Alef Logo
ابداعات
              

كاتدرائية الليل الحزين

طالب هماش

2008-03-22

مستغرقاً في حزنيَ الأزليّ كالقدّيس ِ
أشهدُ في عذابات ِالغروب
تألّم َالصلبان ِفي مستوحشٍ عالٍ
وأوجاعَ اليسوع ،
وجرحه الممتددَّ في الامداءِ
كالشفق الدبيحْ .
وأرى على قوس ِالنهايةِ
وجهه المغسولَ بالفصحِ الحزين ِ،
يسيلُ فوق قداسة ِالدنيا
كساقية ٍمن الصلوات ِ
والامواج ُترفع ُقلبه النبوي
كالقمر الجريح ْ !
وهناك َتحت المطهرِ الأبديّ للغفرانِ
يرفع ُناسك ٌفي الليلِ
نبرة َصوته المكسورِ
بكّاءً على الايامِ
بالدمِ والأنينْ !
لكأنما شمسُ الغروبِ محجّة ٌ
لترهّب ِالعميانِ
أشخص ُفي منافيها الكفيفة ِكالغريبِ
فلا أرى إلا ملاك الموتِ
في استيهامه ِلسآمة ِالساعاتِ
يغرق ُفي كاتدرائية ِالليل ِالحزين ْ !
وكأنها تغريبة ٌمرفوعة ٌ للروحِ
من حزنِ المواويل ِالتي يبكي
بها العشاق ُحبّاً ضائعاً
ويجرّحون َبأعذب ِالأصوات
شريان َالحنين ْ !
* * *
مستغرقاً في عزلتي وحدي
أحدّقُ في غروب ِالشمس
كالمتأمّل ِالأعمى
فألمح ُأمّهات ٍهائمات ٍفي القفار
يطفنَ حول َالمنبع ِالمفقود ِللدنيا ،
ويستبكين َبالأكباد ِ
بُحْرَانَ العذاباتِ العميقْ .
أيكونُ ذاك َالغور ُصومعةً
لحزنِ الروحِ
وهي تغوص ُفي صمت ٍسماويّ
سحيق ْ ؟
غيّضتُ أحزاني لتبقى الشمس ُعطشى
عندَ مخدعها البعيدِ
فلم أجدْ في الأفق
غيرَ خيال ِيوحنا الحبيب ِ،
وحزنه المرفوع ِفوق مجامر ِالخرّوبِ
يبحرُ في رحاب ِالكون
كالغسق ِالغريق ْ .
ناديته ُمثل المؤذنّ في سماء ِالليل
: عمّدني بماء ِدموعكَ الشفّافِ
يا قديسُ !
طهّرْ وحشتي في الناس
من رجسِ الحياة المرّ
فارتدّت ْإلى الأردنّ أوجاعي
ولم يسمع ْندائي .
ووقفتُ منفرداً على جبل ِالكآبةِ
في ظلام ِالليل
أصرخُ في دياجير ِالخليقة يائساً
:يا أيها البكّاء ُ جانبك َ (البكا )
أمطر ْجثاميَن الحزانى بالرثاءِ !
واضرب ْبرمحك َأربعاء َالحزنِ
في هذا الرهابِ الجهمِ
كي أقتات َمن ندم ِالحياة ِ،
وقلبها الفاني
وأدفنَ وحشتي في البئر ِكالعميان
ساعاتِ المساءِ !
يا والد َالأسماءِ
أيّ خطيئة ٍهذي التي
يتطهّر ُالغرباء ُمن اوزارها
وقت المساءِ ؟
* * *
في ذلك المنأى البعيد ِ
لوحشة ِالأيام
أسمعُ كالغريب ِغناء َمن غابوا
يقطّر ُمرّه في الروح ِ كالغصّاتِ
والنايات ُتضرم ُفي جراح ِالصدر
أشواق َالبكاءِ !
لكأنني راءٍ ٍ يحدّق ُفي فضاء ٍيائسٍ
والروح ُضارعة ُ
تصعّد ُفي كآبات ِالأفول ِحنينها للموتِ
والأيام ُتغربُ من ورائي .
لا شيء َإلا الحزن يسرح ُكالاغاني
في أديم ٍداميَ الأمواج ِ
والأقمار ُيشنقها رجائي .
وهناك َفي مجرى السآمةِ
يجلسُ الرجلُ المصاب ُبشهوة ِ الموت ِ العقيمة
شارداً في أمسه ِالمهزومِ
يقرأُ في أناجيل ِالرثاء ِ !

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

يا قلب لماذا تبكي

19-حزيران-2010

قبل الليل وبعد الليل

31-أيار-2010

يسوعيّة قدّيس

26-آب-2009

رائحة المشمش في الدنيا البيضاء

09-كانون الثاني-2009

المغنّون

25-نيسان-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow