Alef Logo
الغرفة 13
              

فضيحة حجازي

موسى حوامدة

2009-03-21


أن يفوز أحمد عبدالمعطي حجازي بجائزة (ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي) وهو الذي يرأس لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة، وهو مقرر ومنظم الملتقى وهو الذي ترأس اللجنة التحضيرية التي حددت محاور الملتقى والتي اختارت ضيوفه، وهو الذي اختار أيضا المُحكمين في اللجنة التي ضمت كلا من العراقي علي جعفر العلاق والمصريين محمود الربيعي ومحمد عبد المطلب وفاروق شوشة إضافة الى رئيسها الكاتب التونسي عبدالسلام المسدي، يعني انتحار حجازي. وليس تتويجه.
ولا ننسى أن هذه الجائزة ذهبت إلى محمود درويش قبل عامين، وحينها جن جنون حجازي، لأنه اعتبر نفسه أولى بجائزة مصرية كبرى، وكان الرد من قبله أن صمم على أخذ الجائزة بأي طريقة وبأي شكل، وكان له ما أراد حيث ان وزارة الثقافة المصرية، فتحت له الأبواب ومكنته من القيام بهذه اللعبة غير النزيهة.
ولو أن حجازي حصل على الجائزة دون أن تكون له علاقة بالملتقى نهائيا، أو جاءته من بلد غير مصر، أو وصلته بطريقة مغايرة، لما كان لنا اعتراض بعد أن تحولت الساحة الثقافية في العالم العربي إلى ساحة فاسدة مريضة تشبه الوضع السياسي العربي السيء، بل لعها أكثر فساداً وعفناً.
وبدل أن يحاول المثقف العربي أن يبتعد عن الأمراض السياسية والاجتماعية ويجعل الإبداع نفسَه شغلَه الشاغل ، وأن يكون التركيز على تطوير الثقافة وجذب الجماهير لها، وأن ينشد التغيير والتحول الديمقراطي والعدالة، يمارس مثقفونا سلطاتهم المرضية بكل شكل من الأشكال بغض النظر عن الإبداع نفسه، وكأن قيمة الشعر والفن والأدب لا تعني شيئا حتى لدى المبدعين أنفسهم.
لكنَّ أجمل ما في حجازي أنه كان صريحاً في العمل على نيل الجائزة وعمل بشكل علني، وهذه ميزة تحسب له، لأن الكثير من الجوائز العربية تطبخ وراء الكواليس ولا نسمع إلا عن الفائزين دون أن نعرف ماهية اللجان، علاقاتها أغراضها مقاصدها، ولا الصفقات التي تتم لمنح هذا او ذاك.
لهذا فإن الجوائز العربية تسير وفق طريق بات معروفاً، وهي تفقد مصداقيتها تماما، وعلى الذين حصلوا على هذه الجوائز ألا يغتروا كثيرا بأنفسهم بعد أن بات اللعب على المكشوف على يد حجازي.
ولا ننسى أن نتذكر ونقارن بين موقف صنع الله ابراهيم من رفض جائزة الرواية قبل سنوات وبين تكالب حجازي وجنونه حتى انتزع جائزة سنحت له، ووضعت له شخصيا، وعلى مقاسه، وكانت يجب أن تذهب له من الدورة السابقة لكن أحد الأذكياء على ما يبدو اقترح إعطاءها أول مرة لشاعر عربي وليس لشاعر مصري، كي تكون لها مصداقية أو أهمية، ولذا تم طرح اسم ادونيس وسعدي يوسف ومحمود درويش، وكان لموقف حجازي العنيف من أدونيس أن تم استبعاد الأخير ليظل التنافس بين سعدي ودرويش ومالت كفة درويش بفضل جابر عصفور.
وهكذا تبدو اللعبة مؤخراً مكشوفة وتبدو الجوائز العربية رشى تمنح وفق المصالح والجهات، لا وفق الإبداع نفسه، وإلا فإن حجازي إن كانت هناك عدالة ونزاهة آخر من يستحقها بين الشعراء العرب.
[email protected]






تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

كذبت عليك

22-حزيران-2019

عند منعطف الحلم

20-أيلول-2018

عند منعطف الحلم

03-آذار-2018

كذبت عليك

18-تشرين الثاني-2017

كذبت عليك

29-تشرين الأول-2016

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow