Alef Logo
يوميات
              

السودان .. السلة المثقوبة

آلجي حسين

2009-04-06


ما يحصل في إفريقيا أسود من السواد بحد ذاته.
السواد في تلك القارة المنكوبة، ربما، غير محصور في الكولا والشوكولا والسواعد والوجوه والأجساد، بل حتى في الحظوظ والمصائر.
انقلاب الصومال، انقلاب موريتانيا، مقتل الرئيس الكيني، مذكرة اعتقال بحق رئيس السودان البشير..... ومعارك القذافي ..
الحظ الأسود يخيم على هؤلاء، والشمس الساطعة تشهد على ذلك وأمطار الصيف تمسح ذلك الوباء قليلاً، لكن مايلبث أن يعود الأمر إلى الجفاف سواء أكان ذلك في الطقوس أو الموت..
وحتى لا نبتعد عن الموت كثيراً، فشبح الإيدز والفقر يقض مضاجع النساء والأطفال، والقمل في شعر الأطفال لن يهدأ ومجزرة الأمن لن تهنأ إلا برؤية المزيد من الدماء، فالأمن حق يُقال.
الرئيس السوداني اتهم بقتل الآلاف في دارفور، قد يفكر بطريقة ما في اللجوء إلى إحدى الدول العربية أو الأوروبية، وربما يفكر بما هو أخطر من ذلك، ليستحق بذلك لقب اللاجئ السياسي، ومن هنا فقط يمكن للجميع أن يلجأ ويلجأ...
لكن فلسفة اللجوء بحد ذاتها لن تعيد الكرى من جديد، لأن اللجوء وحده لن يضيف إلى تاريخ القارة السمراء شيئاً، فالتاريخ مليء والفول السوداني بريء كل البراءة من اصطكاك أسنان هؤلاء بطعمه المالح، طبعاً بالتنسيق مع نهر النيل في جغرافيته وطوله ..
ولأن نهر النيل أطول أنهار العالم، فإنه بالطبع لن يشبع من قرابينه، فكلما كان النهر أطول كلما اتسعت معدته، وفي العلاقة بين المعدة والطول يموت الآلاف من السودانيين دون مآتم أو عزاء، لأنه وبعملية إحصائية بسيطة لن يكون هناك وقت كاف للقيام بهذه الواجبات الاجتماعية الثقيلة، فالحياة مستمرة ....


وعلى سيرة الاستمرار، فقد شهدت تونس طفرة جديدة من برامجها التليفزيونية الني اتخذت من موضوعات حرية التعبير أهم أولوياتها، وأقول تونس لأنني ما أزال ضمن إفريقيا، أما ليبيا، فشارة القناة الخضراء تبعث المزيد من التفاؤل في قلوب الأفارقة، ورغم الموت الإفريقي والإيدز الإفريقي والفناء الإفريقي، فالعشب أخضر – أو أسود – لافرق.
الحصار بحد ذاته لن يضيف شيئاً، والسودان "سلة العالم" لم تكن سوى سلة مثقوبة من الأسفل ومن الأطراف، وحتى هذه الثقوب الكبيرة كانت قليلة، لأن السلة مصنوعة أساساً من القش، وفي جميع الحالات فإن الثقوب وإن كثرت فهي – بلاشك – ثقوب لفئة معينة من الناس .
ولأن الحديث لايزال عن الثقوب جارياً، فقد وصل الختان الإفريقي إلى حد لايوصف، وصارت الشهوة الإفريقية في منتهى السادية والمازوخية وتحولت عمليات الاستئصال للفتيات في صعيد مصر وأرجاء إفريقيا التي تجاورت خط الاستواء إلى عمليات شبه عادية والنتيجة هي الإيدز أيضاً.
غريب أمر تلك القارة المحمّلة بالأساطير والقصص الشعبية، وغريب أمر الديانات فيها، وغريب كل مافيها ..
هل لايزال شمال خط الاستواء أوفر حظاً من جنوبه ؟
أين أنت يا "دانتي" لتتحفنا بمفهومك "العدالة الإلهية" ؟
بانتظارك ....


آلجي حسين
[email protected]



تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

لتدمنَ مدينتي مدينتِك

31-آذار-2013

وأنتِ تبكين

05-كانون الثاني-2013

أيا طلعة الفجر

11-أيلول-2012

معارك

06-كانون الثاني-2012

صهٍ يا قلبي

16-أيلول-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow