أشرقتْ ومالتْ من البعيد
لتعلن حربها على الوريد
بانتْ كالصباح
ورائحة العنبر تسبقها
جاءتْ لتحوّل حياتي إلى ضجيج وضجيج
ففاض نهر الدم في داخلي
وبدأ عبق الحبّ يخنقني
فضاقتْ بي الحياة
وضعتُ في بحر الهموم كالشريد
***
أنتِ يا طلعة الفجر
لقد نام الورد على خديك
وتحطمتْ زوارقي على شاطئ عينيك
كيف السبيل إلى وصولك؟
كيف السبيل إلى تمتعي بطعم الحياة
وأنتِ كغدير عسل حصين؟
كيف تطلبين مني غزلاً
وكلام العشاق قليل فيك؟
فأنا قد هزمني الحزن
وقتلتني الحيرة
وسال دمي كالحبر
***
قد نضجتْ داليات العنب كلها إلا داليتي
وصارت أوراق الماضي تُقلّبُ إلا ورقتي
وعواصف الرمل تتحول إلى أمواج إلا عاصفتي
فنوري صار ناراً يشتعل لهيباً في جسدي
وخفتَ ضوء عمري
وصار بيديكِ يا وارفة الظلال كالشجر
سرّ بقائي وسرّ فنائي
وأنت تظهرين يا أملي من البعيد البعيد
دمشق 2005
آلجي حسين
[email protected]