أعزف على أوتار الوجع
يكاد الوتر يصرخ
يكاد الشعر..
هذا النهر البارد يصعد نحو السماء
يكاد الصوت يضمحلّ
والصراخ يغرق في لجّ المجرّات
و تنتهي أمنية تحت التراب
***
إعزف..
إعزف بالسكين..
إعزف بالخنجر..بالرصاص..بالصراخ..
فكلّ الكتابات لاتجدينا
***
إعزف اللحن المتمرّد..
على كلّ التسبيحات السماوية التي تهديك زهرة الصبر
وتعيدك لطوقك كلباً يكفر بالنباح
يكفر بالوفاء
بالإنصياع خلف الصبر
هذا الظالم الأعمى
***
إعزف حكايتك الأسمى
ودع الأرض تنزف خيالاتها
و التاريخ..ليروي ماتبقّى من صرختك الحبلى..
***
إعزف
فالأساطير تُروى من بعد هذا الزمان الأسود الكئيب
كلّ الأساطير وشم جرح لايندمل..
إلّا بصوت قيثارة أو ناي يعزف الذكرى
و يروي الأمنية المخنوقة..
في أعماق أعماق الإنسان
***
إعزف كفّارة الأعوام
خذ فأسك و أكتب غضبك على جذع النخلة
نخلة الحقارة التي تربّعت على صدر الثلاثين من عمرك
حطّم قامتها المدنّسة الزانية
خذ الفأس و سجّل ثأرك الرفيع و أنت تغني الأنشودة ماقبل الموت المتربص خلف الظلّ الممتدّ منذ بزوغ شمس العصيان
***
اهٍ يا وجعي..
اهٍ يا وجعي..
و الدمع ظلّ درب الإنسياب
اهٍ يا وجعي..
و ((الدمع العصيّ)) تحنّط خلف هذا القناع الثلجيّ.. المتاكل.. الهشّ..كبيت عنكبوت
***
إعزف..
أكاد أصرخ بكلّ ما أوتيت من مرارة
فهذا اللحن لايرحم
و يكاد يرمي أشلائي للنسور السكرى بخمرة الوجع من دمي..
و تجاعيد الضحكة جفّت..
فكيف ياترى تريدني أن أوقف العاصفة المدوّية وحدي
و أشلائي تنكر بعضها البعض كالسلاطين المغروسين في وطني الممتدّ من العارإلى العار..
***
إعزف..
إعزف.. و دع مراة الأوتار تري العالم بكاء هذا الصنم الضاحك..
إعزف.. و دع العالم يسجّل أسطورة جديدة تُمحى بعد أعوام
لتخرج يوماً..عنقاء نقيّة لاتشبه اللّحن هذا أبداً..
مسماة بإسم اخر..
***
الشاعر عادل الصياحي
من الأهواز
البريد الإلكتروني
[email protected]