Alef Logo
يوميات
              

تأملات شاردة

ظبية خميس

2009-09-09


- الكثير من الكلمات لا تعني شيئاً. ألاحظ ثرثرة البشر لملء فراغ الفضاء المحيط ، أو فراغ الذات. كلمات هي فزع من المعنى الحقيقي لها وكلمات لإثبات وجود وكلمات كقرع آنية المطبخ ... ضجيج إحتكاك.
- يبحث الناس عن الصداقة والألفة ، ثم يتصورون أنها مكان لإفراغ معدتهم من السموم التي هضموها طوال العمر.
- الشارع مقياس أخلاقي لما قد وصل إليه الناس من تصور تطبيقي عن ذواتهم ومعنى تجاورهم ومفهومهم للحرية والجمال .. أو القبح.
- الطفل ... مثل الحبيب تماماً متى ما أفرطت في تدليله تحول إلى وحش كاسر.
- جمال الوجه ليس بكل ذلك الشد ، والكريمات ، والبوتكس ، وكل ذلك الكوم من المكياج والألوان. جمال الوجه هو إنعكاس كامل لما قد صنعته أنت في هذه الحياة.
- لا معنى للشعر ، ولا كونك شاعر عبر المطبوعات والمنشورات والمنابر ، فقط. الشاعر .. شاعر من أخمص قدميه حتى ناصية رأسه. لا تأخذه نرجسيته إلى أناه المتوهمة، ولا يبذل نفسه لإنتهازية اللحظة ، ولا يعلن عن نفسه عبر أبواق وتجمعات تمجد إسمه.
- أصدقائي الموتى ... لا زالوا يتواصلون معي ، وما زلت أذكرهم وأدعو لراحة أرواحهم في كل صباح.
- التشنج ، والفضول ، والتعليقات البذيئة سمة مشتركة بين شوارع الكثير من المدن العربية ، اليوم.
- المرأة تحتاج إلى الكثير من الغوص في ذاتها ، والتأمل لتدرك أنها ليست مجرد جسد محرم ، ووجه منقب ، وعقل ناقص. ولتدرك أنها أكثر من زوجة وأهم من أم وليست مجرد بنت تحمل إسم عائلة أو قبيلة. إنها كيان كامل وجد في هذا الكون ليجد نفسه لا ليعثر عليه آخرون.
- مجالسة الطبيعة تعيد الإنسان إلى أصله وتساعده على إكتشاف المسخ الذي أصبحه.
- معظم التجمعات العربية الثقافية والأدبية منها بالتحديد صارت موبوءة ، ومريضة. وأهم سمات أمراضها العديدة : الشللية ، تدني الخطاب ، مشروع الدعاية والإعلام ، تقزم المعرفة ، فقدان الحصانة ، رخص التسعيرة ، والإكتفاء من الذهاب بالإياب. وهناك ، أيضاً ، تضخم الذات ، اللعاب الذي يسيل تجاه الجوائز والتكريمات والمنح المالية ، تشوه الصلة بين النساء والرجال ، ثم ذلك الإستهبال البين في صنع صورة إعلامية عبر تجمعات الإنترنت حيث لا أعرف الفرق بالتحديد بين شاعرة وإمرأة طروب تسوق المعجبين بها بحبال من تفاهة الخطاب المتبادل ، أو شاعر حين يقدح يتحول إلى كلب أجرب يحاول الإنقضاض على أطفال القرية.
وفي معظم هذه التجمعات يكون الكأس ، والمزاج ، سيد الموقف في تحديد من ينتمي لمن.
- نجحنا في أن نحول شهر العبادة – رمضان – إلى طقس تقليدي آخر مثل بقية أركان العبادة. فرمضان شهر للنوم والبلادة ثم التفكير في مشهيات الطعام والإلتهام ، ثم التحجر أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة ما يضيف إلى تنمية الغباء والشراهة ثم الإنطلاق إلى خيام الطبل والزمر والمزيد من الطعام. ثم النوم من جديد. ولا أنسى حوادث الطرق وشتائم الصائمين لبعضهم البعض عند أقل إنزعاج ممكن. وأتساءل عن ماذا يصوم هؤلاء القوم ، إذن ؟!
- كلما إزدادت معرفتي بالدنيا زاد إحترامي للتوحيدي والمعري.
- الطرب اليوم والأغاني تذكرني بلعبة نط الحبل في الطفولة وبعض الإيقاعات يتماهى تماماً مع نهيق الحمار.
- كنت أسافر في الماضي للتعرف ، فقط ، على أديب أو كاتب قرأت له وأحببت أفكاره. سافرت ذات يوم إلى باريس فقط لأقابل عبد الرحمن المنيف وإلى الرباط لأقابل فاطمة المرنيسي وإلى دمشق لأقضي سويعات مع الماغوط وأعددت دعوة لألتقي بقاسم حداد في الشارقة وقطعت الطريق إلى الأسكندرية لأتعرف بيوسف زيدان وأفهم أكثر روايته عزازيل وأرسلت بباقات الورد إلى كيشوان سينغ نجيب محفوظ الهند بعد أن قرأت له بعض أعماله دون أن أعرفه وفتشت عن إيتيل عدنان في باريس لأنني أحببت رسوماتها كما شعرها ومضيت أضع الزهور على قبور شوبان وموزارت وسيلفادور دالي وأقرأ لهم الفاتحة وأنا أشكر الله على ما منحونا إياه. اليوم أجد صعوبة كبيرة في البحث عن أحد أو مجرد التفكير في البحث عن أحد.
- غريب أمر الأرواح الكبيرة فلا حاجة لك أن تراها أو تسمعها لتدرك حجمها. لقد ربتنا غادة السمان ، وهذبتنا ، دون أن نراها في مهرجان ، أو إعلام أو نسمع صوتها حتى في الإذاعة : إكتفينا منها بكتبها ، وما وصل إلينا من سيرتها لندرك كم هي كبيرة ونحبها دون حدود.
- حين أفتقد إلى الرقة مجسدة .. أمضي بكاملي إلى آسيا البعيدة فأرى الرقة تنساب على الوجوه والأنامل والأجساد وحتى الهواء والمطر فأتنفس عميقاً لأعود إلى واقع أصبح أكثر جلافة وخشونة مما أتحمل.

ظبية خميس القاهرة
7/9/2009

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

لملمت أبجديتي وإنتظرت

22-أيلول-2009

فصل من كتاب فاكهة الثمانينات .. حلوى التسعينات قراءة نقدية في الثقافة العربية

15-أيلول-2009

تأملات شاردة

09-أيلول-2009

ما بعد الوداع وما قبله لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي: الديوان الأخير

01-أيلول-2009

وجهة نظربمهرجان السنديان / الشام : ذهاب ، غياب ، وإياب

26-آب-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow