Alef Logo
نص الأمس
              

كلمات

محمد عمران

2006-04-05

(1)
ثمة من يكتفي بقراءة العنوان، معفياً نفسه من قراءة "المكتوب" غير أن المثل، الذي في أشياء شتى يصح، لا يصح في الثقافة على الإطلاق. كثيراً ما تكون العناوين مضللة.
من لا يقرأ "المكتوب" كاملاً، لا يحق له إصدار حكم عليه، أو معه.
بعض ذوي الحماسة الصادقة، في واقعنا الثقافي، يكتفون بالعناوين. يضعهم ذلك في موضع الخطأ التقويمي من جهة، ومن جهة أخرى يضع الثقافة في حالة إرباك.
(2)
حتى المناهج الفكرية الكبيرة، غالباً ما نقرأ عناوينها فقط.
يحدث، نتيجة ذلك، أن يسقط فكرنا في انغلاق المصطلحات. المصطلحات، وقتها تتحول إلى قوالب، ويتحول الفكر إلى مادة صماء تنصب في هذه القوالب، ذلك هو الفهم الميكانيكي، وفي مراحل القمع، وحدها، ينتشر هذا الفهم، محولاً المنهج إلى عقيدة يابسة موضوعة على غبار الرفوف.
(3)
ما يقتل المناهج الفكرية جميعاً أن المنغلقين ينقلونها من الحياة إلى المكتبة، أو إلى أحد رفوف الذهن، لا هي تصير ذات فاعلية في الواقع والمتعصبون لها لا يسمحون لفاعليات جديدة أن تحركها، وتعيدها إلى الحياة.
لنقل، إذن: ما يقتل المنهج هو أن يتحول إلى عقيدة في الكتب! لقد حذر ماركس، فيما أذكر، من هذا.
(4)
يخضع الفن عامة لمنهج، لكنه لا يخضع لعقيدة، بمعنى أنه يتحرك وفق رؤية متكاملة للواقع وللمستقبل... رؤية يضعه فيها منهج علمي، تاريخي، تحليلي، جدلي، إنما هذا المنهج لا يفرض عليه أسلوباً خاصاً، يكون كل ما سواه من أساليب التعبير ممنوعاً ومحرماً. أمن الضروري أن نكتب كما كتب مكسيم غوركي، أو ماياكوفسكي، لنكون واقعيين اشتراكيين.
هل ينبغي، لكي ندلل على ارتباطنا بالشخصية العربية، أن نرتدي العباءة، ونسكن بيت الشعر؟
(5)
أعجبني تعريف حنا مينا: "الواقعية الاشتراكية محيط يتسع لجميع الأنهار التي تصب فيه".
ثمة أنهار تصب في غير هذا المحيط، هذا صحيح! لكن لماذا نقسر محيطنا على الضيق حتى لا يتسع سوى لساقية صغيرة، ثم نبدأ اتهام الأنهار؟!
(6)
نقدم ناظم حكمت نموذجاً للشعر الثوري البسيط التي امتص لغة الشعب، وأعادها إليه أغاني نضال وأمل...
جميل! من يقول أن ناظم حكمت ليس شاعراً ثورياً وعظيماً!
لويس أراغون، أيضاً، شاعر ثوري، عظيم، ومقاتل، لكنه، حتى بعد خروجه على السريالية، ظل، في تناول أدوات فنه، سريالياً. ألم يكن بيكاسو، الذي جرب تيارات عصره الفنية كلها، اشتراكياً؟!
(7)
إلى متى نظل نكتفي بقراءة العناوين؟!

المصدر: ملحق الثورة الثقافي - العدد الثامن - 1976


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

كلمات

05-نيسان-2006

كلمات 2

05-نيسان-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow