Alef Logo
ابداعات
              

مسرح / كراهية أو أشياء تشبه الخرافة (الفصل الثاني)

علي سفر

2006-04-07

الفصل الثاني
(نفسه، لا شيء تغير في المكان سوى أن ستارة النافذة قد أزيحت الآن ليتسرب الضوء منها بعد أن سُدَ الزجاج المكسور، التلفزيون يبث الأغاني دون صوت، الرجل واقف أمام المرآة يجهز نفسه، المرأة نائمة على السرير، الرجل يبدأ بدندنة لحن ما، تبدأ المرأة أيضاً بالنهوض شيئاً فشيئاً، تتمطى وتظهر ملامح السعادة على وجهها، تراقبه وهو يجهز نفسه للخروج ثم تأتيه من الخلف وتلتصق به معانقةً بدعةٍ وحبور بينما يستمر هو في عمله)
























































































































المرأة:
لقد تركتني وحدي مرةً أخرى.
الرجل
(شبه محرج): لقد حل الصباح..
المرأة:
آه.. لقد كانت ليلة رائعة..!
الرجل:
أنت سعيدة..
المرأة:
الليلة الماضية أنستني كل شيء..
الرجل:
لكنك لم تنسِ نفسك أبداً..
المرأة
(وقد ابتعدت عنه وأخذت تتجول في المكان): حدث هذا فعلاً مثل أرض نشفت خلال صيفٍ طويل قبل أن يأتيها المطر، لقد أنتشيت ونسيت الأيام السالفة.. لن تعود أبداً أليس كذلك.. (تصمت ثم تتوجه إليه)
اسمع لقد حان الوقت كي نتجاوز كل ما مضى.. منذ الآن فصاعداً سنعود كما كنا من قبل.. لا بل سنتجاوز الشكل القديم لحياتنا وسنكون أحراراً أكثر..
الرجل
(بسخرية مبطنة قليلاً): تمهلي.. تمهلي قليلاً..!
المرأة
(باستغراب): ماذا..
الرجل:
تمهلي وأنت تبوحين بكل أحلامك لئلا تنتهي فتعودين إلى البحث عن أشياء جديدة..
المرأة:
هل تقصد أنها ستبقى أحلاماً..
الرجل
(بجدية هذه المرة): لا ولكن شيئاً لن يتغير في حياتنا..!!
المرأة:
لا.. أرجوك، أمسح عن وجهك هذه الملامح (تكون قد اقتربت منه) فالأمر لا يستحق كل هذه الجدية.. (صمت) من كان يتصور.. أن يبدأ الأمر بكلمة ليتطور حتى يصبح أشبه بحبل مشنقة ثم.. هوب ينتهي كما لو أنه كلمة أيضاً ولكن بفارق وحيد هو أن هذه الكلمة سقطت على الأرض ككأس وتناثرت شظاياها وملأتِ المكان..!
الرجل:
لم ينتهِ الأمرُ بعد.. وأنتِ تعلمين هذا جيداً..!
المرأة
(وكأنها تحاول التهرب مما تعرفه): أنا لا.. لا أعلم شيئاً الآن سوى أنكَ كنتَ قاسياً فيما مضى إلى درجة أني ظننتك لن تنسى ما حدث..!
الرجل
(وقد لفتَ انتباهه كلامها): أكنتُ قاسياً حقاً..؟
المرأة
(بذهول هذه المرة): أنسيتَ فعلاً.. أذكرك إذ أردت..!
الرجل:
لا.. لا أريد ولكنني أظن أنها كانت قسوة متبادلة ومتفق عليها أيضاً..!
المرأة:
اعتقد ذلك ولهذا علينا نسيانها..
الرجل:
كيف ننساها..؟
المرأة:
لا أعرف.. ولكن على الأقل يمكنك الذهاب إلى الجامعة..
الرجل:
لقد مُنحت إجازة طويلة لإراحة الأعصاب..
المرأة:
من أعطاك هذه الإجازة.. الطلبة أم الإدارة..؟
الرجل:
الإدارة بالتأكيد لكنني لم أكن لآخذ هذه الإجازة لولا أن الطلبة قد منحوني إياها بعد كل ما حدث..!
المرأة:
وهل ستقضي إجازتك في المكتبة كعادتك..!
الرجل:
ربما..
المرأة:
لنغادر المدينة إلى مكانٍ ما..!
الرجل:
ليس ثمة مكان مريح.. كلها متشابهة..
المرأة:
لكن البيت أمسى مملاً بعد الذي حدث..
الرجل:
لدينا الآمان هنا..
المرأة:
تريد أن تبقى هنا..؟ ألم تقل فيما مضى أننا قد نموت إن بقينا هنا..
الرجل
(بعد صمت): لا أدري إن كنت قد قلت هذا ولكن الذي مضى.. مضى..!
المرأة:
ماذا تعني..؟
الرجل:
لقد كنا نلعب تحت وطأة ذلك المصير المحتمل..!
المرأة:
وهل غاب عن ناظريك هذا المصير..؟
الرجل:
بالتأكيد لا...
المرأة:
إذن لنخرج من هنا..!
الرجل:
لن أخرج من هنا إلى أي مكان.. لا تظني أن ما تبحثين عنه موجود في مكان ما.. أبداً ففي كل مكان ثمة قبة وثمة أمير.. جمع غفير من الملتحين ينتظر الأوامر..!
المرأة
(بعد صمت): أنت تعمم الأشياء كالحمقى فالعالم ليس سيئاً إلى هذه الدرجة.
الرجل:
ماذا تقصدين..
المرأة:
كلامي أوضح من أن أعيده فمقابل هؤلاء (تشير إلى النافذة) ثمة الكثيرون أيضاً..
الرجل:
من تعنين؟ المثقفين.. العمال.. الفلاحين.. (يضحك) إنهم لا شيء..
المرأة
(بنزق): إنك تُلغي الناس كلهم..!
الرجل:
كفي عن اللعب على هذا الوتر أرجوكِ..
المرأة:
لا بد أن تخرج من هنا..!
الرجل:
هل سينسونني إن خرجت..؟ (بسخرية) هل سيمرون قربي ويلقون السلام.. أم أنهم… (يتردد).
المرأة:
ماذا..
الرجل:
سيقرأون السلام على روحي..!!
المرأة:
تستطيع الخروج دون أن يأخذ خروجك شكل التحدي..!
الرجل:
أترين.. أترين أنك تفهمين الأشياء بشكل سيئ..! الأمر ليس أمراً شخصياً بيني وبين من يقف هناك في الأسفل..
المرأة:
لكنك واجهتهم وكأنك ذاهبٌ للقتال.. كل من رآكَ في تلك اللحظة ظنكَ تحملُ سلاحاً تحت طيات ثيابك..
الرجل:
لقد أرادوا قتلي..

(يدخل الرجل الملتحي، هذه المرة يحملُ سلاحاً، ينظر الرجل إليه ثم يدنو منه شيئاً فشيئاً ثم يقفان في مواجهة بعضهما ثم يقوم الملتحي بحركة استعداد بالسلاح الذي يحمله ويتنحى جانباً ويتابع التجوال في المكان للحظات ثم يخرج من جديد).
المرأة:
لو أرادوا لفعلوا..!
الرجل:
هل يجب عليَّ أن أُمَكنِهم من ذلك..!
المرأة:
أريد منك أن تجدَ حلاً..
الرجل:
ليس لديَّ حل..

(يكرر ثم يخطو باتجاه النافذة فيحدق لأسفل للحظات ثم يمد يده باتجاه المزلاج)
المرأة:
ماذا تفعل..؟
الرجل
(بسخرية): سأرى إن كان هناك حل في الأسفل..
المرأة
(بعصبية): كف عن ذلك..!

(يفتح المزلاج بينما عيناه تحدقان بها وعلى وجهه ابتسامة ساخرة فتندفع هي من مكانها صوبه لتمنعه)
الرجل
(مباغتاً): أثمة حل لديك.؟
(تلتفت إليه بعد أن ابتعدت قليلاً ثم تتحدث كامرأة جد عاقلة)
المرأة:
في كل الأمور لا أحد يطلب حلاً لمشكلٍ ما إن لم يكن لديه صور ما عن حل..! (تصرخ) ولكن في حالةٍ كهذه أجدُ نفسي مفرغةً من كل شيء..!
الرجل
(بلهجة الخاسر): ليس لدينا خيار إذن سوى البقاء هنا.. نعيش كما لو أنّا ولِدنا الآن وسنموت بعد قليل..!
المرأة
(بحزم): لا أريد أن أموت..
الرجل
(بلهجة أقسى): وأنا لا أريد أن يُسيرَ حياتي أحد..!
المرأة:
ولكنك مهدد بالقتل إن لم تفعل شيئاً…
الرجل:
القتل.. القتل..! ألا يخيفكِ شيء سوى هذه الكلمة..؟!
المرأة:
بلى.. أشياء كثيرة تخيفني أيضاً ولكنني لا أجد الشجاعة في مواجهة أي منها.. وأنت تتحدث ملياً بلا فائدة.. (صمت) كلانا ينقصه شيء ما.. إننا متساويين بعدم شجاعتي وبإضاعتك للمعنى في كلامك..
(يقترب منها ويبدو أنهما على أهبةِ عناقٍ دامٍ)
الرجل:
كل كلامي له معنىً واحداً هو خوفي من رؤيتك وحيدة تبكيني وقد لبست السواد.. أريدكِ أن تبقي معي إلى الأبد (تلتفت إليه وكأنها تسمع كلامه للمرة الأولى) أتذكرين أحلامكِ.. (تهز رأسها وكأنها لا تذكر) قلتِ لي أنكِ تتخلين عن العالم كله في سبيل حياةٍ هادئةٍ وبيتٍ صغير نعيش فيه..
المرأة
(متحسرة): وأين نحن الآن من كل هذا..! لقد فقدنا كل شيء وراء ستار من الرعب..!!
الرجل
(محاولاً التخفيف عنها): أنتِ تبالغين.. لدينا البيت.. ولدينا حياتنا وربما بعد قليل سيكون لدينا صغاراً نورثهم الرغبة بالحياة..!!
(تلتفت إليه وكأنها قد لُدغت فتبتعد عنه قليلاً لتتحسس وسط جسمها ولتحدق به وملامح غضب تتسرب إلى وجهها بهدوء)
المرأة:
أُفضّل العودة إلى الكراهية.. بدلاً من أن اسمع وأرى تمثيلك المفضوح هذا..!
الرجل
(وقد أزعجته ملاحظتها): أنا لا أمثل ولا أكذب..!
المرأة:
بل أنتَ أصدقُ ما تكون حين تكره وعكس هذا عندما تحب..! (يمر صمتٌ بليد بعد كلامها ويبدو أنها قد بدأت تجهش بينما يشعل هو لفافةً ويبدأ بالتحرك بملل في المكان)
الرجل:
وما الذي يترتب عليَّ فعله بعد كلامكِ هذا..؟
المرأة:
أن تعودَ إلى صدقِكَ افضل..!
الرجل:
هذا هو كُلُ ما عندي..!
المرأة:
إذن أنت.. (صمت وكأنها قد فوجئت بما فهمت) أنت تكرهني..
الرجل:
هل تقوين على كراهيتي..!
المرأة:
أحقاً أنت.. (تلتفت إلى الجهة الأخرى وتستذكر في داخلها شيئاً ما فتستعيدُ زمام نفسها ثم تلتفت إليه) ليس لديَّ مفر من ذلك..!
الرجل:
لكنكِ فشلت فيما مضى..!
المرأة:
أنتَ تدعي هذا، وأنا لم أرى نفسي لكي أصدقك..
الرجل:
تذكري ما الذي كنتِ تفعلينه لتدركي أنكِ أعجز من أن تتخيلي النتيجة..!
المرأة:
قد أكون عاجزة وفاشلة حقاً عن فعل ما تريد، لكنني أُدركُ أنه ليس لديَّ حل سوى أن أفعل ما تريد.. فالبيت الذي كنتُ أحلام به اتسع أكثر مما ينبغي حتى أني بتُ أخالُ نفسي في صالةٍ فارغة ليس فيها سوى هذا السرير الذي فقد معناه طالما تم التشكيك بما يحدثُ عليه.. على الأقل فيما بيننا.. لقد نمنا عليه البارحة وكنت أشهقُ وظننت أن جسدينا سيملأن الفضاء في هذه الغرفة غير أن الصدى عاد وحال دون عودتي إلى ما كنتُ أحلمُ به، ألستَ أنت من وصل أولاً إلى الضفة الثانية.. ألستُ الأول في النهوض دائماً.. (يحاول أن يجيب ولكنها تسكته).. أنت من يطلب الكراهية ولهذا ما عليك الآن سوى أن تتخيل.. ثمة رجل وامرأة يعيشان معاً ومعهما كل ما يثبتُ شرعية علاقتهما ويمارسان كل فرائض الزواج في مكانٍ ضيقٍ يتسع لهما وفجأة يكتشفان أنهما في مكان مكشوفٍ ومرئي وأن العيون تطارد حراكهما ليكون حالهما أشبه بخطةٍ مرسومة سلفاً وليكونا هما أدواتٍ تستخدم للحرب هنا وهناك (تشير إلى النافذة) أيُ شرعيةٍ هذه التي تحكم علاقتهما إذا اكتشفا ذلك..؟
لا شيء.. لا شيء.. منذ البداية ترددُ هذا وتقول أن الأمر ليس بيدكَ وأنا أسمعك.. تعرفُ ما نحن عليه وتحاول إخفاء الحقيقة، طلبتُ منك أن نمارس لعبة الكراهية فوافقتني وجعلتني أعتقد أننا سننجح..! قلتَ في نفسك إن نجحنا تجاوزت المأزق وإن فشلنا علقتُ المشكلة على هذا الفشل والنتيجة كما ترى هي الفشل..! لقد فشلتُ حقاً وعرفتُ أن وراء فشلي رغبةٌ كامنةٌ لديك في أن تستتر وراء أي شيء حتى وإن أضعتَ البوصلة..! الآن.. الآن فقط يتبدى كل شيء.. رغبتك.. الصالة الفارغة والكراهية.. ألم تكن تريدها..؟ (لا يجيب) خذها.. هيا خذها لأنكَ تريدها في داخلك لتنجو رغم ما تدعيه..! وأنا.. ماذا أريد أنا.. لست أقل منك حرصاً على نفسي.. لكنني لا أدعي شيئاً ولا أريد..! لديّ صدى وجدران و تفاصيل، كل شيء يحيط بي ويلتف عليَّ مثل أفعى تبث فحيحاً وسماً..! كلانا مسموم وليس لأي منا أن يدعي أنه لا يريد الكراهية.. النجاح أو الفشل ليسا سهلين علينا أبداً فنحن هنا ولن نخرج إلا وقد حسمنا كل شيء..
(يقعي الرجل ويحدق بها)
الرجل
(بعد صمت): ماذا سنفعل الآن؟
المرأة:
لا أعرف..
الرجل:
إنك تجعلينني أحس بالخذلان..
المرأة:
ما الذي يخذلك..؟
الرجل:
كل شيء..، أنتِ والآخرين وحتى ..
(يصمت)
المرأة:
حتى ماذا..؟
الرجل:
حتى أفكاري..
المرأة:
إذن ليس لديك سبب للوجود الآن..؟!
الرجل:
لا أدري..
المرأة:
اعترف وأرح نفسك..
الرجل:
بماذا أعترف..
المرأة:
بكل ما قلته الآن، ولكن للناس وليس لي..
الرجل:
من تقصدين بقولك..!
المرأة
(مقلدة إياه): المثقفون.. العمال.. الفلاحون.. (تخاطبه بقسوة) الناس.. الجيران.. الطلبة.. أصدقاؤك الفلاسفة.. القضاة… المحكمة.. الأعداء…!
الرجل:
لا يهمني أحد من كل من ذكرتِ..!
المرأة:
من يهمك إذن..!
الرجل:
قلتُ لا أحد.. لا أحد..
المرأة:
إذن ما الذي ستفعله الآن..؟
الرجل:
هل سنحصل على شيء إن عدنا إلى الكراهية..؟
المرأة
(تومئ بعدم المعرفة)…!
الرجل:
ألا يوجد سبيل آخر..؟
المرأة
(تعيدُ حركتها السابقة)…!

(يتجه صوب النافذة ويرخي الستار بينما تتجه هي إلى حافة السرير وتحاول ترتيب أغطيته وعندما يعود إلى المقدمة وينظر في العمق تكون هي قد جلست بكامل جسدها على السرير فيحدق بها للحظة ثم يتجه صوب المرآة وتمر لحظات صمت، يمسك بربطة العنق ويتأملها ويجرب وضعها على عنقه)
المرأة:
لا تحتاجها تستطيع البدء دونها..

(يلتفت إليها بعد أن كانت مرئيةً في المرآة ثم يتجه صوب التلفاز ويضغط أحد أزراره فتظهر صورة الرجل الملتحي)
المرأة:
هل أذكرك بما انتهينا إليه…؟!
الرجل:
هل تذكرين..؟
المرأة:
قلت لي..
الرجل
(مقاطعاً): تذكرت لا تقولي شيئاً..!
المرأة:
إذن..
الرجل:
لن أضيع الوقت.. سأختصر..

(يبدأ بفك أزرار قميصه وخلع ثيابه بحركات أشبه ما تكون بحركات مروضي الحيوانات في السيرك، وبينما تبقى المرأة في مكانها شبه متحجرة يكون هو قد أكمل تعريه فتبدأ الإضاءة بالخفوت، يقترب من السرير ويغيب في العتمة بينما تظهر من عمق النافذة ظلال مرعبة تتحرك بصمتٍ وقوة باتجاه الداخل)..



































































































































































































































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مشعوذة ترامب ومصائبنا التي لا تنتهي

21-تشرين الثاني-2020

في هجاء موتنا

25-كانون الثاني-2020

محمود السيد صاحب مونادا دمشق التي أيقظت النصوص

07-حزيران-2015

مهرجان االكوميديا اللاذقاني و(وعكة عابرة)

30-آذار-2008

مسرح / كراهية أو أشياء تشبه الخرافة (الفصل الأول)

07-نيسان-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow