Alef Logo
يوميات
              

توضيح ظروف الوصول إلى منصب

حسان محمد محمود

2009-09-19


كثرت تهجّمات النظيفين علينا نحن الوسخين، و انتشرت على نحوٍ مريبٍ تهكّماتهم على اتحادنا. وقد آثرنا حتى تاريخه الصمت ترفعاً ونأياً باتحادنا القميء عن السفاسف، ولأننا مؤمنون بعقم المهاترات وقلّة جدواها، إلى أن وصل الهجوم حدوداً ألزمتنا بالرد. فقد طالت نيران الحاقدين شخصي بصفتي نائباً لرئيس الـ IOU، و وصل غيّهم إلى ابتداع تلفيقاتٍ نسبت إليّ طالت ـ إضافة إلى شخصي ـ منظمتنا نشأةً وأداءً وأهدافاً.
وأشد ما حز في نفسي و حفزني لتسطير هذا التوضيح التشنيع بالآليات الديمقراطية للـ (IOU) التي سمحت بوصولي إلى منصب النائب الأول لرئيس المنظمة، و التلميح بأن ذلك تم رشوةً أو وساطةً أو بسوى ذلك مما هو سائد في حياة النظيفين.
أيها النظيفون:
نحن الوسخون بشرٌ أيضاً، وتدركون (يا نظيفين) هذه الحقيقة تماماً، وتعلمون أن لنا حقوقاً، و وساختنا لا تنفي جدارتنا بهذه الحقوق، فلا تكونوا متعصبين مثل جورج بوش تجردون من ليس منكم من حقوقه.
ما الذي يميّزكم؟ هو ليس أكثر من بعض المنظفات والماء تلقون به على أجسادكم وفي أرجاء منازلكم.
بشرفكم ! ألا نكمل بعضنا؟
أ لكم قيمة بدون مقارنتكم بنا؟
في كل نظيف منكم بؤرة وساخة، وفي كل وسخ منا بؤرة نظافة، وكل الفرق بيننا يكمن في غلبة أي من الجزئين؟
أنتم مساحة بيضاء فيها بقعة سوداء، ونحن مساحة سوداء فيها بقعة بيضاء.
تخجلون من سوادكم، نخجل من بياضنا، ليس مشكلة؛ المشكلة هي في تحول هذا الخجل إلى احتقار، وعدم اعتراف أحدنا بالآخر.
المشكلة هي غياب الحوار بيننا، وليكن كتابي هذا أول خطوة في درب الحوار!
أيعقل أن تكون قذارتنا سبباً كافياً لتبرير قناعتكم عدم استحقاقنا التشكل بمنظمة عالمية؟
لديكم مئات المنظمات التي تمثلكم بينما لا نملك نحن سوى (IOU)، لذا نستغرب حسدكم لنا وغيرتكم المجحفة.
ما المانع في أن يكون بجوار منظمات أطباء بلا حدود وصحفيون بلا حدود ..وكذا بلا حدود؛ منظمة اسمها وسخون بلا حدود؟
إذا صار للشاذين أطرٌ تنظم (شؤونهم) فما معوق تأطيرنا؟
ألم تسمعوا بممثلات المومسات في بعض البرلمانات الأوربية؟
ألم تسمعوا بمجلس الأمن الدولي؟
ألم يعولم كل شيء؟ لم لا تعولم الوساخة؟
وهكذا انبثقت IOU من رحم مطالبنا واحتياجاتنا (International Organization Uncleanliness ) وتعني (المنظمة الدولية للقذرين).
و الـ IOU نشأت أساساً لجمع شتاتنا نحن الوسخين حول العالم، فضمّت تجمّعات إقليمية ومحلية وشخصيات مستقلة لها ثقلها في هذا الميدان، بهدف توحيد جهودها و تنظيم نشاطاتها وتبادل الخبرات بين أعضائها تمشياً مع عولمة كل شيء.
وكان لنا ـ نحن القذرين العرب وعلى رأسنا اتحاد الوسخين العرب ـ دور بارز في تأسيسها و بالتحديد في تسميتها.
ونحن إذ تملؤنا الثقة بآليات عمل منظمتنا، واتساقاً مع مبدأ الشفافية المقدّس لديها، وحرصاً على مكانتها وسمعتها في جميع أنحاء العالم، ورغبةً منا في التواصل حتى مع أشد خصومنا (النظيفين)؛ نوضح فيما يلي ملابسات انتخابي لشغل هذه الوظيفة الرفيعة:
أولاً: شغل هذا الموقع يتم انتخاباً، وليس تعييناً.
ثانياً: تداول المناصب مصونٌ، و أقصى مدة يمكنني البقاء فيها في منصبي ثمانية أعوام (دورتين) مستلهمين في ذلك النظام الرئاسي الأمريكي.
انعقد المؤتمر التأسيسي لمنظمتنا في إحدى مزابل نيويورك، وحرصنا على أن تكون نيويورك لاعتبارات كثيرة، منها وجود مقر الأمم المتحدة فيها، ولإعطاء تأسيسها فرصة الإفادة من اهتمام وسائل الإعلام في هذه المدينة إضافة إلى أنها مركز ثقل اقتصادي عالمي ..الخ.
وحضر المؤتمر ممثلو اتحادات القذارة الإقليميون وما يزيد عن ألفين من الأعضاء المنتخبين في بلدانهم لتمثيلها في المؤتمر، وكان من مهامه وضع (دستور) الـ IOU وانتخاب هيئاتها القيادية وفق معايير القماءة التي حددها المؤتمرون.
أما وقد انطبقت علي معايير الترشح لشغل منصب الأمين العام للمنظمة بشكل فريد، فقد تقدمت بطلب ترشيحي شارحاً فيه ميزاتي (أطلقوا خيالكم لتخمينها وتصورها!)، ثم مسحت مؤخرتي بورقة الترشيح وتقدمت بها إلى رئاسة المؤتمر.
حزت أغلبية الأصوات وصرت أميناً عاماً للـ IOU ، لكنني لم أشغل المنصب.
أجل أيها السادة، لم أشغل المنصب ولو لساعة واحدة، إذ يصادف دائماً أن يكون للنجاح أعداءٌ، فقد انتبه أحد أعضاء المؤتمر الحسودين (بالمناسبة هو عربي وكأننا نحن العرب محكومون بمحاربة بعضنا حتى في المنتديات الدولية) إلى الغلطة الكبيرة التي ارتكبتها عندما أقدمت على فعل زعم أنه ينافي تقاليد الوساخة وهو مسح المؤخرة.
بعض أعضاء المؤتمر رأى في تصرفي إثباتاً لجدارتي وإبداعاً في طريقة تقديم نفسي للمقترعين، مما أثار لغطاً وردود فعل كبيرة.
تعالت الهتافات الاحتجاجية: لا يمكن إسناد أرفع موقع في اتحادنا لمن يمسح مؤخرته!
فيما رد أنصاري بهتاف مضاد: مسح المؤخرة مرة واحدة ليس عيباً.
وشكك مريدو مذهبي في القذارة بالحسود الذي أثار قضية مسح مؤخرتي، واتهموا بعض النظيفين بدسه ليخرب علينا مؤتمرنا العزيز ويزرع بذور الشقاق في تربته النتنة العفنة.
مسحي لمؤخرتي وضع منظمتنا الوليدة في أتون صراع وجهتي نظر أظن أن لهيبه سيطبع الـ IOU بطابعه فترات طويلة قادمة.
من بعيدٍ كان يلوح خطر الانشقاق في صفوفنا.
لقد انقسم المؤتمرون بين تيارين عريضين لكل منهما فقهه بحججه وأسانيده، الأول ضيق الأفق ينظر لتصرفي بسطحية مغلباً الظاهر على الجوهر، والثاني اجتهاديٌّ يراه بروحيته ودلالاته ومجازاته.
وتمخض جدل الفريقين (الذي وصل حد تبادل الاتهامات بالعمالة لكم يا نظيفين) عن قرار عفنٍ اتخذ تصويتاً، كان بمثابة تسوية أو حلاً وسطاً بين أنصار التيارين، تمثل بأن أشغل موقع نائب الأمين العام.
ربما خانتني الفطنة عندما مسحت مؤخرتي، وقد تكون بقعة النظافة الباقية في لا شعوري هي من دفعني لارتكاب تلك الغلطة، أو ربما لم تنضج المنظمة بعد إلى الدرجة التي تسمح لها بأن ترى أبعد من ظاهر التصرفات، ولولا ذاك لكنت أميناً عاماً وليس مجرد نائب له.

ألم يكن من الأجدر للنظيفين العرب الفخر بابن جلدتهم لما وصل إليه بدل التعريض به وطعنه و التشكيك بطريقة وصوله إلى هذه المكانة الرفيعة؟
أحسدناكم على عروشكم؟
أنبس أي منا بكلمة واحدة تخص طريقة (انتخابكم)؟
لقد كان منهجنا مراعاة حساسياتكم، فغيرنا اسم المنظمة مراعاةً لها. أتعرفون أنه كان لدى المؤتمر التأسيسي ميل لإطلاق تسمية (قذرون بلا حدود) على هذه المنظمة؟
ونظراً لأننا حملة أوفياء لميراث المهندسين سايكس وبيكو، وندرك عمق وأصالة سعيكم لتكريس الحدود، وحرصاً على عدم إثارة حفيظتكم و تجنب غضبكم و محاربتكم لمنظمتنا خاصة في مرحلة نشوئها، ألقينا بثقلنا القاذوري في المؤتمر، و استطعنا بفضل خوف وشفقة المجتمعين علينا من بطشكم أن ننتزع ما أردنا من تعديل في تسميتها.
أما ديمقراطية الـ IOU و غيظكم منها وخشيتكم من نقل عدواها إلى مجتمعكم (النظيف) فلم يكن لنا يد فيها، لقد اكتشفنا ـ نحن العرب ـ قلة حيلتنا في التأثير على المؤتمرين لإلغائها، وتبين أن لا طاقة لنا على مقارعتهم في هذا الأمر. فاعذرونا!!
كنا نتمنى أن يكون نقدكم بناءً وموجهاً لجوهر نشاطنا، لا أن يقتصر هجومكم على مناصبنا، و كأنكم تتمنونها لأنفسكم!! ولهذا لا بد من قطع دابر هذه المطامع و الإعلان بعقيرة مرتفعة: لا يمكن لأي نظيفٍ شغل أي موقع لدينا، إذ أن معايير الترشح للأطر القيادية تقتضي من المرشح ماضٍ عريقاً ومثبتاً في الوساخة، فلا يُتْعِبنَّ أحدٌ نفسه بادعاء الوساخة، إذ لدى الـ IOU طرق وآليات دقيقة للتأكد من صدق وأصالة وساخة الشخص .
أختم توضيحي المسهب بتعقيب فيه أمل لكم ولنا:
إن كنتم طامعين بزعامتنا ربما لم تفتكم الفرصة، لكن لا تراهنوا على إلغاء ديمقراطية منظمتنا.
ربوا أولادكم على قيمنا ! إذ ربما يخرج منهم قائدٌ لنا.
و في القادم من الأيام ـ حين يكبر أولادكم ـ لنأمل معاً أن تكون منظمتنا أكثر نضجاً مما هي عليه الآن، و أن تطوّر نظرتها فترى عمق الأمور لا قشورها، حينذاك تنتخب أحد أبنائكم رئيساً لها حتى لو مسح مؤخرته.
في المرة القادمة سنعرض موقفنا من قضية حساسة أخرى تشغل بالكم، فانتظروا توضيحنا اللاحق.
نائب الأمين العام IOU
رئيس اتحاد الوسخين العرب
حسّان محمّد محمود
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

المتة إن عزت

05-أيلول-2020

قصة مقالة عن أدونيس

23-أيار-2020

ضحكة فلسفية

04-نيسان-2020

هكذا تكلم أبو طشت ـ جزء 6 المرأة التي قتلتها مؤخرتها

21-أيلول-2019

هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي.

14-أيلول-2019

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow