إلى شيء ليس أنا .. و لا يمكنه أن يكون غيري
إلى صديقي الشاعر أحمد الطرس العرامي

بماذا تفكر ؟!
اللغة سراب يا صاحبي الأنا
اللعنة هي كل ما لديك ..
الحزن هو الاحتمال الطبيعي الوحيد الذي يمكنك أن تمارسه مع أصابعك
والأرض أرملة ٌ , كعاشق ٍ يهرب من ديون السماء
بماذا تفكر ؟!
قصائدك تصيب البحر بالدوار
رائحة صوتك الناعسة تزعج أسماك الخشب
قواربك الورقية تربك الطحالب التي تنمو على الكنب
و اسمك لا يكفي لتقف في طابور المحظوظين حتى يمنحك المنفى حقيبة

***
اجري معي يا صاحبي

_ سأجري معي

اجري معي
سأجري برفقة البرد
برفقة أغان ٍ رثة ٍ عائدة ٍ من الوطن
برفقة الأبواب المقفلة وهي تضمّد آخر شهقة ٍ للنوافذ

_ برفقة من سأجري .. ؟!
برفقة من وقد أخذوا " دمي " !

اجري معي

***

بماذا لا تفكر ؟!
الأفاعي تتهافت لتحجز موعدا في خاصرتك
الأفاعي تتربص أن يخرج عصفور قلبك ليغرس الشمس
الأفاعي تتقمص أرقام الهواتف / المسامير / الجرائد النيئة / بناطيل الجينز الذكية
تسكن طرقك المراهقة /
تدمن غراس المطبات لحافلة ابتسامتك النصف أنثى /
تختبئ خلف المكاتب ووجبات الضحكات المعدة مسبقا ً
بماذا لا تفكر ؟!
خرجوا من جرحك كما يخرجون من الماء
خرجوا من جرحك يجرّون جثث هزائمهم
تركوا لك علب أوهامهم
وأكياسا ً فارغة ً إلا من نواياهم المريضة
وأنت تسألهم :
لا تخرجوا الآن
تلوّح لهم :
تعالوا
لديّ قصيدة ٌ جديدة ٌ
تعالوا
لديّ حلمٌ طازجٌ سأفصّله على مقاسات أسنّتكم
لديّ جلد فرحتي خذوه إلى حزنكم
تعالوا
ولا تموتوا بعيدا ..
لديّ متسع ٌ لكم

***


يا صاحبي الأنا ..
لي في عينيك مهجع ٌ وكتابٌ وناي ٌ
لي ما " لا تراه الريح "
أُنهكتْ كل التفاصيل
ونسيتَ قمرك في يد طفلة ٍ
تخلط النبيذ بهمسها
ثم تبيعه على المساء
نسيتَ مراياك تعاتب الغيب على كف أمّك
وجئت تكفكف الورد الغريب الذي ربما سوف يأتي
وترعى الرصيف الذي لا يغيب

يا صاحبي !
ألن تجري الآن ؟!
بماذا تفكر ؟!

سأجري معك

_______________________


جلال الأحمدي _ شاعر من اليمن