ابتساماتي مرسومة
بحروف مطرية
تلك العناوين
ما زلت أذكرها
تلك الحجارة المنمنمة على الطريق
المرصوفة واحدة تلو الأخرى
ما زالت تذكر صوت الخطى
وأنا
ما زلت أشعر
بحرارة يديها الناعمتين
رغم برودة الطقس
ها هي تعض على خصلة
من شعرها المجنون
وقلبي ينفطر
من حرارة ملمسها
وقد أبى رذاذ المطر
إلا أن يرشف شفتيها
فتبخر على جيدها
ما زالت حروفي
تذوب على أطراف اللسان
كالقطرات
والزمن يسابق الخطوات
كنا نحلم
بعيد الميلاد
وما يحمله من أمنيات
فتمنيت و تمنت
أن يدوم المطر
لساعات وساعات
وتضمنا المظلة
******
في هذا العام
سنرسم شجرة الميلاد سويا
نعلق عليها الأمنيات
في هذا المساء
طعم الشاي
ليس كالمعتاد
ربما كان طعم النعناع
******
فلنشعل الشمع
ونخطف الخيالات
المترامية خلفنا
لنسمع صدى لهاث الأنفاس
المحترق باللقاء
في هذا الشتاء
سأرسم حروفا
على دروب الثلج
سأضع المعطف
على رجل الثلج
ربما يحمي قلبه الدافئ
من جسمه الزمهرير
******
لا تنظري في عيني
فأنا لست من زمن الفينيقيين
أرفع الأشرعة
على سفني
وأبحر في زرقة العيون
والطقس ماطر
******
علميني بعضا
من الأبجديات
فأنا لم أبرع في لغة
أخاطبك بها
هدئي من كبريائك المعاند
وارسمي بعض الأمل
على دروبي المنهكة
المكتظة بالصور العابرة
******
لا تقفي ساكنة
فهدوءك الساكن
يذكرني بالعاصفة
كارتخاء جفنيك
المقاوم حتى العناد
دعينا نطفئ
الشموع سويا
ونتوه معا
في ليل طويل
ونذوب
من صدى الهمسات
والموقد
الذي يسترق النظر
تحت الرماد
من خلال الجمر الملتهب
بين الحين والحين
وأصابعي التي اختفت
في شعرك
المنتشي
بعطر الحناء
الترامي
على طول الليل

في هذا المساء
لا تتركي حلمي الماطر
وانسابي على جسدي
قطرة قطرة
ولحظة لحظة
وارسميني
زهرة نرجس
وارسميني
زهرة قرنفل
وارسميني
على أطراف البردي
بل ارسميني
حلما آخر
فأنا منذ اليوم
لن أرسم حروفي
إلا تحت المطر



الرياض /28 /11 /2008