Alef Logo
الغرفة 13
              

جريمة في المسرح القومي..؟!! (ليست رواية لأجاثا كريستي)!!

علي وجيه

2009-05-08


لم يكن ما حدث في المسرح القومي باللاذقية ضرباً من العبث أو المزاح البوليسي الغليظ، ولم يكن مونولوجاً تهكمياً عابراً للساهرين في شانسونييه لاذقاني أطلق بغتةً على هامش مهرجان الكوميديا المسرحي الثالث، أو حتى فلاشاً ساخراً في مجلة (كومّيضة) الصادرة عن المهرجان.. نعم، العنوان خبري بحت بلا فذلكات صحفية أو معان مجازية حاذقة؛ لقد عثر العمال على أجزاء من هيكل عظمي بشري أثناء عمليات ترميم المسرح القومي في اللاذقية عند باب النجاة!! وسواءً كان الرجل المقطّع إرباً ممثلاً عتيقاً أو باحثاً معمراً في دار الكتب الوطنية سابقاً أو حتى متشرداً سكيراً ساقه سوء الحظ إلى زاوية منعزلة بعد منتصف ليل شتوي قارس، فاغتيل خلسةً وأهيل عليه التراب في مقبرة وضّبت بعناية بعد عكس اتجاه الصرف الصحي، فإن مجرد الفكرة الأقرب إلى الملهاة لتشحذ الخيال بشدة متأتية من واقع مسرحي لا يبدو أقل تشرذماً وأحسن حالاً، في تعشيق فكري وبنيوي متين مع حالة متقدمة من الموت السريري المتستر خلف أجهزة التنفس الاصطناعي الباردة..
ذاك الممثل الغيور من نجومية زميله الصاعد لم يحتمل فظاعة الفكرة ورعب الكوابيس المتوالية، فآثر دعوة صديقه الساهر على بروفات ما بعد منتصف الليل إلى التدرب على تكنيك الطعن المباغت.. في الظهر!! أو على بقر البطن في أسلوب الانتحار الياباني (هاراكيري) لغسل العار!! فتشرّبت الخشبة بشراهة دماءً حية هذه المرة كما حدث منذ مدة قصيرة على خشبة مسرح (بيرغثيتر) في فيينا، عندما قام الممثل النمساوي الشاب دانيال هويفيلز أثناء مسرحية ماري ستيوارت للكاتب الألماني فريدريك شيللر بجزّ عنقه بسكين حقيقية وضعتها يد خفية مكان السكين المزيفة، لكن الأقدار كانت إلى جانب هويفيلز الذي نجا بأعجوبة بعكس بطلنا/الضحية في المسرح القومي باللاذقية..
يبدو أن الممثل الذي يعمل في مديرية الخدمات الفنية صباحاً و«بارمان» يجيد الاستماع بعد منتصف الليل، مطالب أيضاً بصنع المستحيلات المسرحية المتناسجة مع سينوغرافيا مبهرة ونص أصيل خلّاق، والتحول إلى قربان مسرحي أو أضحية بشرية بكل معنى الكلمة!! مخلّفاً وراءه حالة صحية تتطلب العناية المركزة في المنزل

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

آل باتشينو يعود آل باتشينو في «أنت لا تعرف جاك»

11-تموز-2010

«روبن هود» يتحدّى أفلام «البوب كورن» وأبطالها الخارقين

14-حزيران-2010

«جزيرة شاتر».. درس سكورسيزي الجديد دعوة صارخة للتعمّق في النفس البشرية

08-أيار-2010

عندما ترسّخ الميديا ثقافة القشور

17-نيسان-2010

«واحد - صفر».. فاز المنتخب وهُزِم الوطن!

14-آذار-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow