Alef Logo
المرصد الصحفي
              

تحيات أطفال إسرائيل قذائف!

عماد الزغبي

2006-07-25

عن جريدة السفير
أطفال يخطون بأقلام الرسم كلمات وهدايا، بانتظار أن تتوجه الى <أترابهم> اللبنانيين، لا
ليعتذروا فيها عما يفعله آباؤهم وأهاليهم من قتل وتدمير، بل ليؤكدوا أن الرسالة ستصل الى كل أطفال لبنان من دون أن يرف لهم جفن، وهم يمرحون، ويضحكون، أمام القذائف الصاروخية والمدفعية والدبابات الاسرائيلية المتطورة. وفي المقلب الآخر، مأساة يعيشها شعب لبنان وأطفاله خصوصا، جراء العدوان الاسرائيلي الذي يسحق البشر والحجر والحقوق الانسانية، وحقوق الطفل في المقدمة باعتباره الضحية الاولى والكبرى.
الصور التي سمح بنشرها جيش الاحتلال الاسرائيلي لهؤلاء الاطفال، تظهرهم وقد نسوا البراءة التي يجب أن يتمتع بها من كان بعمرهم، والسبب أنهم تربوا ونشأوا في مجتمع حربي، لا يعرف سوى القتل وسفك الدماء، دماء كل عربي، لا فرق بين دم فلسطيني أو دم لبناني.

الإعلام الاسرائيلي موحد في نقل الصورة التي تريدها آلته الحربية، ويمنع نقل ما تفعله من مجازر بحق المدنيين اللبنانيين، وبالاخص الاطفال. يسمح بنقل صور لاطفاله وهم يلهون ويلعبون أمام الدبابات والآليات الحربية، والكم الكبير من القذائف، علهم بذلك ينقلون صورة الى شعوب العالم، تظهر مدى توق اطفالهم الى السلام! السلام الذي يخطون أحرفه على القنابل العنقودية والفوسفورية، والقنابل الذكية.
وسط ذلك كله، وفي ظل نزوح ما يربو على 750 الف مواطن لبناني، يتريث العالم، ومعه الدولة العظمى، في وضع حد لقتل الطفولة في لبنان، وينقسم هذا العالم بين متفرج، وآسف لسقوط الضحايا البريئة، وبين داع بخجل لوقف الدمار الذي يلحق بالشعب اللبناني، وصامت خوفا من السيد الأكبر... حتى أن منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لم تستنكر الجرائم بحق الطفولة، إلا بعد مضي أكثر من 13 يوما على بدء العدوان على لبنان، لتعترف المديرة التنفيذية للمنظمة آن أم فينامين ب<أن العديد ممن نزحوا في هذه الاحداث العنيفة هم من الاطفال وقد يكونون قد شاهدوا موت أو إصابة أحبائهم ويعانون اكتئاباً خطيرا>.
بالطبع، اطفال لبنان يواجهون المخاطر النفسية من هول ما شاهدوه وعاشوه، وقد مزقت أجساد احبتهم القذائف الاميركية الصنع، او احرقتهم نيران الحقد الاسرائيلي. وكم من طفل، عند عودته، الى مدرسته، سينظر الى المقعد بقربه ليراه شاغرا، فيضع عندها وردة عليه، والى قريته، يستعير لها وجوه جيران وأحبة رحلوا... هذا، إذا بقيت للاطفال قرى ومدارس ومنازل.
أطفال لبنان النازحون يرسمون صور العدوان، صورا من واقع الحياة اليومية، صورا للطائرات الاسرائيلية، وهي تلقي بالصواريخ على المباني السكنية، وهم نازحون من منازلهم وقراهم. وأطفال اسرائيل يرسمون على القذائف والصواريخ، ويرسلون تحياتهم، بالقرب من المواقع العسكرية، ووزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس تعرب عن <قلقها الشديد ازاء وضع السكان اللبنانيين وما يعانونه>!!!




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

التغريبة والتهجير ومستقبل الهوية السورية

10-آب-2019

تحيات أطفال إسرائيل قذائف!

25-تموز-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow