّ
يَرْدِفْنَ إعْجَاْزَاً
وَيَتَقَدَّمْنَ بِأَوْرَاْكٍ
تَدْفَعُ الْهَوَاْءَ مَزْهُوَّاً كَطِفْلٍ بَدَأَ الْمَشْيَ
وَيُقَلِّبْنَ أَدْبَاْرَاً
تَاْرِكَاْتٍ نَمِيْمَةً حَمْرَاْءَ
تَنْتَشِرُ كَسِيْرَتِهِنَّ فِي الأنْحَاْءِ
وَهُنَّ يُوُلَّيْنَ كَوِلاْيِةٍ عَلَىْ غَنَاْئِمِي الْمَنْهُوْبَةِ
بِيَدٍ رَاْعِشَةٍ وَقَلْبٍ مَأْخُوْذٍ.
«نَظَرْتُ إِلَيْهَاْ حِيْنَ مَرَّتْ كَأَنَّهَاْ
عَلَىْ ظَهْرِِ عَاْدِيٍّ فَتَاْةٌ مِنَ الْجِنِّ
وَلِيْ نَظْرَةٌ إِنْ كَاْنَ يُحْبِلُ نَاْظِرٌ
بِنَظْرَتِهِ أَنْثَىْ فَقَدْ حَبِلَتْ مِنِّيْ
فَإِنْ وَلَدَتْ مَاْ بَيْنَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ
إِلَىْ نَظَرِيْ شَيْئَاً فَذَاْكَ إِذَاً ابْنِيْ»[1][1]

أَضَعُ فِيْ فَمِهَاْ قَلَمَاً
وَأُنَاْدِيْهَاْ: يَاْ حَبِيْبَتِيْ
لِتَكْتُبَ بِِه هَذَيَاْنَاْتٍ لا يُمْكِنُ أَعْرَاْبُهَاْ
فِيْ بَلاغَةِ الذُّهُوْلِ.
وَأَتْرُكُ التَّأْوِيْلَ
لِلْبُرْكَاْنِ الْمُتَحَفِّزِ فِيْ فَمِيْ
وَهْوَ يَرْسِمُ خَدِيَعْةً فِيْ حَدِيْقَةٍ،
وَفَرَاْشَةً
وَنَحْلَةً وَعَسَلاً
تَلْجَأُ إِلَيْهِ شَهَوَاْتُهُنَّ.
وَحِيْنَ أُرْسِلُ عَيْنِيَّ لِلَفْتَةٍ مِنْهَاْ
تَرْتَجِفُ شَفَتَاْهَاْ
فَتُثَبِّتُهَا بِحَاْفَّةِ الْكأْسِ
وتُرَطِّبُهَاْ بِلَذْعَةِ نَبِيْذٍ
كَأنَّهَاْ مَاْ ذَاْقَتْ
غَيْرَ مَاْئِي الْبَعِيْدِ.
قَبْلَ الْعِشْرِيْنَ
كَاْنَ الْجَمِيْعُ يُنَاْفِسُنِيْ عَلَى امْرَأَةٍ وَحِيْدَةٍ
تَرْعَىْ قَطِيْعَاً مِنَ الْعُشَّاْقِ
فِيْ ظَهِيْرَةِ مَدْرَسَتِهَاْ.
وَبَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ
لا أَحَدٌ مِنْهُمْ
يُشَاْرِكُنِيْ بِقَطِيْعٍ مِنَ النِّسَاْءِ
يَرْتَعْنَ فِيْ عَسَلِ الْغُرُوْبِ!
أَرَاْمِلُ
اشْتَرَكْتُ مَعَهُنَّ بِمَحَبَّةِ الْمَوْتَىْ،
وَعِشْتُ مَعَ بَقِيَّةِ ذِكْرَيَاْتِهِمْ!
وَمُطَلَّقَاْتٌ
اطَّلَعْتُ عَلَىْ نِفَاْيَاْتِ أرْوَاْحِهِنَّ!
آنِسَاْتٌ
تَلَمَّسْنَ طَرِيْقَهُنَّ بِرَفِيْفِ أَهْدَاْبٍ،
وَبِتَسْيِيْلِ الْعَسَلِ الدَّاْفِئِ بَيْنَ أَفْخَاْذِهِنَّ.
عَرَضْتُ عَنْهُنَّ
لأَنَّنِيْ بَدَأْتُ مُبَكِّرَاً
وَلَنْ أُعَلِّمَ النَّحْلَةَ طَرِيْقَهَاْ إِلَىْ لَدْغِ حَلِيْبِيْ
عَاْنِسَاْتٌ
أَحْسَنُ مَاْ يُمْكِنُ مَسُّهُنَّ مُتَنَكِرَاْتٍ بَأَبْرَاْجِ الْغُلْمَةِ
وَعَاْبِثَاْتٍ بِأَصْبَاْغِ التَّجْمِيْلِ.
عَاْزِبَاْتٌ
يَطْبَخْنَ قَاْمَاَتِهِنَّ
فِيْ تِرْعَةِ الْجُنُوْدِ الذَّاْهِبِيْنَ إِلَى الْحَرْبِ
كَاْتِبَاْتٌ
سَمَّيْتُ النِّسْوَاْنَ فِيْهِنَّ امْرَأَةً، وَبِقَلَمِيْ الثَّرْثَاْرِ شَطَبْتُ وَجْهِيْ فِيْ سُطُوْرِ فُصُوْلِهِنَّ، وَبِأَقْنِعَةٍ مِنْ لِيْلِهِنَّ هَرَبْتُ مِنْ غَبَشِ سَرْدِهِنَّ بِأَجْنِحَةٍ تَنْفُضُ رِيْشَاً أَنْهَكَتْهُ أَسَاْطِيْرُ السَّرِيْرِ، وَاْسْتَمْرَأتُ كُحْلَ شَهْرَزَاْدَ.
نَفَضْتُ نَهَاْرِيْ فِيْ آبَاْرِهِنَّ فَطِرْنَ فِيْ الْغُرُوْبِ
وَصِرْتُ أَتَشَهَّىْ لَحْمَ الْعَنْقَاْءِ:
وَتِلْكَ تَتِمَّاْتُ الْبُرُوْقِ دَفَقْتُهَاْ
عَلَىْ كُلِّ مَحْلُوْقٍ وَزَغْبٍ وَمُشْعِرِ
عَلَىْ نَبْتَةٍ حَمْرَاْءَ شَبَّتْ كَأَنَّهَاْ
لِسَاْنٌ لِطَاْوُوْسٍ يُعَاْبِثُ مِنْسَرِيْ
عَلَىْ لَيِّنٍ رَطْبِ الضِّفَاْفِ بِغِرْيَنٍ
وَصَعْبِ النَّدَىْ نَدٍّ بَطِيءِ التَّقَطُّرِ
عَلَىْ سُرَّةِ الصُّغْرَىْ، عَلِىْ عُنْقِ أّبْيَضٍ
بِحُنْجُرَةِ الْكُبْرَىْ، وَفِيْ عُمْقِ أَحْمَرِ!
فَجَمَّعْتُ مِنْ أَشْلاْءِ نَسْلِيْ نَبَاْلَتِيْ
وَأَرْهَقْتُ نَبْلِيْ فِيْ طِرَاْدِ تَطَّهُرِيْ
وَدَوْزَنْتُ أَعْصَاْبِيْ لِيَحْتَشِدَ النَّدَىْ
وَتَرْقُصَ فِيْ مَاْئِيْ ذِئاْبُ تَضَوُّرِيْ
فَيـَرْعَصَ نَاْعُوْرِيْ بِفِرْدَوْسِ مَوْتِهَاْ
وَيَلْتَهِمَ الدُّفْلَىْ بِجُوْعٍ مُنوَّرِ
فَأَعْدُوْ إِلَىْ دُنْيَاً تَمُوْتُ بَعِيْدَةً
وَحِيْدَاً بِصَيْدِيْ، فِيْ غَدٍ مُتَأَخِّرِ

عَرَفْتُهُنَّ فِيْ جَمْعِهِنَّ الْمُشَتَّتِ
لِكنْ كَيْفَ أَجْمَعَهُنَّ فِيْ لَذَّةٍ مُتَفَرِّقَةٍ؟
مَاْ جَمْعُ كُسٍّ فِيْ تَشَاْبُهِهِنَّ؟
يَقُوْلُ الأَنْبَاْرِيُّ:
أَعْجَمِيٌّ هُوَ، ضَاْئِعٌ فِيْ حِجَاْبِ الْكِتَاْبَةِ
وَلَجْلَجَةِ الْكَلاْمِ
مُسْتَحْدَثٌ كَعَلامَةِ الاسْتِفْهَاْمِ!
وَكَالأَقْوَاْسِ الَّتِيْ «تُرَجِّحُ» مَعْنَىْ عَلَىْ مَعْنَىْ
وَمَاْ هُوَ بقَدِيْمٍ
فِي الْلِسَاْنِ الْعَرَبِيِّ!
وَيَقُوْلُ التَّوْحِيْدِيُّ:
بَلْ عَرَبِيٌ يُجْمَعُ عَلَىْ نَفْسِهِ:
«يَاْ عَجَبَاً لِلسَّاْحِقَاْتِ الدُّرْسِ
وَالْجَاْعِلاْتِ الْكُسَّ فَوْقَ الْكُسِّ»

لَكِنَّهُ فِيْ اللسَّاْنِ اسْمٌ سَاْدِسٌ
نَاْقِصٌ وَتَاْمٌ فِيْ آنٍ
مَحْذُوْفٌ
فِيْ دُرُوْسِ النَّحْوِ وَالْفِقْهِ.
يَقَوُلُ النُّوَاْسِيُّ وَقيْلَ الْعَتَاْهِيُّ:
«قَبَحَ الإِلَهُ سَوَاحِقَ الدُّرْسِ
فلَقَدْ فَضَحْنَ حَرَاْئِرَ الإنْسِ
هَيَّجْنَ حَرْباً لاْ سِلاْحَ بِهَاْ
إِلاْ اتِّقَاْءَ التُّرْسِ بالتُّرْسِ»

مِنْ حَرْبِ طُرْوَاْدَةَ حَتَّىْ حُرُوْبِ الصَّحْرَاْءِ
الْحِرَاْبُ تَتَقَدَّمُ والدُّرُوْعُ تَتَمَهَّلُ.
الْحَرْبُ أُنْثَىْ
التُّرْسُ سِتْرٌ
وَالرِّجَاْلُ عُرَاْةٌ فِيْ غَزَوَاْتِ الْخُلُوْدِ
يَتَقَدَّمُوْنَ بِشَهَوَاْتِهِمْ لِلْقَصَاْصِ مِنْهَاْ
مَنِ الْجَيْشُ وَمَنِ الْمَدِيْنَةُ؟ ثَمَّةَ مُدُنٌ تَسْتَسْلِمُ لِتَرْبَحَ الْحَرْبَ مُنْقَلِبَةً عَلَىْ جِنَاْسِهَاْ بِجِنْسِهَا الْمُخَبَّأِ، ثَمَّةَ مُدُنٌ تَمْتَهِنُ الإِغْوَاْءَ كَهُدْنَةٍ خَطِرَةٍ، وَثَمَّةَ مُدُنٌ تَلْتَذُّ بِهَزَاْئِمِهَاْ.. وَفِيْ كُلِّ الأَحْوَاْلِ الْجَيْشُ يَدْخُلُ لِيَنْهَزِمَ، كَفَيْشَلَةٍ تَفْشَلُ فِيْ النِّهَاْيَةِ وَتَجْفَلُ،
وَالْمَدِيْنَةُ تَعُدُّ الْقَتْلَىْ.
أَنَاْ جَيْشٌ مَهْزُوْمٌ فِيْ مَدِيْنَةٍ تَنْهَشُنِيْ هَزَاْئِمُهَاْ.
أَتَرَحَّلُ تَحْتَ غُيُوْمِ خَفِيْضَةٍ
وَفِيْ قَلْبِيْ تِرْكَاْشٌ مَغُوْلِيٌّ، رَاْئِشٌ بِالرَّغَبَاْتِ
أَرْشُقُ بِنُشَّاْبِهِ الصَّاْرِخِ ظِلاْلاً زَاْئِغَةً
لِلطَّرِيْدَاْتِ فِيْ هَيَاْجِ النَّاْرِ مِنْ شَغَفِ الْهَوَاْءِ.
كَخُصُوْرِ الْفَاْرِسِيَّاْتِ الْمَرْبُوْطَةِِ بِزِنَّاْرٍ
تَخْتَضُّ كَظِلالٍ مَصْعُوْقَةٍ بِرَّعْشَةِ الأَعْمَاْقِ.
وَفِيْ عَتَمَةِ نَبِيْذِكِ الْمَزَّاْءِ
أُطْلِقُ دِيْكِي الْمَخْمُوْرَ،
حَبِيْسَ نَبِيْذِكِ الْمَطْمُوْرِ
يَلِغُ وَيَلْبِطُ وَيَنْقُرُ.
دِيْكِي الْمُطَوَّقُ
بِطَوْقِ الْخِتَاْنِ،
كَطَوْقِ حَمَاْمَةِ نَوْحٍ،
وَالْمُزَوَّقُ فِيْ هُرُوْبِهِ مِثْلُ غُرُاْبِهِ.
الْمُحَوَّقُ بِجُرْحٍ قَدِيْمٍ،
الْمُثْخَنُ مُنْذُ قُرْبَاْنِ الإِخْوَةِ،
الْوَاْقِفُ الرَّاْعِفُ الرَّاْجِفُ،
الْمِرْوَدُ الْمَمْسُوْدُ مِنْ شَغَفٍ وَطَمَعٍ،
وَنَاْعُوُرُ الشَّغَبِ الْمَنْثُوْرِ
كَهِبَاْتِِ الأخْرَسِ فِيْ تَضْيِيْعِ نَسْلٍ يُثَرْثِرُ
فِيْ وُجُوْهٍ كَثِيْرَةٍ
أضْحَتْ مَتَاْهَاْتٍ مِنْ رِجَاْلٍ
وَمَرَاْيَاْ هَاْرِبَاْتٍ بِعُرْيِهِنَّ فِي الْعَاْصِفَةِ.
جَنَاْحُ لَذَّتِكِ الرَّاْجِفَةِ
كَإِبْرَةٍ تَهْتِكُ الْمَاْءَ الرَّاْكِدَ.
دِيْكِيْ ذُو العُرْفِ الأَسْمَرِ،
السَّاْخِنُ كَتَمْرَةِ الغُرَاْبِ وَنَخْلَةِ الشَّطِّ
يَجْفَلُ أَمَاْمَ رِيَاْلِكِ،
فَتَنِثُّ أَنْفَاْسُهُ،
وَيَنْتَفِشُ كَصَاْرِيَةٍ تَرْتَفِعُ
أمَاْمَ عُتُوِّ رِيَاْحِكِ الَّتِيْ لاْ تُشْبِهُ الْعَاْصِفَةَ.
بَاْخِرَةٌ تَتَنَفَّسُ الرِّيَاْحَ
فِيْ أَطْلَسِ أَمْوَاْجِكِ الزَّاْحِفَةِ عَلَىْ قَدَمَيْنِ.
كَلِّمِيْهِ، فَهْوَ كَلِيْمُكِ الأَعْمَىْ،
كَأَنَّكِ تُهَاْلِسِيْنَهُ
وَتُسَاْرِرِيْنَهُ
وَتُخَاْلِطِيْنَهُ فِيْ غِيَاْبِكِ
مَهْوُسَةً بِحُضُوْرِهِ:
وَيُعْجِبُنِيْ مِنْكِ عِنْدَ الْجِمَاْعِ
حَيَاْةُ الْكَلاْمِ وَمَوْتُ النَّظَرْ[2][2]

يَنَاْبِيْعُكِ اللاْهِثَةُ
أُغْمُرِيْ بِهَاْ عُرْفَهُ الْمَشْتَعِلَ
كَأَقْنِعَةِ الْمَجُوْسِ بِمَنَاْزِلِ النَّاْرِ
وَكَتَاْجِ اللَّهَبِ وَخَيْزَرَاْنِ الْقَصَبِ.
مِهْرَاْسُكُ نِبْرَاْسُكِ
عُرْفُهُ الْمَخْضُوْبُ
بِشَهَقَاْتِ الْهَاْذِيَاْتِ مِنْ بَرٍّ وَبَحْرٍ.
دِيْكِي الأسْمَرُ الوَاْمِقُ،
بَاْزِي الفَاْسِقُ،
غُرَاْبِي الآبِقُ،
صَقْرِي الشَّاْهِقُ،
سَبْعُ الطُّيُوُرِ،
صَيَّاْدُ العَسَلِ فِيْ الدَّيْجُوْرِ،
حَمَّاْلُ الإرْثِ الْمَهْدُوْرِ،
وَالْفَرَحِ الْمَغْدُوْرِ،
وَاْلْبَاْحِثُ عَنْ أوْكَاْرِ اللَّحْمِ الْمَجْدُوْلِ
فِيْ أَرَاْضِيْكِ الْعَاْلِيَةِ
وَأَرَاْضِيْكِ الْمُنْخَفِضَةِ.
الَّذِيْ عَلَّمَ الطُّيُوْرَ البَاْهَ
فِيْ السَّمَاْءِ،
وَعَلَّمَ الْقَاْتِلَ كَيْفَ يَدْفِنُ أَخَاْهُ!
فِيْ الأَرْضِ.
بَيْنَمَاْ يَعُوْدُ
لِيَرْتَمِيْ مُتْعَبَاً وَمَقْهُوْرَاً
فِيْ أَحْضَاْنِ الأَرَاْمِلِِ.
طَيْرِي، لَّذِيْ يَأْنَسُ لِلأَحْلاْمِ
الْمَزْرُوْعَةِ عَلَىْ غَفْلَةٍ
وَيَسْتَوْحِشُ
مِنْ عَدِّ الأيَّاْمِ الْمَصْفُوْفَةِ
كَأَشْجَاْرٍ قَدِيْمَةٍ
فِيْ طَرِيْقِ الْبَيْتِ.
يَزْرَعُ الأُلْفَةَ
فِيْ الأعْشَاْشِ الْمُقَوَّضَةِ
واَلغَاْبَاْتِ الْمَنْسِيَّةِ
والأوْكَاْرِ البـَرِّيَّةِ
حَيْثُ ظِلُّ جَنَاْحٍ مُلَوَّنٍ
يَلْعَبُ بِمِيَاْهٍ مُتَوَحِّشَةٍ
ويَغْتَمُّ
فِيْ بُسْتِاْنِ الْوَحْشَةِ
حِيْنَ تُثْمِرُ أُلْفَةً
عِنْدَ سَرِيْرِ كُلِّ يَوْمٍ.
أَهْوَجُ الدَّفْقَةِ فِيْ عَهْدِ الْمُلُوْكِ النَّـزِقِيْـنَ
وَحَصِيْفٌ فِيْ سَرِيْرِ الْمَلِكَاْتِ النَّـزِقَاْتْ
هَاْرِبٌ مِنْ غَيْمَةٍ رَاْعِشَةٍ فِيْ عَيْنِ دِيْكٍ نَزِقَةْ
فَاْتِكُ الَّلمْعَةِ فِيْ لَيْلٍ مُسَيَّجْ
وَأَسِيـْرٌ لِظِلاْلٍ لَمْ يَجِدْ فِيْهَاْ إِلَىْ وَجْهِكِ مَخْرَجْ.
يَتَلَوَّىْ مِثْلَ أَفْعَىْ بَيْنَ نَهْدَيْنِ
وَكَالزَّوْرَقِ فِيْ غَاْبَةِ أضْوَاْءٍ عَلَى الطِّيْنِ تَزَلَّجْ
بَيْنَمَاْ الْعُشْبَةُ فَاْضَتْ فِيْ مَضِيْقٍ يَتَرَجْرَجْ
فَغَفَاْ فِيْ هَدْأَةِ الْوَاْدِي الْمُضَرَّجْ
وَرَأَىْ مَاْ مَرَّ مِنْ أَيَّاْمِهِ
بَحْرَاً عَلَىْ وَجْهٍ تَمَوَّجْ
فَتَعَرَّىْ وَتَبـرَّجْ
ثُمَّ أَنَّ الْبَحْرَ نَاْدَاْنِيْ:
لَدَيْكَ الآنَ مِجْدَاْفٌ وَأَعْضَاْؤُكَ يَقْظَىْ فَتَزَوَّجْ.
وَبِكَهْفِ السَّاْحِلِيَّاْتِ
شَمَمْتُ الَّلَيْلَ شَعْبَاً يَتَدَحْرَجْ
فَرَأَتْ لِِيْلِيْثُ لَيْلِيْ
مَزَجَتْ لَيْلَىْ بِلَيْلِيْ
وَشُعُوْبَاً بِغُرُوْبِيْ
مَزَجَتْ مَاْ لَيْسَ يُمْزَجْ
مِنْ سِفَاْحٍ وَجِرَاْحٍ
فَرَأَيْتُ الْكَهْفَ يَهْوِيْ
وَرَأَيْتُ الْغَاْبَةَ الْعَمْيَاْءَ تُنْسَجْ
ثُمَّ تَمْشِيْ فِيْ غُرُوْبِيْ
وَرَأَيْتُ الْجُوْعَ فِيْ سُنْبُلَةِ الشَّهْوَةِ يَبْكِيْ
وَسَمِعْتُ الشَّهْوَةَ الْحَمْرَاْءَ
فِيْ قِيْثَاْرَةِ الأَعْصَاْبِ تَنْضَجْ
وَأَنَاْ مُلْقَىً عَلَىْ السَّاْحِلِ كَاَلْمَوْجَةِ
كَالسَّرْجِ بِلَيْلٍ
وَبِعَيْنَيَّ شَمَمْتُ النَّذْرَ
فِيْ مَرْعَىْ سَمَاْئِيْ يَتَوَهَّجْ
فَدَنَتْ مِنِّيْ رِيَاْحٌ
شَعْرُهَا أَسْوَدُ مَبْلُوْلٌ
فَغَاْبَ النَّذْرُ فِيْ الأَرْضِ
وَمَاْزَلَتْ عَلَىْ السَّاْحِلِ مُلْقَىً
بَيْنَمَاْ الرِّيْحُ إِزَاْئِيْ وَسَّعَتْ مَاْ بَيْنَ سَاْقَيْهَاْ
وَكَاْنَ النَّخْلُ فِيْ الأَفْقِ سِيَاْجَاً يَتَفَرَّجْ
نَهَضَتْ قِيْثَاْرَتِيْ فِيَّ
رِمَاْحِيْ نَعَضَتْ وَانْتَشَرَتْ فِيْ البَحْرِ رَاْيَاْتِيْ
وَلَمْ أَنْهَضْ.. أَنَا الْيَأْسُ الْمُتَوَّجْ
هَذِهِ حَفْلَةُ إِغْوَاْئِيْ وَشَيْطَاْنِيْ جَرِيْحٌ
قَمَرٌ نَاْدَىْ وَتِمْثَاْلٌ تَهَيَّجْ.
رَكَبَتْ كَاْلأَمَزُوْنِيَّاْتِ مُهْرَاً
مِنْ خُلاْسِ الَّليْلِ مُسْرَجْ.
فَكَأَنِّيْ فَاْرِسٌ فِيْ غَاْرةٍ نَحْوَ السَّمَاءْ
وَهْيَ تَبْنِيْ فِيْ طَرِيْقِيْ أَلْفَ هَوْدَجْ.
وَكَأَنَّ الرُّمْحَ بِالْبَحْرِ مُتوَّجْ
كُلَّمَاْ اسْتَنْزَفَ الْمَوْجَةَ
جَاْءَتْ مَوْجَةٌ بِالثَّأْرِ تَلْهَجْ.
فَغَدَاْ طَيْنِيْ شِرَاْعَاً مَاْئِلاً نَحْوَ بِدَاْيَاْتٍ تُغَنِّيْ
تَاْرَكَاً ظِلَّ النِّهَاْيَاْتِ أَسِيْرَاً
فِيْ خَيَاْلٍ مِنْ بَنَفْسَجْ.
وَمَضَىْ
هَرِعَاً مِثْلَ رِمَاْحٍ شَبِقَةْ
لاْبِطَاً فِيْ مِيْعَةِ الصَّمْغِ
بِجَفْنِ الْوَرْدَةِ الْمُنْطَبِقَةْ.
تَغَرْبَلِيْ
مِنْ خَصْرِكِ إِلَىْ وَرِكَيْكِ
وَغَرْبِلِيْ رَغْوَةَ أَعْمَاْقِكِ
فِيْ حَوْضٍ مُزْدَحِمٍ بِالأَهِلَّةِ
وَاطْحَنِيْ الظِّلاْلَ الَّتِيْ تَعْوِيْ فِيْ أَنْفَاْقِيْ
دُوْرِيْ مَعَ الرَّحَىْ
وَخِيْطِيْ كُسُوْفَكِ بِلَحْمِيْ
وَافْطِمِيْ عَيْنَ الْبَاْزِ بِمَاْءِ لِسَاْنِكِ
حَتَّىْ يَلْمَعَ مَاْءٌ آخَرٌ فِيْهَاْ
هَيِّجِيْ الْمَاْءَ حَتَّىْ يُلْبَنَ
وَمَسِّدِيْ الْلَبَنَ حَتَّـىْ يَخْثَرَ
وَخَضْخِضِيْهِ حَتَّىْ يُزْبِدَ
وَمَرِّغِيْ الزُّبْدَ بَيْنَ يَدَيْكِ حَتَّىْ يَسِيْلَ
شَهْقَةً
شَهْقَةً
وَيَتَشَرَّدَ
دَفْقَةً
دَفْقَةً
بَيَاْضَاً عَاْئِدَاً إِلَىْ جَدَاْوِلِهِ الْمَطْمُوْرَةِ.
انْفَخِيْ فِيْ بُوْقِ الشَّيْطَاْنِ
لِيَسْتَيْقِظَ قَتْلَىْ حُرُوْبِ الْعَاْرِ
وَأَيْقِظِيْ عَصَبَةَ إبْلِيْسٍ
لِيَمُوْتَ عُشَّاْقُكِ
فِيْ الْحَضَاْرَاْتِ الَّتِيْ تَرَكْتُهَاْ خَلْفِيْ
فَأَنَا الصَّوْتُ لاْ يَرْتَدُّ حَتَّىْ يَبْلُغَ الشَّهَقَاْتِ
أَشْتَدُّ فِيْ مُرَاْغَمَةِ قُمُزِ التَّتَاْرِ الشَّاْئِطِ بَيْنَ رُكْبَتَيَّ
عَاْرِيَاً أَمَاْمَ رُكُوْعِكِ
وَأَنْتِ بِعَيْنَيْنِ تَنْهَضَاْنِ لَزِجَتَيْنِ
مِنْ حُضْنِيْ إِلَىْ غُصْنِيْ
وَمِنْهُمَاْ تَنْفُرُ خُيُوْلُ الْقُوْقَاْزِ
وَبِحَاْجِبَيْنِ مَرْفُوْعَيْنِ
كَبَيَاْرِقِ الشَّهْوَةِ فِِيْ وِدْيَاْنِيْ.
أَتْرُكُ رَغْوَةَ تَعَبِيْ الْفَاْخِرِ عَلَىْ وَجْهِكِ
نُدُوْبَاً مَاْئِعَةً
كَذِكْرَىْ تَسِيْلُ
فِيْ كِتَاْبٍ صِيْنِيٍّ.
يَاْخَبَّاْزَةَ بَذْرَةِ النَّاْرِ
فِيْ أبْدَاْنِ الْفَاْنِيْنَ فِيْ تِيْهِ صُوْرَتِيْ
دَلِّكِيْهَاْ بِخَمْرَةِ فَخِذَيْكِ
إِهْتَزِّيْ تَحْتَ طَعَنَاْتِ الْمَحَبَّةِ
وَتَدَثَّرِيْ بِغَيْمَةِ الطُّيُوْرِ الطَّاْئِشَةِ
واشْهَقِيْ فَوْقَ البيْدَقِ النَّاْهِضِ
وَالرَّعْدِ النَّاْفِضِ
كَأَنَّكِ تَقْتُلِيْنَ رَقْدَةَ الْعَاْلَمِ
فِيْ كَهْفِكِ الْمَنْقُوْشِ
بَطَيْنٍ لَزِجٍ
لاْ يَنْشَفُ
وَلاْ يَتَخَزَّفُ
وَلاْ يَتَصَلْصَلُ.
لُعْبَةٌ
لاْ يُتِمُّهَا الطِّفْلُ
فَيَزْلَجُ نَاْيُهُ الْمَدْهُوْنُ بِعَرَقِ أَصَاْبِعِكِ
كَطَاْئِرٍ ذَهَبِيٍّ
يَتَنَكَّرُ
بِمِيَاْهٍ خَاْبِطَةٍ.
كَبَاْزِيٍّ
يَقْطُرُ رِيْقُهُ شَغَفَاً
وَعَيْنَاْهُ مَعْصُوْبَتَاْنِ
بِخِرْقَةٍ تُثَرْثِرُ بِرَوَاْئَحِ حَاسِدَاْتِكِ
يَتَخَبَّطُ
فِيْ أَمْوَاْجِ يَنَاْبِيْعِكِ
وَيَنْتَفِضُ
فِيْ أَحْضَاْنِكِ
مِثْلَ صَيْدٍ مَبْثُوْثٍ.
كَزَاْجِلٍ يَقِرُّ
وَرَسَاْئِلُهُ ضَاْعَتْ
وَنَشَبَتْ فِيْ طَرِيْقِهِ الْحُرُوْبُ.
كَزِبْرِجٍ مُمَوَّهٍ بِنِسْيَاْنِهِ
يَحْرُثُ أَسْرَاْرَ سِيْرَتِكِ
مَاْ بَيْنَ السُّرَّةِ والسَّرِيْرِ
وَأَمْطَاْرُهُ عُصَاْرَةٌ مِنْ أَخْلاْطِ الْجَسَدِ
وَفِيْ قَلْبِهِ مِحْرَاْثُ النَّاْرِ
وَيْأْتِيْ حَرْثَهُ بِحَوْثَرَةٍ سَاْخِنَةٍ.
يَشْخَبُ هَدْرَاً مُنْذُ قُرُوْنٍ
وَيَشْغَبُ فِيْ الْحَفَلاْتِ
مِنْ سَاْحَاْتِ رُوْمَاْ
إِلَىْ قُصُوْرِ بَغْدَاْدَ،
وَيْشِطِبُ فِيْ الْمَزَاْرِعِ
عَلَىْ غَوَاْيَاْتِ الرِّيْفِيَّاْتِ
مِنْ بَرَاْرِيْ خُرَاْسَاْنَ إِلَىْ قُرَىْ قِشْتَاْلَةَ.
كَأَنَّنِيْ فِيْ إِغْمَاْضَتِي الأُوْلَىْ
أتَلَمَّسُ يَنْبُوْعَ حَلَمَتَيْكِ
بِأَسْنَاْنِيْ الرَّوَاْضِعِ لاْ الْقَوَاْطِعِ.
وَأَمَصُّ بِأَنْيَاْبِيْ
رَعْشَةَ الأَمَلِ الْمُسْتَتِرَةَ.
نَهْدَاْكِ أَنَاْ رَضِيْعُهُمَاْ وَضَجِيْعُهُمَاْ
لَمْ يُكَلِّمْهُمَاْ رَضِيْعٌ بَعْدِيْ
وَلاْ مُسِنٌّ قَبْلِيْ
أَمْزُجُ رُضَاْبِيْ بَأَنْفَاْسِهِمَاْ.
لِهَذَاْ غَدَتْ أَنْيَاْبِيْ بَيْضَاْءَ.
أَبُوْسُ أَنْفَاْسَهُمَاْ الْمَاْكِرَةَ
وَأَرِفُّ
وَأَرْتَشِفُ
رَفَّةً رَفَّةً
مُضْغَةً
مُضْغَةً
تَتَلَجْلَجُ فِيْ فَمِيْ مِنْ شَهَوَاْتٍ مُلَوَّنَةٍ.
أناْ مَاركِيْزُ جَسَدِكِ
سِجْنِيْ أَوْسَعُ مِنْ مَسْرَحٍ
يَتَدَاْفَعُ فِيْ انْهِيَاْرِهِ الْجِنُّ وَالإِنْسُ مُلْتَصِقِيْنَ
وَيَهْرُبُ مِنْهُ الْقَتْلَىْ عُرَاْةً وَذُكُوْرُهُمْ تَقْطُرُ دَمَاً.
وَمَنِيُّهُمْ يلطَّخُ وُجُوْهَ نِسْوَةٍ نَبِيْلاْتٍ
تَمَاْمَاً كَالرَّاْيَاْتِ الَّتِيْ تَنْهَضُ
فِيْ حُرُوْبِيْ مَعَ الْمَاْضِيْ
بَيْضَاْءَ وَحَمْرَاْءَ
كَالْوَرْدَةِ وَالشَّرْشَفِ،
كَجُرُوْحِ الْمَوْتَىْ فِيْ الْكَفَنِ
وَكَالدَّرَاْمَاْ الَّتِيْ تَتَنَاْفَسُ فِيْ عَتَمَةِ قَلْعَةٍ مِنَ الطَّيْشِ
لِهَذَاْ أُوْغِلُ فِيْ دَرَاْمَاْ جِسْمِكِ
مُهَيِّجَاً فَوْضَىْ مُنَاْسِبَةً لاخْتِلاْطِ أَعْمَاْلِيْ:
لَطْخَةً عَلَىْ وَجْهِ الإمْبِرَاْطُوْرِيَّةِ فِيْ حَفْلَةِ الأَنْوَاْرِ
طَعْنَةً فِيْ أَحْلاْمِ الثَّوَّاْرِ وَالْفَاْتِحِيْنَ
رَضَّةً فِيْ دِمَاْغِ الرُّهْبَاْنِ
تَتَصَاْعَدُ تَأَوُّهَاْتُهَاْ مِنْ مِدْخَنَةِ الْكَنِيْسَةِ
حَفْلَةً فِيْ ثَوْرَةٍ وَكِتَاْبَةً تَحْرِقُ وَجْهَهَاْ
وَجَمَاْعَةً فِيْ جُنُوْنٍ وَحِيْدٍ.
أَشْتَقُّ حَلِيْبَاً أَحْمَرَ مِنْ بَضَاْضَةِ ثَدْيَيْكِ
كَأَنَّنِيْ حَجَّامٌ أَدْرَدُ
وأَغْزُوْ بِأَسْنَاْنِِيْ وِدْيَاْنَ الْمِلْحِ السَّاْئِلِ
وَأَتَلَمَّسُ طَرِيْقِيْ إِلَىْ مَرَاْيَاْكِ الْخَبِيْئَةِ،
بِأَسْنَاْنِيْ أَيْضَاً وَهْيَ تُنَقِّبُ تَحْتَ ارْتِجَاْفِكِ
عَنْ مَهَبٍّ تَاْئِهٍ
وَأَجُرُّ جَيْشَاً مِنْ ذُكُوْرٍ وَذِكْرَيَاْتٍ،
بِأَسْنَاْنِيْ أَيْضَاً
حَيْثُ كُلَّمَاْ كَزَزْتُهَاْ عَلَىْ رَجْفَةٍ مِنْ هُبُوْبِكِ
يَنْخَطِفُ وَجْهِيْ
وَأَخْسَرُ
ذُكُوْرَاً وَذِكْرَيَاْتٍ مِنْ جَيْشِي الْقَدِيْمِ.
أرْتَعُ بَيْنَ إِبْطَيْكِ
وَأَهَيْمُ فِيْ سُهُوْلِ خَيَاْلاْتٍ
كَنِبِيٍّ يَتَذَكَّرُ مَرْعَىْ شِيَاْهِهِ
وَيُنَقِّطُ بَأَنْدَاْئِهِ الْلَزِجَةِ
صَفْوَةَ زَيْتِكِ لِيُهَيِّجَ عُشْبَكِ.
أَرِيٌّ يَهُبُّ مُلْتَزِقَاً بِزَغَبٍ
كَأَنَّهُ يَلُمُّ زُمْرَةَ مُشْتَعِلِيْنَ
يَرْكُضُوْنَ فِيْ الْعَاْصِفَةِ
هَاْرِبِيْنَ بِزَيْتِ الْلذَّةِ
نَحْوَ كُهُوْفِ الرِّعْيَاْنِ
فَإلِىْ أيْنَ نَهْرُبُ بِأَيَّاْمِ السِّفَاْحِ
وَمَاْ تَبَقَّىْ مِنْ نِكَاْحِ الْجَاْهِلِيَّةِ
حِيْنَ كُنْتُ
فِيْ الرَّهْطِ الْمُتَجَمِّعِ عَلَىْ وَلِيْمَةٍ
فَخَطَفْتُ سُرَّتَكِ
وَطَرَدْتُهُمْ إِلَىْ حُرُوْبِهِمْ
قَتْلَىْ وَغَاْنِمِيْنَ.
وَعَلَىْ شِفَاْهِيْ عَسَلٌ وَلَبَنٌ
وَلَثْغَةُ طُفُوْلَةٍ لاْ تُعَدَّلُ.
نَحْنُ الرِّجَاْلَ الْمُسَيَّجِيْنَ بِالطُّفُوْلَةِ
نَهْتَدِيْ بِخُلُوْدِهَاْ
وَنَسْتَرْضِعُ لَبَنَ الْفُجُوْرِ
وَشَفَقَ الزِّنَىْ
وَأَثْدَاْءَ العَاْقِرَاْتِ.
كُلُّ هَذَا السَّفَرِ الأبْيَضِ
لِنَسْتَجْمِعَ حَلِيْبَنَاْ الْبَعِيْدَ كَرَجْعٍ مُبَدَّدٍ
فِيْ سَفَرٍ تَطَمَّسَتْ أَلْوَاْْنُهُ.


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

لغز النهايات الملتبسة في قصص سركون بولص

05-كانون الأول-2015

مقاطع من ( اندلس لبغداد __ 2002)

10-كانون الأول-2012

بازي النسوان

18-شباط-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow