أحيانا أحس بأنني أصب الزيت على النار
فتحترق أناملي
وأحيانا لا أدري كيف ينسحب
الشواظ من ظلي
على الأقل هذا ما يخدش
سحنات الذين طالما
زحموا مكاني

أجمع جثتي
وأمضي بها
الى جزيرة الأحياء
وأظل أمشي بينهم
وأتشاجر مع الموتى
وأهنأ قاتلي
بفوزه الساحق

عبثا
أبحث عن سراب مخاتل
وانام تحت غمامة شاردة
أنتظر توقعات فلكي عاطل عن العمل
لأهادن كوابيس الليل
قبل سقوط النيازك
لتخمد ثورات براكيني

أستيقظ في منتصف الليل
لكي أصطاد
سمكة قرش
في حوض زجاجي
مدفون في قاع اليم

كل شئ هادئ
إلا جثتي
أمشي حافيا
أشجار الدفلى
تؤنس وحشتي
لا يهمني أن تجرفني السيول
فأنا شاعر مشدوه الحواس


صرت كقصيدة
تندس في بياض ورقة شاحبة
تتلصص على ظل قلمي
من حين لآخر
أعيد صياغتها
طبقا لقواعد اللعبة

قليل من قتل الوقت
أنا رجل انتحلت شخصية
جندي عربي مهزوم
حاولت مرارا
أن أحملق في وجهي
أدرب المرآة
على فض بكارة الانعكاس
أغيب في زحمة التعاويذ
وأستنسخ قوس قزح
لطرد الشياطين

حتما ساسقط أيامي الباقية
من تقويم الجدار
وسارتب عقارب ساعتي
حسب مزاجي العاطل عن كل شئ

لست سوى رقما
في سجل المفقودين
كلما فكرت في الهروب
وضعوني في صندوق الموتى
لكي أستريح من هذيان التيه


ولن أخرج من ثقب مساماتي
وأنا في حالة الفطام
حتى يبلغ الشعررشده
ويعود الى صوابه

أبحر في ارخبيلات
تتناسل كحبات المطر
وأفرغ ما تبقى من طلقاتي
في جسد كاشف طالعي

هكذا أعتقد
أنني معطوب حرب خاسرة
منذ أن رشقتهم بالجمر
على منصات الشعر
لم تتوقف نار الاعصار
عن التأجج
بيد أن الجمرلم يكن غزيرا
في أحداق الرماد..

بن يونس ماجن
شاعر مغربي
لندن