Alef Logo
شعر معاصر
              

حكاية الديوان الأخير لمحمود درويش

الياس خوري

2009-03-26


"لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" لمحمود درويش
في عيد ميلاده الثامن والستين (13 آذار 1941)، تصدر في الاسبوع المقبل المجموعة الشعرية الأخيرة التي كتبها محمود درويش، بعنوان "لا اريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، عن "دار رياض الريس" في بيروت. والى جانب المجموعة كرّاس كتبه الياس خوري، الذي اعدّ مخطوط المجموعة للنشر، يروي فيه حكاية العثور على قصائد الشاعر الأخيرة في منزله في عبدون في عمان.
1-
كان لقائي بمحمود درويش، ظهر ذلك اليوم من شهر ايلول ملتبسا وغريبا. ذهبت الى عمان للاشتراك في اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤسسة محمود درويش. مساء اليوم الذي سبقه، التقيت بأحمد درويش والمحامي جواد بولس، الآتيين من الجليل، وبعليّ حليلة ومارسيل خليفة، في باحة الفندق. علي الذي رافق، مع اكرم هنية، الشاعر في رحلته الأخيرة الى هيوستن بتكساس، حيث اجريت له جراحة الشريان الأبهر التي اودت به، روى لنا الايام الاخيرة من حياة الشاعر، وتطور الانهيار الجسدي الشامل الذي اصابه بعد الجراحة.
كانت ليلة حزينة، لا ادري كيف اصفها الآن، لكنني اراها مثل منام مغطى بالبياض. لم يجعلني كلام علي حليلة اقتنع بأن محمود درويش مات، حتى عندما اضاف اكرم هنية في اليوم التالي بعض التفاصيل الصغيرة، وروى لنا ان درويش رأى في منام ليلته ما قبل الأخيرة معين بسيسو، وتساءل ماذا جاء معين يفعل هنا؟ لم اقتنع. فالموت حين يأتي يتشكل كحجاب سميك يفصل عالم الاحياء عن عالم الموتى. نتحدث عن الميت بصيغة الغائب، وننسى صوته. لكن مع درويش بدا لي الموت بعيدا. كنت استمع الى الحكايات التي تروى، وانا اتلفت يمينا وشمالا، كأنني انتظر وقع دعسات درويش في كل لحظة.
لكنه لم يأتِ، تركنا نحكي عنه كما تشاء لنا الذاكرة ان نحكي، ولم يكسر دائرة كلامنا بمزاحه وملاحظاته اللامعة.
في صبيحة اليوم التالي، عقدت اللجنة اجتماعها الاول بعدما انضم الينا ياسر عبد ربه واكرم هنية وغانم زريقات وخالد الكركي واحمد عبد الرحمن وصبيح المصري. ناقشنا مطولا مسألة تشكيل المؤسسة، وتكلمنا عن الضريح، والحديقة التي ستقوم حوله، ومتحف الشاعر الذي سوف يبنى في المكان. تكلمنا في كلّ شيء، لكنني في الواقع كنت انتظر نهاية الاجتماع بلهفة، كي نذهب مع علي حليلة إلى بيت الشاعر في عبدون.
لم يدخل احد الى المكان منذ ان غادره درويش في رحلة موته الى اميركا. وكان على مجموعة منا ان تدخل الى البيت بحثا عن قصائده الأخيرة. قال محمود لعدد من اصدقائه انه يملك ديوانا جديدا جاهزا في غرفة مكتبه في منزله في عمان، واكد ذلك ناشره رياض نجيب الريّس.
فتح علي حليلة الباب ودخلنا. كان كل شيء على حاله. البيت يشبهه، اناقة من دون بذخ، وايقاع هادئ تصنعه اللوحات المنتشرة، ومكتبة تضم كتّاب العرب والعالم امواتا واحياء. "لسان العرب" الى جانب ديوان المتنبي، مجموعات شعرية وروايات في كل مكان، مرتبة وتشير الى انها قُرئت او في طريقها الى ذلك. لا ادري لماذا عجزنا عن النطق، وحين تكلمنا لم تصدر عنا سوى اصوات هامسة. احمد درويش، شقيق الشاعر، جلس على الكنبة في الصالون وانفجر بكاء. مارسيل خليفة جلس الى جانبه مواسيا. دخلت مع جواد بولس الى المكتب، حيث من المفترض ان نجد الديوان. كنت انتظر ان اجد المخطوط على سطح المكتب، لكنني لم اجد شيئا. كنت انتظر ان اجد رسالة تشرح لنا ماذا يجب ان نفعل بالديوان، لكن الرسالة لم تُكتب.
لم يكتب محمود درويش وصية. ليلة الجراحة طلب من علي حليلة وأكرم هنية أن يبقيا معه، لأنه يريد ان يتكلم، لكنهما نصحاه بالراحة، لأن وقت الكلام سيأتي بعد نجاح العملية الجراحية!
لم يكتب درويش وصية ولم يتكلم، على رغم كل الاخطار التي كان يعرف انها في انتظاره. عندما استمعت الى علي واكرم يرويان الوحدة التي كان يشعر بها الشاعر المستلقي على سرير المستشفى الاميركي، اصبت بالقشعريرة، وشعرت بالخوف. في هذه المجموعة من القصائد، سوف نقرأ قصيدة عن الخوف، وندخل مع الشاعر لحظات النهاية التي يرسمها الخوف من النوم الأبدي على وجوهنا واجسادنا.
وقفنا امام المكتب الفارغ حائرين. كنت متأكدا من وجود الديوان، لأن درويش نشر منه ثلاث قصائد في الصحف هي: "على محطة قطار سقط عن الخريطة" و"لاعب النرد" و"سيناريو جاهز"، وقرأ ثلاث قصائد غير منشورة في الامسية الأخيرة التي اقامها في رام الله، هي: "ههنا، الآن، وههنا والآن" و"عينان" و"بالزنبق امتلأ الهواء". وهو منذ اعوام توقف عن نشر قصائد متفرقة قبل ان يكون قد انجز الديوان الشعري الذي سوف يضمها. كما ان درويش اصيب في السنين العشر الاخيرة، وهي التي اعقبت جراحة الشريان الأبهر، التي اجريت في باريس عام 1998، بحمّى الشعر. كتب "الجدارية"، وتوقف تقريبا عن ممارسة اي نشاط آخر، سوى كتابة الشعر. كانت هذه الأعوام، اخصب اعوامه على الاطلاق، فيها نضجت تجربته وتألقت، وارتسمت صورته كأكبر شاعر عربي حديث.
لم نفهم دلالات هذه الحمّى، او رفضنا ان نفهمها، في وصفها نسجا لعلاقة الكلمات بالموت، حيث يخاطب الشاعر الاحياء والموتى، ملخصاً كل الشعراء في صوته المتفرّد. في السنين العشر الأخيرة كان محمود درويش يحوّل العلاقة بالموت قصيدة، ورؤيا النهاية مقتربا الى البداية. "من أنا لأخيّب ظن العدم"، يسأل درويش في نهاية قصيدته "لاعب النرد"، حيث يصل الى ذروة العلاقة التراجيدية بين الكلمات التي تقاوم العدم، وتفتح افق استمرارية الحياة وديمومتها المتجددة، وبين هشاشة الجسد الانساني الذي يقود الافراد الى الاضمحلال. كنا نتعامل معه كما يحب، اي باعتبار الحياة مائدة للصداقة والمتعة والابداع، ولم نكن نحكي عن المرض الا نادراً.
خطر في بالي ان الديوان في الدُرج، حاولت فتحه، لكن اضطرابي اوحى لي بأن الدرج مقفل بالمفتاح. اين المفتاح، سألت؟ بحثنا عن المفتاح فلم نجده. قلت يجب ان نخلع الجارور، حين امتدت يد احد الاصدقاء وفتحت الدرج، فانفتح بسلاسة. اكوام من الاوراق. وقعت عيناي في البداية على قصيدة "طباق"، المهداة الى ادوارد سعيد، المنشورة في ديوان "كزهر اللوز او ابعد" مكتوبة بخط اليد. من المؤكد ان درويش وضعها هنا، كي يقرأها في محاضرة ادوارد سعيد التذكارية التي تنظمها جامعة كولومبيا في نيويورك في نهاية شهر ايلول، لكن الموت جاء، معلنا الوداع النهائي لـ"شعر الألم". بحثنا انا والمحامي جواد بولس شبه يائسين، وفجأة رأيت دفتر بلوك نوت ذا غطاء ازرق وضعت فيه القصائد. اولى القصائد كانت "لاعب النرد". قلبت الصفحات فعثرت على قصيدتي "عينان"، و"بالزنبق امتلأ الهواء". بحثنا في الدرج عن قصائد اخرى، فعثرنا على مسوّدات لقصائد قديمة منشورة، لكننا لم نعثر على قصائد جديدة.
رقّمنا المخطوط، وصوّرنا منه صورتين. اعدنا الأصل الى الدرج في مكانه، واخذ احمد، شقيق الشاعر، نسخة، بينما احتفظت انا بالنسخة الثانية. وقرّ رأي الجميع ان يُعهد إليَّ بالقصائد، كي أعدّها للنشر، واكتب حكايتها، على أن تصدر في 13 آذار 2009، اي في يوم عيد ميلاد الشاعر، فتكون قصائده الأخيرة هديتنا إلى من أهدى الى العرب والفلسطينيين اجمل القصائد.
اخذت القصائد إلى غرفتي في الفندق، اقفلت الباب وقرأت، وشعرت بالحزن الممزوج بالعجز عن القراءة. في المساء سهرنا في حديقة منزل علي حليلة، وكانت القصائد معي. طلبوا مني ان اقرأ، فقرأت متلعثما. كانت تلك القراءة سيئة وعاجزة. كيف اقرأ وانا متيقن من ان درويش سوف يفاجئنا في كل لحظة ويسخر من وجوهنا الحزينة. لم ينقذ الليلة سوى مارسيل خليفة. امسك بعوده وغنّى الشعر الذي صار اشبه بالدموع. كانت كلمات درويش وموسيقى الروح في قصائده، تلفّنا وتأخذنا اليها. كان الحزن، ولا شيء آخر. بدل ان نفرح بالديوان، احتلنا شبح الغياب. الحقيقة ان المشاعر اختلطت، اذ كنا، ونحن نعمل في المنزل، نشعر بالحضور السري والغريب للشاعر. في غرفتي في الفندق شعرت ان عليَّ ان اعيد القصائد إلى مكانها في الدُرج. غداً يأتي محمود ويقرر كيف يرتب قصائده، ويتعامل مع التعديلات التي يقترحها. قلت في نفسي ان عليَّ التخلي عن هذه المهمة. نمت نوما متقطعا، والتبست عليَّ الأمور في شكل كامل. قرأت القصائد كلها اكثر من مرة، وتأكد لي اننا لم نعثر على كلّ المجموعة الأخيرة من القصائد. لا شك ان هناك قصيدة كبرى في مكان ما، وان اضطرابنا منعنا من اكتشاف مكان وجودها.
في صباح اليوم التالي، وبينما كنت اشرب قهوتي رنّ الهاتف، وسمعت صوت مارسيل خليفة يطلب مني المجيء الى منزل درويش لأن غانم زريقات عثر على القصيدة. في المنزل اخذت قصيدة طويلة بلا عنوان، مكتوبة بخط يد درويش في خمس وعشرين صفحة. وعلى عكس الكثير من القصائد التي وجدناها، فإنها ناجزة، ولا اثر فيها للتشطيب او اقتراحات التعديل. قرأت القصيدة التي قفز عنوانها من بين السطور من دون اي جهد: "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، ووجدتني امام عمل شعري كبير، قصيدة تصل بالمقترب الملحمي - الغنائي الذي صاغه درويش الى الذروة. ومعها عثرنا على خمس قصائد جديدة.
في تلك اللحظة اقتنعنا أننا أمام عمل شعري كبير يشكل اضافة حقيقية على الديوان الذي تركه الشاعر. لكننا وقفنا امام ثلاثة اسئلة كبرى:
"لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، هي قصيدة ناجزة ومكتملة بكل المقاييس. لكن هل هي الجزء الاول من قصيدة طويلة روى درويش انه كان يعمل عليها؟ تأتي شرعية هذا السؤال من حقيقة ان الشاعر لم يضع قصيدته هذه مع بقية قصائد الدفتر الأزرق. دفعنا هذا السؤال الى مواصلة البحث بين أوراق الشاعر، في عمان ورام الله، لكننا لم نعثر على شيء. السؤال الثاني يتعلق بنصوص نثرية وشعرية كانت من ضمن كتاب "اثر الفراشة"، وقد عثر عليها في منزل الشاعر في رام الله. من الواضح ان درويش قرر عدم نشر هذه النصوص، لذا قررنا انه لا يحقّ لنا نشرها. سوف تبقى هذه النصوص في ارشيف الشاعر، في المتحف الذي سيضم جميع مخطوطاته التي عُثر عليها. السؤال الثالث، حول قصيدة "محمد"، وهي قصيدة كتبها درويش في بداية انتفاضة الأقصى، وكانت تحيته الى الشهيد محمد الدرة. لم ينشر درويش هذه القصيدة في ايٍّ من مجموعاته الشعرية التي اصدرها، كما لم ينشرها في كتبه النثرية، على غرار قصيدته الشهيرة، "عابرون في كلام عابر". من المؤكد أن هذه القصيدة لا تمت بصلة الى مناخ قصائد هذه المجموعة، لذا آثرنا عدم نشرها هنا، على ان يضمها ديوان الشاعر الكامل، في طبعاته اللاحقة.
2-
وجدنا القصائد على الشكل الآتي:
في اليوم الأول وجدنا في درج المكتب دفتر بلوك نوت لون غلافه ازرق، وفي داخله وضعت غالبية قصائد هذا الديوان. لم يكن هناك ترقيم موحّد، بل رقمت صفحات كل قصيدة على حدة. يستخدم درويش في ترقيمه الارقام الهندية، فقمت بترقيم الصفحات بالارقام العربية، محافظا على التتابع الذي وجدته، فكان عدد الصفحات 117 صفحة. قمنا بتصوير القصائد في نسختين: احتفظت بواحدة، وأخذ احمد درويش والمحامي جواد بولس نسخة ثانية، واعدنا النسخة الأصلية الى الدرج حيث كانت. ضمّ الدفتر 26 قصيدة هي على التوالي: 1- "لاعب النرد"، 2- "على محطة قطار سقط عن الخريطة"، 3- "سيناريو جاهز"، 4- "بالزنبق امتلأ الهواء"، 5- "هذا المساء"، 6- "مسافر"، 7- "عينان"، 8- "واقعيون"، 9- "الخوف"، 10- "هنا الآن وههنا والآن"، 11- "من كان يحلم" (بلا عنوان)، 12- "الى شاعر شاب"، 13- "فروسية"، 14- "نسيت لأنساك" (بلا عنوان) 15- "هنالك حب بلا سبب" (بلا عنوان)، 16- "اذا كان لا بد من قمر" (بلا عنوان) 17- "يأتي ويذهب"، 18- "ما اسرع الليل" (بلا عنوان) 19- "كأن الموت تسليتي" (بلا عنوان)، 20- "لو ولدت" (بلا عنوان) 21- "كلمات"، 22- "لن ابدل اوتار جيتارتي"، 23- "تلال مقدسة"، 24- "في رام الله"، 25- "محمد"، 26- "موعد مع اميل حبيبي". في صباح اليوم التالي، عثر غانم زريقات واحمد درويش على 6 قصائد، لم اضمها الى الترقيم القديم وهي: 1- "في بيت نزار قباني"، 2- "طللية البروة"، 3- "قمر قديم"، 4- "ورغبت فيك رغبت عنك"، 5- "ليل بلا حلم"، 6- "لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي" (بلا عنوان).
من الواضح اننا لم نعثر على الديوان في نسخته النهائية، لكننا كنا على ثقة، وخصوصا بعد عثورنا على القصيدة الكبرى: "لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي"، اننا عثرنا على كنز ثمين. ولا بد أن أشير هنا إلى أن هذه المجموعة تضم قصائد كتبت في فترة سابقة: "في بيت نزار قباني"، "قمر قديم"، "الخوف"، "موعد مع إميل حبيبي".. قمت بتصنيف القصائد التي عثرنا عليها في اربعة اقسام: 1- القصائد الناجزة، التي نشرها الشاعر او القاها في امسية رام الله قبيل وفاته، وهي: "لاعب النرد"، "على محطة قطار سقط عن الخريطة"، "سيناريو جاهز"، القصائد الثلاث نشرت في جريدتي "الأيام" في رام الله، و"القدس العربي" في لندن. اضافة الى قصائد: "بالزنبق امتلأ الهواء" و"عينان" و"ههنا، الآن، وههنا والآن" التي القاها الشاعر في امسيته الأخيرة في رام الله، وقصيدة "محمد"، التي نشرت في عدد كبير من الصحف العربية. من الواضح ان هذه القصائد وصلت الى صيغتها النهائية، ولن يطرأ عليها اي تعديل يذكر، لأن درويش اشرف على نشرها، لذلك ننشرها كما وجدناها. مع الاشارة الى ثلاث مسائل. أ- قصيدة "سيناريو جاهز" وجدت في المخطوط تحت عنوان "سيناريو ناقص". بـ- حين قرأ درويش قصيدة "لاعب النرد" في رام الله، استبدل كلمة "هشا" بكلمة "حيا" في احد اسطر القصيدة، فقرأه كما يأتي: "ومن حسن حظي انيَ ما زلت حياً لأدخل في التجربة". لكنني آثرت نشر النص مثلما نُشر في "القدس العربي" بتاريخ 3 تموز 2008، لأن الشاعر سبق له ان غيّر بعض الكلمات في امسياته، من دون ان يحدث تعديلا في النص المنشور. ج- في قصيدة "عينان"، احدث الشاعر تعديلا طفيفا عليها في امسية رام الله، اذ حذف "ثم اعلى" بعد كلمة اعلى، فقرأ السطر على الشكل الآتي: "ترفعان الحور والصفصاف أعلى. تهربان من المرايا فهي اضيق منهما". كما احدث في الأمسية نفسها تعديلا آخر على قصيدة "ههنا، الآن، وههنا والآن"، اذ استبدل كلمة "علوا" التي تتكرر بكلمة "سموا"، فقرأ السطر على الشكل الآتي: "على الأشجار ان تعلو وان لا تشبه الواحدة الأخرى سموا وامتدادا". اعتمدت التعديلين لأنهما منطقيان من جهة، ولأن الشاعر لم ينشر القصيدتين، فاعتبرت القاءهما بمثابة النشر من جهة ثانية.
2- هناك اثنتا عشرة قصيدة بدت وكأنها قد وصلت الى نسختها النهائية، إذ لا اثر فيها للتشطيب او التعديل او اقتراح التعديلات، هي: "بالزنبق امتلأ الهواء"، "عينان"، "ههنا الآن وهنا والآن"، "هذا المساء، يأتي ويذهب"، "في رام الله"، "موعد مع اميل حبيبي"، "طللية البروة"، "قمر قديم"، "ورغبت فيك رغبت عنك"، "ليل بلا حلم"، "لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي". هنا يجب التوقف عند قصيدتين: "طللية البروة" و"ورغبت فيك رغبت عنك". في الأولى وضع درويش خطاً تحت كلمة "الاولى"، في جملة: "انا ابن حكايتي الأولى"، كما وضع خطاً تحت كلمتي "الى المنفى"، في جملة: "لم اكبر فلم اذهب الى المنفى". ووضع علامة استفهام على هامش كلمة "وبالرحيل"، في المقطع الذي يقول: "قفا… لكي ازِن المكان وقفره بمعلقات الجاهليين الغنية بالخيول وبالرحيل". من الواضح ان الشاعر كان مترددا حيال هذه الكلمات، لكنه لم يقترح بدائل لها، فبقيت على حالها في النص النهائي الذي اعددناه للنشر. اما القصيدة الثانية، فقد وجدنا نسختين منها، الاولى مسوّدة ومليئة بالتشطيب واقتراحات التعديل، والثانية نهائية لا اثر للتشطيب فيها، وهي المنشورة في هذا الكتاب. قصيدة "في رام الله"، المهداة الى سليمان النجّاب، تحمل في مقطعين منها تضمينا من قصيدة سابقة لدرويش تحمل عنوان: "رجل وخشف في الحديقة"، من ديوان "لا تعتذر عما فعلت". وقد وضع الشاعر المقطعين ضمن مزدوجين، وهذا يدلّ على ان قصيدة "في رام الله"، كتبت بعد قصيدة "رجل وخشف في الحديقة". وهي القصيدة الوحيدة التي كتبها درويش عن المدينة التي سيُدفن فيها.
3- قصيدة "لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي"، هي عمل كبير بكل المقاييس، بل استطيع القول انها الكلمة الأخيرة التي قالها درويش. فيها يصل التألق الشعري الى ذروته، حيث يمزج الشاعر السرد بالغنائية والملحمية، في خلاصة مدهشة لعلاقة الشاعر بذاته وارضه وحكاياته وموته. لذا آثرنا نشر هذه القصيدة المتفردة في قسم خاص بها، في هذا الديوان. قد تكون قصيدة غير منتهية، وهي كذلك، لأن الشاعر اراد لها ان لا تنتهي، كأنه كان يحاول ان يشتري بها الحياة. نجد في هذه القصيدة تضمينين من قصيدتين منشورتين، وتضميناً من قصيدة غير منشورة. التضمينان الاولان مأخوذان من قصيدتين نشرتا في مجموعة "كزهر اللوز او ابعد". التضمين الاول هو المقطع الآتي: "عصافير زرقاء، حمراء، صفراء، ترتشف الماء من غيمة تتباطأ حين تطل على كتفيك"، وهو مأخوذ من قصيدة "نسيت غيمة في السرير"، لكن الشاعر استخدم هنا صيغة المخاطب في "كتفيك"، بدل صيغة الغائب في القصيدة المنشورة. اللافت ان الشاعر وضع المقطع في "نسيت غيمة في السرير"، بين هلالين. فهل كان يشير هنا الى قصيدة طويلة بدأ في كتابتها؟ لا ادري. اما المقطع الثاني فيقول: "واما الربيع، فما يكتب الشعراء، اذا نجحوا في التقاط المكان السريع بصنّارة الكلمات". وهو مأخوذ من قصيدة "واما الربيع"، لكنه حذف هنا صفة السكارى عن الشعراء، التي جاءت في القصيدة المنشورة. تنتهي القصيدة بمقطع غنائي يبدأ بعبارة "لن ابدّل اوتار جيتارتي/ لن ابدّلها". لكننا عثرنا في المخطوط على قصيدة تحمل عنوان "لن ابدل اوتار جيتارتي". ترددت طويلا أمام نشرها، لكن احد مقاطعها حسم الأمر وقرر ضرورة ان يضمها هذا الديوان: "المكانُ على ارضه، هل اسأتُ الى الشجرة حين شبَّهتها بفتاة (وبالعكس) هل اطلب المغفرة من مقابر اهلي، لأنيَ متُّ بعيداً عن النائمين وانقصتها شاهدة؟".
4- بقية قصائد الديوان، وجدت كمخطوطات كتب عليها الشاعر تعديلات، وشطب منها بعض العبارات. ونحن نعلم، ان هذا يعني في القاموس الدرويشي، اننا امام اعمال غير منتهية. كان درويش يحرص على ان لا يتخلل قصائده ومقالاته التي يرسلها الى النشر اي تشطيب. كان حين يشطب كلمة واحدة يعيد كتابة الصفحة بأكملها. وبعد يأسي من امكان العثور على نسخ نهائية من هذه القصائد، تركّز البحث في منزليه في رام الله وعمان، على ملف امسيتيه الأخيرتين في رام الله وآرل، في الجنوب الفرنسي، لكن محاولاتنا لم تصل الى نتيجة. كان درويش يقول لنا انه لن يترك نصوصا غير مكتملة، او رسائل، وان على الباحثين ان لا يتعبوا انفسهم، لأنهم لن يجدوا شيئاً. لكن للأسف، وعلى الرغم من حرصه الشديد، فلقد ترك لنا محمود هذه القصائد. لذا كان ترددي كبيرا امامها. هل يجوز نشرها؟ واذا لم ننشرها فماذا نفعل بها؟ لكن سؤالا آخر طرح نفسه بقوة، هل يحق لنا عدم نشرها؟ وتركها تاليا في ارشيف الشاعر حيث يمكن ان تنشر مبعثرة او مجتزأة من قبل الدارسين الذين سيوضع ما وجدناه من ارشيف درويش في تصرفهم؟ بالطبع لا يحق لأحد تلف اي ورقة، وحده الشاعر كان يملك هذا الحق. لذا قرّ الرأي على نشرها كلها من دون استثناء. لم أُحدث اي تعديلات على هذه القصائد، قرأتها بدقة، نفذت اقتراحات الشاعر بتغيير كلمة هنا او هناك، طبعتها على الكومبيوتر وارسلتها الى النشر. لكن يجب ان نتوقف هنا عند ثلاث قصائد. القصيدة الأولى: "في بيت نزار قباني". وضع درويش عنوانا اول لهذه القصيدة هو: "منازل الشعراء"، لكنه شطبه واستبدله بالعنوان الحالي. تبدأ القصيدة كما وجدت في المخطوط بالمقطع الصغير الآتي: "اثاثٌ من الصين ازرقُ، صالونهُ أزرقُ، والستائرُ زرقاءُ، عيناهُ، الفاظهُ، والدفاترُ زرقاءُ" وضع الشاعر على هامش هذا المقطع خطا واشارة X وهي اشارة تدل على نية الحذف. ومن خلال قراءة القصيدة وجدنا ان مضامين هذا المقطع وصوره دخلت في نسيجها الداخلي، لذا حذفناه. السطر الأخير من المقطع الثالث كان على الشكل الآتي: "صورتي كتبت سيرتي ونفتني الى الضوء". رسم الشاعر خطاً تحت كلمة الضوء لأنها خروج على القافية، وكتب تحتها كلمة الأبدية، ثم اشار الى احتمالين آخرين كتبهما في اعلى الصفحة هما: الغرف الداخلية او الغرف الساحلية. هنا كان علينا ان نختار، فاخترنا الغرف الساحلية لأنها اقرب الى المعنى المائي الذي يشير في بداية المقطع الى بردى. القصيدة الثانية: "نسيت لأنساك"، كان الشاعر مترددا امام السطر الأخير من القصيدة، شطب اقتراحه الأول واستبدله بهذا السطر: "حاضري غيمة… وغدي مطر". من الواضح ان درويش كان لا يزال في طور البحث عن الكلمة الأخيرة الملائمة كي يحافظ على القافية، فمات قبل ان ينجز ذلك. كما نجد في هذه القصيدة تضمينا من قصيدة: "لن ابدّل اوتار جيتارتي"، على الشكل الآتي: "قلت: ولكنني لن ابدّل اوتار جيتارتي لن ابدلها/ لن احمّلها فوق طاقتها: نغما يابسا مقفرا". اترك تفسير دلالة هذا التكرار للنقاد، لكنني لا استطيع ان لا ارى فيه ايقاعا وداعيا حزينا. القصيدة الثالثة: "الخوف". عكس جميع القصائد، فإن درويش على رغم ترقيمه لقصيدته في طرف الصفحة الشمالي الأعلى، وضع رقم 6 في وسط الصفحة فوق العنوان مباشرة. هل يدل هذا على ان الشاعر كان في صدد ترقيم ديوانه؟ ام على شيء آخر؟ لا ادري لأنني لم استطع حلّ هذا اللغز. القصيدة مكتملة، احدث عليها الشاعر العديد من التعديلات، لكنها تعديلات واضحة لا تحتمل اي تأويل. 5- هناك العديد من القصائد التي تركت بلا عنوان، فأخذت سطرها الأول كعنوان، وهذا ما سبق للشاعر ان اعتمده في الكثير من الحالات. لكنني خرقت هذه القاعدة في قصيدة "لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي"، لأن عنوانها اشبه بالبديهة. كما جعلت من عنوان هذه القصيدة عنوانا للديوان، لما يحمله من دلالات. اما عنوان قصيدة "كأن الموت تسليتي"، فمأخوذ من عجز البيت الاول فيها. 6- قسمت الديوان ثلاثة اقسام: القسم الأول بعنوان: "لاعب النرد"، وهو يبدأ بالقصيدة التي استهل بها امسيته في رام الله، ثم حافظنا في القصائد الثلاث التي نشرت في الصحف، على ترتيبها الزمني. القسم الثاني: خصصناه لقصيدة واحدة هي "لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي". اما القسم الثالث: "ليس هذا الورق الذابل إلا كلمات"، فقد حاولنا فيه ايجاد نوع من التناغم الموضوعاتي. حاولت أن يكون ترتيب القصائد منطقيا الى ابعد الحدود، ولا ادّعي على الاطلاق ان هذا الترتيب قد يكون هو الترتيب الذي كان الشاعر ليختاره. فدرويش يضع عناوين للاقسام، ويهندسها، في شكل متسق. للأسف تفتقد هذه المجموعة الهندسة الدرويشية الصارمة، التي جعلت من دواوينه الأخيرة، اشبه بمقاطع من قصيدة واحدة او قصائد طويلة، متعددة الصوت والايقاع. 7- ترددت طويلا امام قصيدتَي: "تلال مقدسة" و"لو ولدت". من الواضح ان القصيدة الأولى لا تزال في طورها الأول، وهذا واضح من التشطيبات الكثيرة في المخطوط. لكنها تحمل رؤيا شعرية مهمة في المسار الدرويشي. اما القصيدة الثانية فهي صرخة وفكاهة سوداء عن الواقع الفلسطيني اليوم، وهي كالقصيدة الاولى لا تزال في مراحلها الأولى. لكن في النهاية هما نصان كتبهما الشاعر، ويجب ان ينشرا.
3-
المفاجأة التي صعقتنا حين دخلنا منزل درويش في عمان، ان الشاعر لم ينظّم اوراقه قبل الرحيل. يبدو ان الرجل صدّق الأطباء وكذّب حدس الشاعر، الذي جعل الموت يتسلل الى جميع قصائده الأخيرة. وجدنا اوراقه الشعرية غير منظمة، وكان علينا ان نعيد ترتيبها، من دون ان نمسها تقريبا. كُلفتُ مهمة إعدادها للنشر، وافقتُ من دون تردد، وبشكل يشبه النزق. لكنني، في الليلة نفسها، شعرت بصعوبة المهمة. اعتقدت وانا اقلّب الاوراق، ان عملا كثيرا ينتظرني. وكان اعتقادي صائبا. عملت كثيرا وطويلا، واستشرت عددا محدودا من الأصدقاء، وكنت مرتبكا. لكنني اكتشف الآن، وانا اكتب هذا النص، انني لم افعل شيئا تقريبا، وان درويش كان صادقا، حين روى لنا، انه ترك مخطوط عمل شعري جديد في عمان، وانه شبه جاهز. لكنني خلال الأشهر الثلاثة التي أمضيتها في رفقة هذا الشعر في تفاصيله، تسنى لي ان اتعرف الى درويش اكثر، وفهمت لماذا اصاب موته منا هذا المقتل الحزين. فالرجل ليس شاعرا فقط، انه يتنفس الكلمات، جاعلا من الايقاع جزءا من دورته الدموية. قلبه ينبض بالصور، فكأنه يرسم بالايقاع، ويحيا في ثنايا الدوائر التي اكتشفها الخليل. لم استطع ان افهم اضطرابي امام موته الا حين صرت صديقا حميما لكلماته. درويش لم يتفجع امام الموت، بل دخل في ثناياه وتفاصيله، بحيث جعلنا نقترب من الموت في شكل لا سابق له، ودخلنا مع درويش الانسان في الخوف الذي كتبه درويش الشاعر. عندما روى لنا اكرم هنية وعلي حليلة أن جميع أعضاء الشاعر توقفت عن العمل ما عدا قلبه، تذكرت الحادثة التي رواها لنا بعد نجاته من جراحة الشريان الأبهر في باريس منذ عشر سنين. قال انه عندما بدأ يستعيد وعيه، وكان عاجزا عن النطق بسبب آلة التنفس الاصطناعي، طلب ورقة وقلما، وكتب انه خائف من ان يكون قد فقد لغته ونسيها. في مستشفى هيوستن فقد درويش اللغة، ولم يستفق من الجراحة. لكن قلبه المريض قاوم حين انهارت كل الأعضاء، وهذا ما أثار عجب الأطباء، لأن لا مكان في طبّهم للشعر الذي استوطن القلب، واعاد صوغ ايقاع نبضاته. شاءت الظروف ان نلتقي في مركز الابحاث الفلسطيني في بيروت عام 1972، ثم ان اعمل معه في مجلة "شؤون فلسطينية" بين عامي 1975 و1979، ثم ان نشترك في تأسيس مجلة "الكرمل" عام 1981. امتدت صداقتنا ستة وثلاثين عاما، كانت بالنسبة اليَّ مدرسة ادبية وفكرية وشخصية. معه اعدت اكتشاف فلسطين، وتكحّل حبري بعبق الجليل. وفي خضم الصراعات الفكرية التي خضناها معا، والخلافات ايضا، رأيت فيه، عدا الذكاء اللامع والنبل والتواضع، كيف يكون الانسان شاعرا. في العادة، يخيّب الأصدقاء من الأدباء والشعراء توقعاتنا. لكن الرجل البهي والأنيق كان شاعرا فقط، يخفف جروح المعنى ببلاغة الشعر وموسيقاه، كي يصل الى معنى المعنى، بحسب ما علّمنا الجرجاني. قال الخليل: "الشعراء امراء الكلام يُصرّفونه انّى شاءوا. ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم من اطلاق المعنى وتقييده ومن تصريف اللفظ وتعقيده ومدّ المقصور وقصر الممدود والجمع بين لغاته والتفريق بين صفاته، واستخراج ما كلّت الألسن عن وصفه ونعته والأذهان عن فهمه وايضاحه. قيقرّبون البعيد ويبعّدون القريب. ويُحتج بهم ولا يُحتج عليهم…". في ليالي قراءة هذا المخطوط واعادة قراءته، كنت اتذكر تحديد الخليل للشعر، وارى فيه، صورة الشاعر العربي الذي جسّد عبر الأزمنة والعصور، احتمالات اللغة وقدرة الشعراء على اخذها الى الرؤيا، والإبحار عبرها إلى أعماق الرغبات الإنسانية في الآن نفسه. "على قلق كأن الريح تحتي/ اوجِّهها يمينا اوشمالا". كان درويش يردد صدر هذا البيت دائما، ويتوقف قبل ان يصل الى عجزه. كأنه اكتفى من المتنبي بالقلق، معلنا انتماءه الى الانسان - الشاعر، متخليا عن غواية السلطة التي طبعت سلوك شاعر العرب الأكبر. غير ان ما جمعه بالمتنبي كان القدرة على تلخيص شعر زمنه، والذهاب به الى الأبعد والأجمل والاكثر عمقا. قلت له مرة انه يكتب مثل الشعراء، فضحك من هذه المداعبة. لكنني كنت جادا، لأنني اشعر امام شعره، الذي انضجته التجربة، وصهره الموت بخاتم البقاء، انني امام شعر يصلني بذاكرتي الشعرية العربية، كي يؤسس عليها ذاكرة جديدة. قد نقول انها فلسطين، وهذا صحيح، لكنها فلسطين الأخرى التي تحولت في كلمات درويش الى سؤال انساني كبير، وصارت نسيجا جديدا تتألق فيه لغة العرب. صار شاعر فلسطين شاعر العرب، لأنه اخذنا الى فلسطين كي يعيدها الينا. "فالأرض تورث كاللغة"، وكان الشاعر وارث الجنّتين اللتين اكتوتا بنيران النكبات. انه الشاعر، بـ أل التعريف. هكذا قلت له في احدى مكالماتنا الأخيرة، مستعيدا التعبير الذي كان يطلقه المعري على ابي الطيب. سمعت ضحكته من بعيد، واظن انه اقتنع في ذلك اليوم من شهر آب 2008، بأنه شاعري الشخصي، الذي الجأ الى كلماته كي اكتشف اسرار روحي، لأن السر كالحب لا ينطق الا شعرا.
4-
اود في النهاية ان اوجه شكري الى الأصدقاء الذين ساهموا معي في الوصول الى هذه النسخة النهائية من قصائد درويش الأخيرة: علي حليلة واحمد درويش وغانم زريقات واكرم هنية ومارسيل خليفة وياسر عبد ربه، وجواد بولس، الذين دخلوا الى بيت درويش، وساعدوني في العثور على قصائده، وكان دعمهم المعنوي في عمّان، حافزا لي للعمل. كما اوجه الشكر الى ليلى شهيد، التي كانت كعهدها دائما، محبة ومشجعة، من خلال طاقتها المعنوية التي لا تنضب. والى فاروق مردم بك، الذي تحمّل معي اعباء المراحل الأولى من قراءة هذا المخطوط. والى مجموعة محدودة من الأصدقاء قرأت لهم بعض قصائد الديوان طالبا منهم النصح. بفضل دعم هؤلاء تم انجاز العمل، غير انني اتحمّل وحدي المسؤولية عنه وعن اخطائه. كانت صحبتي لهذه القصائد تحية حب وصداقة لم يزدها الموت الا عمقا
بيروت 18 كانون الاول 2008
عن جريدة النهار

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

انهيار سوريا الأسد . .

02-نيسان-2016

الانتحار اللبناني في سورية!

23-نيسان-2013

السؤال السوري الكبير

23-كانون الثاني-2013

اللیل السوري الطویل

23-أيلول-2011

الزنابق البيضاء...

15-كانون الأول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow