Alef Logo
الآن هنا
              

الأديبة صابرين الصباغ والقدرة على تقمص الشخصيات

أحمد محمود القاسم

2008-11-10


صابرين الصباغ، أديبة وشاعرةمصرية عربية، من مدينة الاسكندرية، عضوة اتحاد كتاب مصر،والكثير من النوادي والاتحادات الأخرى،وحاصلة على العديد من الجوائز في القصة، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: (وصية أم)، و(تكات الخريف)، و(الفرار إلى قفص)، ولها رواية بعنوان: (تموت الملائكة)، وايضا مازالت تواصل دراستها في الجامعة .
تمتاز الأديبة والشاعرة صابرين، بتنوعها في كتاباتها، بين كتابة القصة القصيرة، وكتابة الخواطر، والشعر المنثور، وتغلف كتاباتها دائما باحساس رقيق، وحوار متقن، تعبر عنه بشفافية واضحة، عن صراع التناقضات في الحياة، وبكلمات موسيقية عذبة، ومنتقاة بدقة واتقان، وتعبر لك عن خلجات ما يدور في نفسها وجوانحها، بأسلوب أدبي راقي، رمزي وغير مباشر، افكارها ابداعية، تلتقطها من واقع شخصيات في الحياة المعاشة، كما تحتوي كتاباتها على الكثير من الصور التعبيرية الأدبية الجميلة، والعواطف الجياشة، تفتح لك الباب بشكل موارب، وتدعك تتسلل بالدخول، الى داخلها ببطء شديد، وفجاة تعرف انت الى اين وصلت بك، فتفهم هدفها ومرادها.
في لقاء معها غير مباشر، لم يكن معد له مسبقا، بشكل جيد، تحدثت معها عما يدور في خلجات نفسها من صراعات، وما تود ان تعبر عنه في مسيرتها الأدبية والشعرية، وفي كتاباتها المعبرة كثيرا، دار بيننا حديث هاديء ودافي، وبعفوية مطلقة، تفاجأت به حقا، لم اكن اعلمها مسبقا بمضمونه، حتى اعرف ما يجول في خواطرها بعفوية وبصدق، ولم اقل لها انني اود نشره عبر الشبكة العنكبوتية، ومنتدياتها وصحفها الألكترونية، وكان هذا ما جرى بيني وبينها من حديث وحوار:
قلت: منذ متى تكتبين الشعر والنثر والقصص والخواطر؟
قالت: منذ اكثر من عشرين عاما.
قلت: وما هي رسالتك في الكتابة؟؟
قالت: نشر الحب والود والتفاهم والانسجام، بين الناس بشكل عام، وداخل الأسرة بشكل خاص، والتعبير عن معاناة بعض الشخوص في المجتمع.
قلت: تكلمت في كتاباتك عن شخصية الخادمة ومعاناتها، وعن مشكلة واحساس زوجة عقيمة وزوجها، والعروسة في يوم حنائها، وما يتبعه من طقوس وعادات وتقاليد، وعن امراة مصابة بسرطان الثدي، ومعاناتها اليومية وما ينتاب احساسها، وعن امرأة قذرة بكل ما في الكلمة من معنى، وامرأة في حالة ولادتها، وامرأة تعاني من الوحدة القاتلة، وعن مرحلة الشيخوخة وما يدور في فلكها، من مناكفات ومماحكات زوجية، وغيرها من الشخصيات المعروفة في المجتمع العربي بشكل عام، والمصري بشكل خاص، هل انت حقا تتكلمين عن واقع عايشتيه بصدق؟؟ ام انك تتقمصي تلك الشخصيات، وتعبري عن بواطنها وخلجاتها، وما يدور ويحرك شخصياتها؟؟
قالت: (ضحكت كثيرا من سؤالي) وواصلت، انا لدي ولد وبنت في الجامعة، وولد آخر في المدرسة، فكيف بالله عليك؟؟؟ كيف انا اكون سيدة عاقر، كوني تقمصت شخصية امرأة عاقر، وكتبت عن شعورها وما يحدث بينها وبين زوجها من حوارات؟؟
قلت: وشخصية الخادمة؟؟؟ هل فعلا اشتغلت خادمة ايضا، في يوم من الأيام؟؟؟؟
قالت: (ضحكت كثيرا) ثم قالت، يا سيدي معقول هذا؟؟؟ انا سيدة وزوجي مدير شركة كبرى، واعمل خادمة!!!!! (تواصل ضحكاتها بشكل متقطع)، وتابعت القول، انا كتبت رواية عن ظروف شابة عاهرة، (وبسرعة قبل ان تكمل حديثها) قالت: ارجوك، اوعي تفتكر انني ....... لا سمح الله، (واصلت ضحكاتها بشكل متواصل أيضا، وعالي جدا).
قلت: دقتك، في تقمص الشخصيات، والتعبير عن ظروفهم بشكل جلي وواضح، شوقتني كثيرا لمعرفة شخصيتك وعملك؟؟؟
قالت: ياسيدي، انا اتقن تقمص الشخصة، وأراها في أحيان كثيرة أمامي، وأتفاعل معها بشكل عميق، وأحس بها جيدا، لذلك، أعبر عن مكنوناتها بصدق واخلاص، وليس شرطا ان اكون مارست عمل او دور تلك الشخصية وخلافه.
كتبت الأديبة والشاعرة الرائعة صابرين، بعضا من خواطرها، وهي تجلس في شقتها على احدى شرفاتها، وتراقب شرفتين تطلان عليها من عمارتين قريبتين منها، وتتخيل ما يدور بداخلهما من احداث، على ضور بعض مؤشرات تصدر منهما يوميا، لنقرأ ما يدور بخلجات نفسها بعنوان: شرفات:
أصنعُ قهوتي، أخرج إلى الشرفة-محيط إبداعي-أستقل موجة نص جديد، أغوص في عمق عبارة، أمرح على سطح معنى شيق، علىالوجة المقابل شرفتان، لم أتلصص عليهما-ولم أحاول-كأن الجدران زجاجية، بلربما البيوت تقيأت أسرار أصحابها ..زوج وزوجة بنيا هرم حياتهما من أحجار السنين،تطاول البنيان، حتى شابت قمته، سكون يضج به المكان، الأثاث يحترف لغة الصمت، الستائرأصابها شلل السنين ..يجلسان في الشرفة، بيد كل منهما كوب شاي، ينظر إلى الشارع،و هي تجلس خلفه بيدها كوبها، يرتعش خوفاً من سقوطه، صمتها جعلها غير مرئية له،تضع يدها على فمها لتأسر لسانها عنوة، يسير كوباهما في رحلة شاقة، لتتمكن منالوصول إلى أفواههما، قد تبرد حتى تصل، تغيب هناك، لتستريح من عناء الوصول،أويبثان لها شقاء العمر الطويل، ترهلات زمنهما القاسي ..في الشرفة الأخرى،تبدوالحياة فيها لعوباً، الأثاث يتراقص على ترانيم عشقهما، الستائر باسمة الوجة،موسيقى وصخب للمشاعر، يعدوان خلف بعضهما للإمساك بالحب، يراوغهما في لعبة عشقمسلية ..
كل يوم أشاهد؛ حتى صرت أتنبأ أحيانا بما يحدث في الشرفتين، تغلقالأيام بيديها القاسيتين شرفة السكون؛ لتصمت صمتاً أبدياً،الشرفة الأخرىتهدأ فيها الحياة، لم يعد هناك عدو خلف الحب، نضج وسكن في القلوب واستكان، صارصوته همساً، أرفع فنجان قهوتي، الذي يئن في رحلته الشاقة؛ ليصل إلى شفتيَّمرتعشاً، خوفاً من سقوطه.

تكتب صابرين عن وحدتها، فتقول بألم وحرقة، عما يعتريها في هذا الموقف، من ملل وسأم ورغبات تتصارع بداخلها:الحياة، ورقةوحيدة،تذبحني الوحدة بسكينها الحامية،تمزق أوصالي، تفترسني بشراهة عجيبة، أتمزق،وتسيل دمائي،فتلعقها، دق جرس البابX
















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الأديبة صابرين الصباغ والقدرة على تقمص الشخصيات

10-تشرين الثاني-2008

كنت في بيت لحم الكاتب والباحث

29-تشرين الأول-2008

الأساتذة والفساد، في الجامعات العربية /

22-حزيران-2008

قراءة بين السطور / في قصة (الأوبة) للكاتبة والأديبة السعودية وردة الصولي

18-حزيران-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow