Alef Logo
كشاف الوراقين
              

كتابات بأقلام الأطفال في: (غيمة الشعر الوردية)

علي وجيه

2009-01-02


الأول من نوعه عربياً..
يقول دافنشي: "البساطة هي الحد الأقصى للتطور", ويؤكّد أوسكار وايلد أن البساطة هي المأوى الأخير للتعقيد.. هذا ما يمكننا تلمّسه في كتاب (غيمة الشعر الوردية) الصادر عن مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية وجمعية قوس قزح لطفولة أفضل ضمن مشروع ثقافة الطفل, كنتاج عن ورشة عمل (شعراء صغار) التي أشرف عليها فنان الكاريكاتير عصام حسن, وقام بانتقاء النصوص دون أن يتدخل بها إلا فيما يخص الأخطاء الإملائية, كما اشتمل على لوحات رسمها الأطفال ضمن ورشة العمل, قام حسن باقتطاعها والتصرف بها بما يخدم النصوص.

داخل الكتاب..
يبدأ الكتاب, الذي اختار عنوانه الطفل بسام يعقوب, بمقدمات بأقلام الأطفال أنفسهم, فكتبت لمى بو عيسى - 12 سنة: "هديتنا هذه لكم مغلفة بورق المحبة, في هذا الكتاب نسبح مع الأطفال في عالم البراءة والطفولة وننسج الأفكار والعبر المفيدة". وكتب ورد جناد - 11 سنة: "هذا الكتاب هو من صنعنا نحن الأطفال. تحدثنا فيه عن الموت والحياة والألعاب وذهبنا في جولات إلى المطبعة لنتعلم كيف تطبع الكتب وإلى الحدائق لنكتب بحرية ونتوسع بالكلام عن أحلامنا الوردية وطموحنا في الرسم نعبر عما يدور في رؤوسنا من أفكار وأحلام نتخيلها ونحس بها".
ثم ينتقل البوح الشعري البسيط إلى مفاهيم وجودية وتسميات مجازية مثل الله, الموت, الألم, الصداقة, أحلامي.. وكلمات شيئية من يوميات الأطفال ومحيطهم المعتاد: كتابي, لعبتي, أزرار ثوبي, النقود, التلفاز.. مع توريط موفّق لرسوم طفولية معبّرة, وضعت لدعم الموضوعات والنصوص, إضافةً إلى الجمال البصري الذي يؤثّر في نفسية القارئ ويدفعه إلى حب العمل وقراءته أكثر من مرة باستمتاع.

التعلم باللعب والرسم..
جاءت الفكرة نتيجة خلو رفوف المكتبة العربية من هذا النوع من الكتب, وانعدام المساحة التي تتيح للأطفال التعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم, فكان حسن يسمح للأطفال بفعل ما يشاؤون من لعب ولهو خلال الورشة توطئةً لكسر الحاجز معهم, ثم يحدثهم بأسلوب بسيط عن اللغة والشعر وأدونيس والمتنبي والرحباني وسواهم, مع ألعاب شيّقة تعتمد على اللغة والرسم, ثم يطرح عليهم كلمة مثل الألم أو الأزرار ويطلب منهم الكتابة عنها وقراءة كل نص أمام الجميع, وهكذا حتى خرجت الورشة بمجموعة مدهشة من النصوص احتواها كتاب (غيمة الشعر الوردية) دون تعديل.

خارج الكتاب..
هذا الكتاب المميز يضعنا أمام عدد من الأفكار المثيرة للاهتمام, فهو يذكرنا بعدم الاستهانة بالإبداع الطفلي الذي -وبلا شك- يتفوق على نظيره البالغ في موضوع التواصل الأمثل مع الفئات العمرية التي تشبهه, خاصةً أنه ما زال بكراً بريئاً لم يتأثر بعد بأية مدارس أو تيارات ضيقة, ولا ننسى أن أدباء كباراً بذلوا طاقتهم الإبداعية في سبيل الوصول إلى هذه القدرة النادرة على التواصل السلس مع الأطفال عبر الورق, ولعلّ أشهرهم الإيرلندي أوسكار وايلد صاحب (الأمير السعيد) و(العندليب والوردة) وسواها.
كما أن الخيال الطفليّ خارج إطار الحسابات والرقابة والمحاباة, وبالتالي فإن منتوجه نقي خال من الشوائب, يتوجه نحو المعاني المطلقة والمفاهيم الأساسية ليلخبطها ويعيد صياغتها برهافة وبساطة محببتين مذكراً بقصائد الهايكو.
هذه الغيمة الشعرية الوردية يجب أن تعتبر تجربة لافتة لجهات عامة مثل وزارة التربية والمسؤولين فيها عن المناهج الدراسية واكتشاف المواهب, و منظمة الطلائع ومديرية ثقافة الطفل. كما يفترض أن تكون حافزاً لعصام حسن ورفاقه في مكتبة الأطفال العمومية الذي يعد هذا الكتاب أفضل إنجازاتها حتى الآن, من أجل مشاريع مستقبلية لا تكتفي بالناحية الأدبية وحسب, ولا داعي للتذكير بضرورة مواصلة الاهتمام بمن تميّز من الأطفال في هذه الورشة, والعمل على تكرارها مع أطفال جدد, في نشاط نأمل أن يكرّس ويصبح دورياً, رغم قلة الاهتمام الإعلامي الذي لم نفهم سره حتى الآن.
وهنا لا بد من تحية الأطفال المشاركين في هذا الكتاب الذين تراوحت أعمارهم بين 7 - 13 سنة, وهم: حسام بوعيسى، محمد النجار، نورس شعباني، سها كمال الدين، عبير طه، لمى بوعيسى، ورد جناد، إيمار كوسا، رهف علي، ليليان جناد، ديالا حاج بكري، كريستينا بيطار، ورد حسن، ربا مالطه، نورس شعباني، بسام يعقوب، شام عجان، مرام عثمان، شروق دعبول، يوسف كوسا ، عباس يوسف، عبير طه، علي حنوف، غادة دعبول، أحمد ناصر، نور شحود، حيدر دعبول، غيداء دعبول، حسين حميرة، عمر كمال الدين، حمزة يوسف، آية وضاح يوسف، سلام عجان، سومر عثمان، نوراسماعيل.

مختارات من (غيمة الشعر الوردية)..
كتابي كالبحر
قرأته...
فغرقت بين سطوره
غرقت...
بين معلوماته الكثيرة
أحبّ كتابي.
حسام بوعيسى - 11 سنة
لديّ لعبة
شكلها سمكة
أحضرت لها حوضا
أخذت تسبح فيه
مثل المجنونة!
ليليان جناد - 9سنوات
هناك قطة وكلب صديقان
الكلب أخرس
أخذت القطة تنبح عنه
***
لي صديق اسمه نورس
فحاول الطيران
سها كمال الدين - 12 سنة
إن الله عظيم
أحبّه
لأنه خلق الإنسان
الله خالق المعلمات
وخالق الدكاترة
الله
أرى وجهه في كل شجرة معطاءة
نورس شعباني – 13 سنة
العشب
مائت!
الرحمة
يوسف كوسا- 8سنوات
كان لديّ زهرة
ذبلت وماتت
أشعرتني بالحزن
والكآبة
حاولت أن أزرع زهرة أخرى
لكنّني لم أحبّها
فماتت
عباس يوسف – 8 سنوات
لا أحبّ الألم
فهو على شكل
كرة سوداء
إيمار كوسا- 10سنوات
حلمت بأنّي ملكة
على النّمل
آمره بالأوامر
وعندما استيقظت نمّلت رجلي
وكأنّ النّمل تآمر عليّ
غادة دعبول - 11سنة
اشترت أمّي لي قميصا
عليه أزرار
على شكل خضار
فوضعتها في الطنجرة
حيدر دعبول - 10سنوات
أمّي
توقظني في الصباح
فأصرخ أنا تعبة
أحياناً تضربني
ومع ذلك...
فأنا أحبّها
كريستينا بيطار – 11 سنة
ذات يوم
طبخت أمّي معكرونة
فوصلتها مع بعضها
وذهبت لأتسلّق الجبال
أحمد ناصر – 9 سنوات
طبعت نقودا على ورقة
غششت البائع
اشتريت فيها علكة
نجحت خطتي
وذهبت بها هاربا
لكنّي لن أعيد الكرّة
ورد حسن 11سنة
عندما استيقظت
نمّلت قدمي
وفي المساء
وضعت عليها سمّا
لقتل النّمل
أحمد ناصر – 9 سنوات
حلمت في المساء
أنّي أشعر بالجوع
زقزقت عصافير بطني
غضبت كثيراً
فوضعتها بالقفص
غيداء دعبول 11 سنة
لماذا النّهار لا يظهر
عندما أكون خائفة؟
كريستينا بيطار – 11 سنة

بطاقة الكتاب:
جمعية قوس قزح لطفولة أفضل.
مكتبة الأطفال العمومية.
مشروع ثقافة الطفل.
اسم الكتاب: غيمة الشعر الوردية.
المؤلف: مجموعة من الأطفال.
ضمن ورشة عمل: شعراء صغار.
فكرة وتنفيذ: عصام حسن.
اسم الكتاب من اختيار الطفل: بسام يعقوب.
لوحة الغلاف للطفلة: آية وضّاح يوسف.
عام الإصدار: 2008.








































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

آل باتشينو يعود آل باتشينو في «أنت لا تعرف جاك»

11-تموز-2010

«روبن هود» يتحدّى أفلام «البوب كورن» وأبطالها الخارقين

14-حزيران-2010

«جزيرة شاتر».. درس سكورسيزي الجديد دعوة صارخة للتعمّق في النفس البشرية

08-أيار-2010

عندما ترسّخ الميديا ثقافة القشور

17-نيسان-2010

«واحد - صفر».. فاز المنتخب وهُزِم الوطن!

14-آذار-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow