اللوحة سارة شمة
أعانقها على قارعة السير في الحلم ، وأخزنها قاتا فيخضر قلبي من مائها الطفل الذي يرشح في روحي العطشى فتروى. تحط على شفتي فراشة وندى قهوة صباحية ترشفها الروح: رائحة، وطعم خمر معتقة ، وصوتا مسكرا، وروحا ينسرب في جسدي رويدا رويدا مثل خدر لذيذ. كانت نشوتها تلاشيني كقطرة ماء في الماء، وكان هاتف يردد إيقاع أسطورتها:

سمية ليست طينا
سمية لا تمشي على برديتين
سمية طيف إلهي يحيى الموتى
سمية هبطت من سماء خضراء مخضلة بشوق لتسقي العطش
وأنا العطش المفرد فوق طين الأرض
أنا العطش المصلوب في العراء الصلب منتظرا انسكابها على يباسي المر ليحلو
أنتظرها منشدا:
سمية أنت سحابتي وأنا الممحل المنتظر
أنت الماء العذب وأنا العطش اليابس
أنت الروح وأنا الطين
فانسربي فيّ لأطير في مطلع الفجر إلى سماء زرقاء نقية
انسربي في لأكون عنقاء الحياة
كانت تعانقني في الحلم ، وكان هاتف يردد إيقاع أسطورتها
وكنت أنشد: سمية قات ....
سمية وقتي حين تموت الأوقات
كمال درويش