الكلاب الضالة

في شوارع بغداد

ما تزال تتردد

في حزم حقائبها

وترفض الرحيل

والعودة الى أوكارها

الكلاب الضالة

ترعى في مستنقع الجيف

غارقة الى اذقانها

غائرة في برك الدم

حائرة كالرمال المتحركة

على شاطئ مهجور

تلحس مؤخرات الخنازير

وتتحسس بولها الخاثر

تقتات من بقايا ذباب يحتضر

على جثث متعفنة

الكلاب اللقيطة

في غياهب العهر

تكره النباح

قبل وبعد الفجر

انها تلك الكلاب القذرة

التي تدنس شوارع بغداد الطاهرة

كما في فلسطين

وأفغانستان

والفلوجة

والناصرة..

الكلاب الضالة

والمستأسدون في الأرض المسلوبة

لن ينالوا الرضى

من أسيادهم في البيت الأبيض

ولا من الكنيست بيت الدعارة

أنا أتعجب لماذا ترقص الفراشة حول النور

والهنود الحمر حول النار

والعرب حول البيت الأبيض

احتفاءا بالشيطان

يا لصوص الارض

تريثوا قليلا

حتى تنزل الغربان

وامهلونا بعض الوقت

حتى نجهز مقابرنا

بأحدث التقنيات الجنائزية

ريثما يعود حفار القبور

من أجازتهم

فنحن منشغلون بتعداد موتانا

لا رقصة للحرب

ولا عواء الكلاب الضالة

يلهينا عن البحث عن ضحايانا

من آن لآخر نحتاج الى حروب جديدة

فلا تشعلوا فتيل الحرب بعد

لقد فقدنا البوصلة والخريطة

وضاعت منا الطريق الى الأبد

ولكن قد يأتي زمن آخر

تدخل فيه خنازيرأخرى

الى مراتعنا الفتية

وتتوغل في أجسادنا

وتنبت تحت مساماتنا

في العراق

الكلاب القذرة

صارت تسقط

وتسقط بالعشرات

وسوف تسقط الى الحضيض

كما يسقط الذباب

بعد رشه بمبيدات الحشرات...

بن يونس ماجن

شاعر مغربي

لندن