Alef Logo
نص الأمس
              

الشاطئ الفينيقي من بيروت إلى اللاذقية ـ جرجس الخوري المقدسي-أرسلتها

أثير محمد علي

خاص ألف

2006-07-06


قبل انتهاء عطلة الربيع شعرنا بملل فرأينا الواجب الصحي يدعونا إلى رحلة نروّح بها النفس قبل استئناف الأعمال المدرسية. رحلة يكون طريقها سهلاً و لا نحتاج فيها إلى قطع جواز سفر لأن قطع الجواز يكلف مشقة كبيرة هذه في الأيام. و عليه رضينا أن تكون سياحتنا القصيرة ضمن منطقة الانتداب. ركبنا الأوتوموبيل من بيروت بعد ظهر الجمعة الواقع في 16 نيسان 1926 و وجهتنا طرابلس فانطلق بنا انطلاق السهم فلم تستوقف أنظارنا أودية لبنان و جباله الشامخة القائمة عن يميننا و لا تلك الأنهار التي مررنا فوق قناطرها و لا ذلك البحر المتلاطم الأمواج عن شمالنا. و سبب ذلك أنا قد ألفنا هذه المناظر الساحرة لأنا نشاهدها كل يوم فأصبحت أموراً عادية لا نكترث لها مع أن السياح الغرباء يفتتنون بها أي افتتان .
بلغنا طرابلس بساعتين و نصف و قضينا فيها ليلة نستنشق طيب أزهار جناتها الفياحة. و قبل ظهر السبت 17 نيسان ركبنا السيارة قاصدين اللاذقية. و لما خرجنا من طرابلس بدأنا نشعر بابتهاج لأن العين أصبحت تقع على جبال و أودية و أغوار و أنجاد و سهول و غياض مرَّ علينا
نحو عشرين سنة لم نشاهدها. فأخذنا نحدق بها و لكنَّ السير في الأوتوموبيل لا يروي غليل النفس
من منظر فتمر الأشياء أمام المسافر مرور مشاهد السينما.
مررنا بالقرب من مقام السيد (البدوي) و شاهدنا البركة التي يعيش بها السمك آمنناً بجوار ذلك الولي. ثم أشرفنا على المنيه و هي بلدة في سفح جبل تربل كثيرة المياه تتصل جنائنها بأملاك طرابلس فتذكرنا حادثة تاريخية رواها لنا سيدي الوالد، قال :
خرجت يوماً من طربلس في زمن الفتوة مع بعض رفاقي نروح النفس في بساتين المنيه. و كان ذلك حوالي سنة 1858. و بينما نحن هنالك إذ انتشر الخبر أن معركة نشبت بين فرسان الدنادشة و فرسان النصيرية. و أخذ المتحاربون يقتربون فتسلقنا الأشجار فرأينا فرسان النصيرية قد لازموا شاطئ البحر يدافعون عن نفوسهم و الدنادشة يهاجمونهم من جهة البر، و كان كلما قتل شخص من جانب تحتدم الموقعة لأن كل فريق كان يحاول أخذه.
و لما أصبح المتحاربون أمام المنيه خاف النصيرية أن ينجد أهلها الدنادشة لأنهم سنيون من مذهبهم و لذلك رفع النصيرية علماً أبيضاً، و قالوا هذا هو علم أهل المنية.
عندئذ وقف شيخ البلدة على مرتفع و قال مخاطياً السكان (تعلمون أن الأثمار التي تخرج من بساتيننا تياع في بلاد صافيتا فإذا نحن نصرنا الدنادشة على النصيرية جعلنا هؤلاء أعداءَنا، فيمنعونا من بيع أثمارنا في بلادهم. إذاً ليس من مصلحتنا الدخول في هذه المعمعة.
فأوقف بذلك النجدة التي كان ينتظرها الدنادشة من أهل المنيه. و هذا دليل على أن الحرب إنما تسوق إليها في الغالب المصلحة أكثر من العاطفة الدينية، حتى يقال أن الحروب الصليبية نفسها التي زعموا أنها حروب مقدسة كان الدين فيها ليس إلا ستار لمصالح الزعماء المادية.
و كان فرسان النصيرية يسيرون غرباً مدافعين عن زعيمهم اسماعيل بك ملازمين الشاطئ يحمي ظهرهم البحر حتى بلغوا برج السباع بالقرب من الاسكلة و اعتصموا به. أما الدنادشة فدخلوا طرابلس من ناحية باب التبانه، فوقفت قوة السلطة بينهم و بين أخصامهم النصيرية و منعتهم من الالتحام.
ثم واصل اسماعيل بك السير مع رجاله إلى دمشق فاراً في لبنان.
وسبب هذه الموقعة على ما يرويها الوالد هي أنه كان في تلك الأيام ثلاث زعامات تتنازع السيادة في بلاد الحصن و صافيتا، و هي :
مشايخ بني موسى الحنا المسيحيون.
بكوات النصيرية أسرة خير بك العلويون.
يكوات الدنادشة السنيون.
وحدث أن الشيخ ملحم ابراهيم من زعماء بني موسى الحنا قتل في مقاطعة الدنادشة، فاتهم المسيحيون الدنادشة بقتله، و اشتدت العداوة و البغضاء بين الفريقين. فلما حكم البلاد خير بك العلوي أقنع زعماء بني موسى الحنا و زعماء بني دندش بالاجتماع عُزلاً من السلاح عند جسر الصاحب الواقع على نهر راويل شرقي قلعة الحصن، قصد أن يصلح بينهم. و بينما كانوا مجتمعين في ذلك المكان الآمن يتعاتبون و إذ نهض كمين مسلحٌ من المسيحيين و فتكوا ببعض زعماء الدنادشة الآمنين أخذاً بثأر ملحم ابراهيم، فتفرق الجمهور و الحقد ملءُ قلوب بني دندش على خير بك النصيري لزعمهم أنه تواطأ مع النصارى على هذا العمل. و ظلوا يترقبون الفرص حتى مات خير بك و حكم ابنه اسماعيل بك مكانه. و في ذهابه حوالي سنة 1858 إلى الشام عن طريق طرابلس لاقاه كما ذكرنا فرسان الدنادشة للأخذ بالثأر و كان بين رجاله عدد من المسيحيين فبدأت المناوشات من خان عرقا فالعبده، و لولا ملازمة فرسان النصيرية شاطئ البحر و اقتصارهم على المدافعة لما تمكنوا من الوصول إلى طرابلس لأن أعداءَهم كانوا كثيرين في ذلك السهل.
على أن اسماعيل خير بك بعد رجوعه من الشام شق عصا الطاعة على الدولة العثمانية، فسيّرت عليه حملة فقتل حوالي سنة 1859، و المتقدمون في السن لا يزالون يذكرون الأمن الذي أحدثه اسماعيل في أيام حكمه على بلاد صافيتا و الحصن. حتى يقال أن أحد المكارين وقعت منه في البرية خصلة حرير، فظلت أياماً لا يتجاسر أحد من المارة على مسها، هذه خلاصة مما كان يجري في تلك الأيام بين الزعماء.
و بعد المنيه أشرفنا على خان العبده و انفتحت أمامنا السهول و من ورائها الجبال، فابتهجنا بتلك المناظر الجميلة و بنضارة حقول القمح المتسعة. هذا السهل الذي نسير فيه يفصل جبال عكار و لبنان عن جبال صافيتا ممتداً إلى حمص. قطعنا فيه عدة أنهار منها نهر البارد بالقرب من المنية و مصدره من جبال الضنية بالقرب من سير، و نهر عرقا و مصدره من جبال عكار بالقرب من فنيدق، و نهر الخريبة و مصدره نبع الشيخ جنيد فوق بينو، و النهر الكبير (العريضة)، و نهر الأبرش و مخرجه نبع الشيخ حسن بالقرب من الكفرون.
و أهم هذه الأنهار النهر الكبير ليس لأنه أغزرها ماء بل لأنه يمر مسافةً طويلة في سهول فسيحة. فإن لهذا النهر ثلاثة مخارج فالأول من جبل الحلو بالقرب من مقعبره و الكيمة، و الثاني نبع الناصرية في أعالي البقيعة، و الثالث نبع الصفا من وادي خالد هذا عدا عن مجارٍ عديدة تنحدر إليه. و يسمى هذا النهر في أعاليه (راويل)، و لعّل هذه اللفظة مشتقة من "ريع ايل" أي بركة الله، و في أسفل سهل البقيعة يسمى (العريضة) و في سهل عكار يسمى النهر الكبير. و لو تمكن أهل الفن من استخدام كل مائه للري لزادت ثروة البلاد زيادة عظيمة.
و كان معنا في الأوتوموبيل أحد الأجانب و هو من الذين يتاجرون بالماكنات الزراعية و قد وقفنا بضع دقائق نشاهد تلك الآلات تحرث الأرض و لعلها تزداد في المستقبل فتأتي بفائدة جزيلة.
و من الأماكن التي مررنا بها الحميدية (المهاجرين) و هي بلدة جميلة بناها مسلمون من مهاجري اكريت – بعد انفصال هذه الجزيرة عن أملاك الدولة العثمانية – و أخذوا يحرثون الأرض فأفادوا و استفادوا.
ثم أقبلنا على طرطوس و هي مركز متصرفية القسم الجنوبي من بلاد العلويين، و الجبل عند طرطوس يهاجم البحر فيصبح السهل ضيقاً. و قفنا هناك قليلاً لاصلاح خلل طرأ على السيارة فشاهدنا بعض آثار المدينة كالسور و الكنيسة المشهورة. و أمام طرطوس قائمة جزيرة ارواد و منظرها جميل. هذه الجزيرة الجميلة الصغيرة كان لها شأن في التاريخ، فإنها طالما ناوءت الفاتحين و منهم الاسكندر الكبير فإنه ظل عدة أشهر يحاربها حتى تمكن من الاستيلاء عليها. و يقال أن عدد سكانها اليوم نحو سبعة آلاف. و هم من بقايا الفينيقيين القدماء الذين سلكوا البحار و جابهوا الأمواج بمراكبهم الهوائية، فكانوا يحملون الثروات إلى سورية من أطراف المعمورة يوم لم تكن لندن و نيويورك و غيرهما من المدن الحديثة موجودة.
ثم سار بنا الأوتوموبيل شمالاً و أخذ السهل يتسع بين البحر و الجبل و قد زاد ابتهاجنا بتلك المناظر لأننا لم نشاهدها من قبل. و ما لبثنا حتى أشرفنا على متن آل عرنوق و هو رابية جميلة خصيبة بينها و بين البحر سهل بصيرة الواقعة على الشاطئ و الأملاك هناك تدل على اعتناء ففيها الزروع و أغراس التوت و الزيتون. و بعد ذلك بلغنا بلدة بانياس و يمر بجانبها النهر المسمى باسمها، و فوقها على رأس الجبل قائمة قلعة المرقب المشهورة. و بانياس بلدة قديمة مشهورة بمحصولات الحرير. روى أحد المؤرخين أنه لما كانت تجارة الاسلام في سالف الزمان زاهية كانت حلب تصدر البضائع إلى أوروبا عن طريق اللاذقية و السويدية و بانياس و أين نحن اليوم من تلك الأيام.
و عند بانياس يعود الجبل فيزحم البحر فيضيق السهل مسافة قصيرة، ثم يأخذ بالانفراج. و لما بلغنا جبلة وجدنا أنفسنا وسط سهول متسعة خصيبة. و جبلة بلدة زراعية و فيها مقام السلطان ابراهيم الأدهم، زهد في الدنيا فترك عزة الملك مختاراً على أثر سماعه قارئاً يتلو (الملك لله).
ذكرت النور أن ابراهيم بن أدهم بن منصور من سلالة بكر بن وائل ولد في ببلخ في خرسان، و قدم سوريا فسكن فيها و كان متزهداً منقطعاً إلى عبادة الله، و قد ذكر ابن الوردي خبر وفاته في حوادث سنة 161 للهجرة، ولكن لم يعين المكان الذي توفي فيه، و إنما نقل ما حدَّث يه ابراهيم بن أدهم عن نفسه، فقال : "إنه ابن ملك من ملوك خرسان غادر بلاده و سار منها إلى العراق ثم إلى الشام ثم إلى طرسوس ثم تركها".
و الطريق من طرطرس إلى اللاذقية معبَّدة و هي غاية في الاتقان، تمر فوق قناطر جميلة تجري من تحتها أنهار غزيرة، و منها نهر السين (و لعل الصليبيين سموه بهذا الاسم)، و نهر الروس و نهر الصنوبر و النهر الكبير و هذا الأخير على مقربة من اللاذقية و يقال أنه طغى هذه السنة فأغرق أحد عشر شخصاً.
و بعد سير نحو أربع ساعات من طرابلس بلغنا اللاذقية ظهر السبت فانزلنا في بيته الصديق الخواجا توفيق عوض. و بعد الغدا و الاستراحة سار بنا يرينا شوارع المدينة و معظمها مستقيم متسع على الطراز الحديث كشارع السرايا و شارع البلدية و شارع الفنار و شارع غورو و شارع نيجر و شارع كيلا و هذا طوله نحو كيلومترين. و شاهدنا الحديقة الجميلة و الفندق الجديد الذي بني حديثاً على آخر طرز، ففي الغرفة الواحدة كل معدات الراحة. و هنالك عمود قديم أُقيم تذكاراً للجنرال بيلوت لأنه أنار المدينة بالكهرباء و جرَّ إليها ماء ديفة مؤخراً بأنابيب حديدية عن بعد نحو 25 كيلومتراً، فأغنى السكان عن ماء الآبار. و قد صعدنا إلى الحاوز على مرتفع شرقي المدينة و شاهدنا تدفق ذلك الماء الصافي. و هي مأثرة جميلة زادت اللاذقية بهاء و أملاكها قيمة.
قيل أن أحدهم كان يؤجر قطعة الأرض من أملاكه بثلاث ليرات عثمانية سنوياً، فلما جرت مياه ديفة إلى اللاذقية ابتاع منها كمية لسقي تلك القطعة، و زرعها قصب سكر فأجّرها ب 48 ليرة عثمانية ذهباً، و هذا دليل على أهمية استخدام الماء في إنماء ثروة البلاد.
و قد شاهدنا عدة آثار قديمة في المدينة منها الكنيسة المعلقة و فيها آثار و نقوش رومانية، و منها كنيسة العواميد و هي قائمة على عمد ضخمة، و يظن البعض أن البنائين كانا هيكلين لعبادة الأوثان فحولها المسيحيون إلى كنيستين، ثم حولها المسلمون إلى مسجدين.
ثم صعدنا إلى جامع المغربي و هو على ربوة شرقي اللاذقية تعلو 78 درجة عن أرض المدينة، فصعدنا في قلب المئذنة بسلَّم لولبية علوها 82 درجة. من رأس هذه المنارة التي تعلو عن أرض اللاذقية 160 درجة يرى الواقف منظراً يتجلى فيه الجمال و الجلال, فإلى الغرب البحر المتسع الذي شهد تقلبات الزمان و إلى الشرق السهل الأخضر الخصيب تحدق به جبال العلويين. جبال متوسطة العلو ليست صخرية بل جيدة التربة صالحة للزراعة. رؤوس هذه الجبال تشرف على وادي العاصي المبارك و على سهول حماة و حلب التي كانت قديماً تضم الملايين من السكان فيعيشون منها و يصدرون من خيراتها.
و إذا سرَّحت الطرف شمالاً و أنت على رأس منارة ذلك الجامع يمتد بصرك إلى الجبل الأقرع جبل انطاكية و السويدية، و إلى الجبل الأحمر جبل اسكندرونه، و جبال كيليكيا. و إذا توجهت جنوباً تقع العين على سلسلة جبال لبنان معممة بالثلوج تناطح برؤوسها السحاب. مشاهد تقصر عن وصف جمالها و جلالها الأقلام فسبحان مبدع الكائنات.
نزلنا من ذلك المكان الساحر و قلوبنا لم تزل فيه. و استأذنا بدخول الجامع فسمح لنا بشرط أن نخلع أحذيتنا ففعلنا عن طيبة خاطر لأن أصابع أرجلنا بعد سير عدة ساعات كانت في حاجة شديدة إلى الاستراحة، فجلسنا على طنافس الجامع الجميلة يحدثنا خادمه بلطف عن طيب حياة المغربي الذي بني المقام على اسمه.
ثم سرنا حول المدينة و كانت الشمس على وشك المغيب فالتقينا بمئات من سكان المدينة نساء و رجالاً يسرحون على الطرقات بين الزروع. و عند المساء زارنا عدد من أفاضل الأدباء و الأصدقاء. و صباح الأحد حضرنا اجتماع العبادة في الكنيسة الأنجيلية، و في اللاذقية عدة مدارس راقية منها أميركانية و فرنساوية و أهلية و قد قضينا نهار الأحد في زيارة بيوت الأصدقاء و ابتهجنا بلطف أحاديثهم.
و عدد سكان اللاذقية نحو عشرين ألفاً و هي عاصمة الدولة العلوية. و سكان هذه المنطقة بحسب احصاء الحكومة الأخير سنة 1926 يبلغون 278011 نسمة، منهم 176285 علويون و 52778 سنيون و 35148 أرثوذكس و 5263 موارنة و 4457 اسماعليون و 1039 روم كاثوليك و 1112 بروتستانت و ما بقي منها أرمن و كلدان و سريان و جعفريون و دروز و اسرائيليون. و الحكومة آخذة اليوم بمد طريق سيارات من اللاذقية إلى حلب و متى تمَّت يمكن قطع المسافة بين المدينتين بنحو خمس ساعات.
و أهم مداخيل بلاد اللاذقية الحبوب و الزيتون و الحرير و الدخان و هذا الصنف الأخير يزرع في السواحل و الجبال و هو ثلاثة أنواع :
التنباك، و كان محصوله منذ نحو أربعة سنوات يزيد على ثلاثمئة ألف كيلو. و لكن المكوس التي وضعت عليه و مزاحمة التنباك العجمي له أسقطت محصوله إلى ثمانين ألف كيلو في السنة.
دخان السيكارة المسمى بشك البنت، و هذا كان محصوله عادة بين الخمس مئة ألف كيلو و لكن احتكار الريجي له جعل الفلاح يزهد في زراعته، لأن هذه الشركة ترغمه على بيع الدخان لها بأبخس الأثمان و تجبره على مشتراها منها بـأغلاها.
دخان الغليون المسمى ب " أبي ريحة"، و هذا يصدرونه إلى بلاد الانكليز و قد ارتفعت أسعاره جداً في أول الاحتلال فأغنى كثيرين و لكنها هبطت هذه الأيام.
هذه لمحة من سياحة يومين على شاطئ فينيقية الشمالية. و قبل ظهر الاثنين الواقع في 19 نيسان و دعنا الأصدقاء، و قفلنا راجعين من اللاذقية نمتع النفس بالمناظر البهية من جبال و وهاد و مروج و أزهار و انهار، فبلغنا بيروت بأقل من سبع ساعات. و المسافة التي قطعناها تبلغ نحو 260 كيلومتراً، فيحتاج المكاري أكثر من سبعة أيام لقطعها، فالسيارات كم قرَّبت الأبعاد على أنه متى انتظم السير بالطيارات تصبح السيارات (موضة) قديمة. و لقد صدق من قال إن هذا العصر عصر السرعة و الايجاز. و لكن هل زادت يا ترى بهذه السرعة سعادة البشر ؟ تلك مسالة فيها نظر.

نشرت في مجلة "المورد الصافي" عام 1926

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

طريق دمشق و'بروفايل مستمر' إلى زوال..

03-تشرين الثاني-2012

من الشام وإلى الشام

28-أيلول-2012

تحت شاهدة السؤال / نص

01-تشرين الأول-2011

التمسرح غناء في حماة..هل يستطيع القاتل اغتيال الأغنية؟

29-تموز-2011

قانون المطبوعات التركي الصادر 1909 ـ إعداد

06-تموز-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow