Alef Logo
ابداعات
              

فن تشكيلي/قراءات في معرض سعد يكن الاخير

ماجد المذحجي

2006-04-08

امرأة تستطيل كغيمة على رجل الكوتشينة
( 1 )
جمجمة مرخيه على كف
كيف يمكن أن ترخي رأساً بأكملها على كف معروقة دون أن تخشى من أن تطير حمامه مُربكه.. لن تكون التفاصيل التي ترشح من خطوط الكف متوازنة تماماً مع منحنيات الرأس، سينفر صوت ما قرب هذا الحنين العالق بين الكف والجمجمة.. سيكون مرتجفاً كفاية، وساخناً كفاية، لدفعك للامساك بقدحك كي لا تنبت له أجنحه ويفاجئك بالطيران.. ربما هذا ما يدفع النادل دوماً لكي يملا الطاولة بأكثر من قدح، فكلما أرخيت جمجمتك على كفك انتفضت للأقداح أجنحه وطارت بعيداً عنك. سيستدير جسدك حتماً.. ستفسح مكاناً للهواء من خلف كي ينقر ظهرك الشاسع، لن تلتفت كي لا تنبت شجره بين عينيك، ستكتفي بجمجمتك مركونة على كفك.. ستحرس أقداحك و ستخاتل الصمت بإيقاظ أطفال الحنين، واختلاق أسباب كافيه للإصرار على التواعد يومياً مع أوقات خاسره تنتظرك حيث أنت تماماً، وتحرس ظلالك كي لا تنام على هذه الطاولة. الشيء الراكد لن يكون أنت..

ثمة ذكريات ميتة تتنازعها أنت وجارك على الطاولة الأخرى.. هو سينتخب للضجر عروساً.. سيكايدك بأوقات عطنه أفلتت من كُم قميصه لتستيقظ قرب منامه كل يوم وتذكره بأنه انتصر عليك ولم يرخي جمجمته على كفه كما تفعل. سَتُذكره عروسة الضجر أن تكرار هذا مضجر للغاية بأكثر من احتمالها. سيتأكد من هذا.. سيلتفت إليك خلسة وهو يرفع قدحه بخفه كأنه يرفع فستان صبيه تواعد بهجتها لأول مره.. سيطمئن بان جمجمتك مازالت مرتخية على كفك، وان هناك سعادة سريه مضاءة بداخله بسبب ذلك.

( 2 )
كمن ينشر حنيناً على حبل غسيل
هل يا ترى يبقى ما يكفي في الرجل حين ينشر حنينه على حبل الغسيل، وبقايا ميتة من الحزن تقطر منها.. لن يتبقى ما يكفي لجعل الرأس المخدوشة من منتصفها بتخطيط اسود موجوع تستدير لتفتش خلفها. ستكون هناك جثث مشوشة تنبت من ذلك الحنين.. تتنفس غيابك القريب، ستغلق العينين على نصف الضوء، وقبل أن يأكل الرمادي ما تبقى من الانتباه ستعقد أصابعك كي لا يفلت ارتجافك.
هذا الحبل سيصبح طريقاً للمجرة.. وذلك الحنين المُعرض لغيابك سيصبح مداراًَ لذكريات تشكو ومن ثم تموت.........

( 3 )
امرأة تستطيل كغيمه على رجل الكوتشينة

لا تنبت الفتيات مؤخراً من أحزان المقاعد في الحدائق، تلك التي يخلفها العشاق خلفهم وحيده.. إنهن ينهض أيضاً من مقاعد المقاهي كي يتسللن إلى أوراق الكوتشينة، يشبه الأمر التالي: رجل يجلس على مقعد في مقهى مزدحم قرب طاولة دائرية صغيره تتسع بالكاد لصفين من ورق الكوتشينة، وامرأة تنبت من فراغ الكرسي الخلفي لتصبح غيمه تظلل الرجل ذاته. هل يا ترى سيكون الأمر متعلقاً فقط بالتلصص؟؟. ثمة رجل مفقود في المشهد السابق. لنركب المشهد من جديد: رجلين يلعبان الكوتشينة، كل واحد منها يقعد إلى طاولة مستقلة، هناك رهان يستطيل كنفق سري بينهما. امرأة تنبت من المقعد المجاور للرجل الذي يقعد في الصف الخلفي.. تتحول إلى غيمه بثديين، وتستطيل حتى ترى أوراق الكوتشينة التي تخص الرجل في الصف الأمامي!!.
إذاً......
كيف يمكن تبرير وجود امرأة في محلات عامه؟، تتحول إلى غيمه لتتلصص على رجل يلعب الكوتشينة بشكل جيد، ولذا هو لا يبالي، بينما صديقه الذي يقعد في الخلف يبالي، ويغمض عينه لأنه سيخسر الرهان؟؟!!. تكون المرأة في كل ذلك سر الخاسر.. الغيظ حين يصبح جسداً بأطراف أنثوية ناعمة فقط.
( 4 )
سيجمع الرجل كل ما يخصه بخلفيه زرقاء
ماذا يفعل الرجل حين تصبح أطرافه هي مفاتيح الحياة.. يحتاج المرء إلى زرقة كافيه كي يفعل ذلك دون ارتباك حتى لو كان شارداً. بين الأصابع يمكن أن تكمن نجمه تمرر سخونتها إلى خيط ما، خيط ساخن يتحول إلى فستان ترتديه امرأة ذاهلة.. امرأة ستوقظ كل الأزرق المختبئ في قلوب الرجال ذات مره!!. ألا يشبه ذلك ما نفعله ونحن شبه نائمين.. نحني الرأس قليلاً باتجاه الكتف ونغرق في ارتخاء مدهش لنستيقظ في أحلام ترقص، لا شبه بين التفصيليين سوى أن الخلفية في كلا الحالتين زرقاء. نحتاج للأزرق كي نصحوا أو نعيد تجميع الأشياء.. كأننا نقوم بفتل الخيوط جوار بعضها لنصنع شبكه ونصطاد أوهام ساخنة نقذفها دوماً حين نصحو ، ونطاردها كلما كانت الخلفية ورائنا زرقاء اللون.

( 5 )
ذراع ما تنهب جمجمتي أو ربما رجل يلتصق بها

تسحب ذراع ما شيئا من جمجمتك.. ألا يبدو هذا مفزعا كفاية؟، خصوصا حين تقابل كل هذا بلامبالاة مطمئنه للغاية.. أو غبية للغاية. لن تحاول أن تتجنب ذلك.. سترتخي حتماً كلما كررت تلك الذراع ذات الكف البشعة والأصابع القاسية المرفقة بها سحب تلك الأشياء من جمجمتك. هل أنت تسال نفسك أم ماذا؟؟. كأن لامبالاتك هنا متعلقة بالسؤال الصعب: يا ترى ما هو الشيء المهم في جمجمتي والذي يمكن أن يجعلني ارتخي هكذا كلما تمت سرقته بهذه الطريقة؟؟؟. يبدوا الأمر أيضاً كأن هذه الذراع تستحيل إلى رجل بقوام كافي لكي يشغر بدله أنيقة ويرتدي كرافتة مخططه. ثمة رجل ما ينمو بداخلك ويتسلل من جمجمتك ويلتصق بها من فوق.. يحتل الحيز المخصص لظلك فتمتلئ باعتداد كافي لكي تشعر باللامبالاة وأنت تطيل النظر نحو الأعلى.

( 6 )
سيهتز قلب ما، حين تنقر أغنيه ما، في توقيت ما، حنيناً ما.....

ماذا تخلف الموسيقى في الهواء غير أن تترك ثقوب الحزن التي تدل عليها الكحول والأفئدة المكسورة!!. ياااه، كم يبدوا هذا ساخراً حين يرتكبه رجل يرتدي طربوش ويخبر الجميع أن هناك طرق سريه نحو الغياب المؤلم. هناك أشياء يمكن أن نُشيعها بصمت نحو الصمت، ولكن هذا مالا يمكننا أن نفعله حين نكون مشدودين نحو هاوية عارية. يمكن دوماً لرجل يرتدي طربوش أن يُلصق صوته بالأبواب والنوافذ والروح.. أن يثقب الأوردة ويوصلها بكهرباء مجنونه تُعادي كل ذلك البرد الذي ينام في الدم.

( 7 )
رجلان يذوبان في حدود اللون

الأجساد المتكئة على طاولات حمراء هي الوحيدة التي تستطيع النزاع دون إحداث جلبه.. لاشيء سيكون مهما بقدر عدم تجاوز الخلفية المقسومة إلى لونين متزاحمين، لا يتعلق الأمر هنا بانقسام أيديولوجي بل بطيور أوقعت أصواتها هنا وهناك!!. الجسدين المتنافسين بأحداقهما المتسعة يتضاءلان تماماً ويذوبان في زحمة الألوان، فكل شيء يجب أن ينتظم في اللون، فهو ترسيم لأصوات النفير العميقة التي تتسلل من الأدمغة والروح. ثمة جنون يصير شجره.. ثمة ألوان تصير حدود.. ثمة أيضاً أطراف مقصوصة لأنها تنزهت قرب المسرة ولم تنتبه للمصائد.............










تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في معنى أن تختار دون أن تُعرض نفسك لابتسامه عمياء

30-أيلول-2006

نص / في معنى أن تختار دون أن تُعرض نفسك لابتسامه عمياء

09-نيسان-2006

فن تشكيلي/قراءات في معرض سعد يكن الاخير

08-نيسان-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow