ليس لأن العالم صار صغيراً
نحن الذين كبرنا بلا رائحةٍ تذكر..
غادرنا صباح الحقائب والمراويل
ترددنا في المرايا طويلاً
لم ندر أنها ظلال خائنة.

بإبطٍ كهلٍ مررنا بين الأيام
عانةً مخمورةً وآمالاً مائلة.

من سبقنا تركَ لنا حكمته في حمام المدرسة
مدفع تحمله بيضتا ملك..
وأسماء مدرّسات لن يعنِ الأمر لهن شيئاً

كبرنا نحن أولاد العساكر بين أحضان الحسد
وألفة الفاقة..
كبرنا وحلمنا كلنا بنجمة
على كتف!!!!

عشبٌ مريض يعتني بأوهامنا
تتعثر في ردهات الحيرة
لأن الأدراج ليست بتلك الخصوصية

في أوقات الفراغ لهونا بالحرمان
وأفشينا للجميع بالعادة السرية.

شياطينٌ نحن بقرونٍ من ذهب
ودموعٍ نظيفة
الأرواحُ تخفق على حبل ندمٍ
تُرك على غاربه

والألقاب علُقت على مشاجب الحلق..


من نادانا بأسمائنا ليس منا
فالأصوات وحدها تعرف
لماذا يكبر أولاد العساكر
كالموت قبل أترابهم..

من لا يكذب ليس منا
من لم يدخن سيجارة مرمية على ناصية الطريق

ليي منا...

من لم يحتلم ثلاث مراتٍ في اليوم
ليس منا..



فليبصق فرويد على راحتيه
وليرمي نصف ما كتبه
في حيض..
لأنه لم يعرفنا


ليس منا من لا يملك عيوناً رمده
وثلاثة ثقوبٍ في كمِّ الخاصرة

قلنا ذات بردٍ:
لن نطبع صورتنا على أجنّةٍ قادمة
ولكن عندما وصلوا لم يفاجئنا الشبه

لنا الآن أن نبكي تحت الأغطية
ونحن نعضُّ أصابع الندم
غادرنا صباح الحقائب والمراويل

وشممنا النوم نفسه

نحن الذين غادرنا في الرائحة والربع فجراً

وفي ظهورنا تصدأ سكين العمر

بلا ألم..



تمام بركات-ضواحي2009

[email protected]