إهــداء:
السجن هو ما أطبقت عليه حواف الذات وخنقت أنفاس الحرية في فضاءه..
إلى المحررين من سجون الذات قبل سجون الجدر والقضبان.

لما ارتحل
والحلم يحضن عينيه،
كان يافعا،
وكان البهي يتهجى
سطور لقاء في المجهول،
آيات عودة بعد غياب..
*******
في خلوات الحلم،
حين ومضة القلب الجريح
شخب دم في أوراد صلواتنا
تحجّب البحر خجلا،
وارتمى الموج صريعا على مذبح التاريخ..
********
قم يا انانا
قم يا حمانا
أنت الرضيّ
في عيون نسانا..
نراك، نراك
قادم فوق المهرة
على كتفيك خضار البردة
على وجهك غربة الوحدة
وفي قلبك فيوض الكعبة..
********
كان البحر آخر لقاء،
والكلام المعشق بالشهادة
يُعبِّد الطريق
والأرجاء،
وزغاريد كونية
من أصقاع بعيدة
تردّد،
واقدساه..
حمل النشيد
رقصت الروح فوق الراح
سقطت دمعته الأخيرة،
بداية البحر.. صولة الفرح..
********
يوم أن غادر
غنّت العصفورة
الحان عشها البارد..
زفر حيث شق البحر وابتسم
وغنى طفلا، رعويات قديمة للدفء..
*********
في غيبة رؤانا
في الحلم ومراتع مسرانا
في ساحات الورد والقيد
والجسد ودمانا
يشرق الأقصى في سمانا
وتغدو بيروت قبلة لقانا..
*********
على قارعة القمر الوردي
كنا نسامر جحفل العشق
نمضي في أحاديث الليل
ونخفي نَغْز الجرح الناشف
وكنت الطالع في رغوة الفنجان
شهقة الصبي الحيران
والربيع المخضر في محفل الألوان،
تدك القيد حينا
وتنفث الغضب في وجه السجان
تعبر بالحلم صوب القلب
والفرح المؤجل فوق ركام الأحزان
********
إياك، إياك
أن تدس الغيوم سماك
أو يهوي نجم هواك
أو يرتحل حلمك في غيهب رضاك..
إياك،
أن يصمت الغضب على شفتاك
وترقد حين يُغطّون
بالورد ممشاك
ويصقلون بالتصفيق رؤياك
ويمدون الأيادي
في الوطن لرجعة،
عندهم هي الغاية
هي النهاية
وعندك،
اعلم أنها مبداك..