أنقذوني من هذا الصحو
2009-01-27
إلى: سائر الأصدقاء وعلى رأسهم ( أحمد يهوى، إسلام سمحان، مهدي سعافين، رامي سليم، محمد معايطة، مراد حتر)
لم يمر علي شهر قاس وجاف كهذا الشهر، ولم يخرس هاتفي كما هو حاله هذه الأيام، لدرجة أنني نسيت إن كنت أملك موبايل أم لا، ولم يكن جرس البيت أحسنُ حالا منه، وفي بادئ الأمر أحسست بالحنق تجاه الأصدقاء، وعكفت بالمقابل على عدم الاتصال بأحدهم، وربأت بالرصيد المتبقي في هاتفي على مناكفة إحداهن بأوقات الضجر.
وبعد مرور الأسبوع الأولِ، ومع إطلالة الأسبوع الجديد كانت نقودي القلية قد استنفذت جراء شرائي زجاجة فودكا لم يتبق منها قطرة واحدة في دمي، فلجأت إلى عقد صفقة بيني وبين إحدى الصديقات على أن أمنحها رواية (وليمة لأعشاب البحر) مقابل عشرون دينار، إلا أن الصديقة – وهي كذلك أقسم- ساومتني على نصف المبلغ وتكون العشر دنانير غير مرتجعات
والرواية مرتجعة، إلى أنني رفضت عندما لمحت بخبرتي لهفتها على الكتاب، وانتهى الجدال على أن آخذ العشرون دينار كدين إلى أن آخذ مكافأتي عن قصيدة نشرتها في إحدى الملاحق الثقافية وعلى أن تعيد الرواية.
بذلك كنت قد نجحت بتوفير الكفاف لطيلة الأسبوع من كحول رديء وسجائر مقيتة، كنت أستهلكهما كما لو أنهما آخر زجاجة وآخر علبة تبغ في العالم، ولم يكن تساؤلي ليقف عن سر اختفاء الأصدقاء، وكنت – أقسم أني كاذبًا- أتخذ العذر لكل منهم فقد يكونوا في غفلةٍ من أمرهم أو يكونوا قد أصيبوا مثلي بجفاف نقدي جراء إسهال جيبي مزمن.
ها أنذا على مشارف الأسبوع الثالث من هذا الشهر، لا أملك ثمن مواصلتي إلى البيت، والأصدقاء والهاتف وجرس البيت على حالهما، ولم أتمكن من إقناع الفتاة ذاتها بقراءة المزيد من كتبي الألف بنفس الطريقة، وقد غلقت أبواب التوبة والحانات والمصارف ومنشئي الجمعيات بوجهي، حتى شفقة الأم فقدتها جراء استرسالي في التذمر، وأنا لا أريد منكم أيها الأصدقاء غير أن أتلقى هاتفا من أحدكم يدعوني لاحتساء كأس على نفقتهِ وعليه أن ينال النشوة ذاتها التي سأنالها فأنا الآن مصاب بصحو أخشى إذا استمر أن يستفحل وبذلك لن تستطيع أنخاب العالم أجمع أن تنجح في علاجي فأنقذوني من هذا الصحو.
08-أيار-2021
10-تموز-2009 | |
28-حزيران-2009 | |
08-حزيران-2009 | |
01-حزيران-2009 | |
17-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |