Alef Logo
يوميات
              

توضيح ظروف الوصول إلى منصب/التوضيح(3):وسط العاصفة!

حسان محمد محمود

خاص ألف

2009-10-04



العلاقة بين الـ IOU (International Organization Uncleanliness ) (المنظّمة الدوليّة للقذرين)، وبين الـ USA (United States of American) (الولايات المتحدة الأمريكيّة) كانت عاديّةً، لا تشوبها أيّة شائبةٍ، إلى أن دخلت طائرتان في اثنتين من بناياتها.
لقد كان هذا الحدث نقطة انعطافٍ في تاريخ العلاقات بين منظّمتنا وبين تلك الدولة.
قبله شيءٌ، وبعده شيءٌ آخر، بل أشياءٌ أخر.
الوسخون في العالم قبل 11 أيلول غير الوسخين بعد 11 أيلول.
بتلك العبارة يمكن وصف ما أصاب المنظّمة الدوليّة للقذرين، والتحوّلاتُ التي طرأت عليها كانت شاملةً، عميقةً، بعيدة المدى وجذريّةً.
هذه الأحداث غيّرت موقع القذرين على الخارطة، و جعلتهم رقماً أو رمزاً مهمّاً في معادلة العلاقات الدوليّة، تلمسون في هذه الأيام تحديداً آثارها، وساهمت في صنع وعينا بذاتنا، وأرغمت النظيفين على إدراج مواعيد للاجتماع بنا في جداول أعمالهم، لا بل جعلتهم يلهثون خلف رضانا في كلّ ساعةٍ ودقيقةٍ وثانيةٍ.
من ليس مع النظيف الأكبر يكون ضدّه، هكذا قال.
و بغية معرفة موقفنا من الحدث (11 أيلول) طلب منا مقابلته بعد أن أخبره بعض أركان إدارته أن الـ IOU لم تصدر بياناً عما حدث برغم مرور ستّ ساعاتٍ على وقوعه.
في أحد مكبّات النفايات قريباً من فوّهةٍ كبيرةٍ للصرف الصحيّ تداولنا في أمر لقائنا بالنظيف الأكبر، اجتمعنا تنسيقاً لمواقفنا، وتفحّصاً لعباراتنا، فنحن نعرف من سنقابل، والارتجال معه تصرّفٌ غير حصيفٍ و ليس وارداً أو محموداً، كما ندرك أننا بوصفنا قادةً لا نمثّل أنفسنا، بل ملايين الوسخين في جهات المسكونة الأربع، و الخطأ غير مسموحٍ في لقاءٍ كهذا.
ما أثار حفيظة بعضنا هو مكان الاجتماع، فالبيت الأبيض يوحي بالنظافة، بل هو تعبير عن تطرّفٍ نظافويٍّ كريه لدينا، ولو كان اسمه البيت الأسود أو البني أو الرمادي لهانَ الأمر ورفع عنا بعض الحرج.
أيّد بعضنا الذهاب إلى ذاك المكان ـ أبعد الله جميع الوسخين عنه وعن زياراته ـ مستندين إلى إشارةٍ ذكيّةٍ لأحد أعضاء قيادة الـ IOU إلى أنّ في اسم النظيف الأكبر ما ينتمي لعالمنا الوسخ؛ إذ يتوسّط اسمه حرف w(إشارة إلى w.c.)وهرباً من نقيصة العلاقة بأي شيءٍ أبيض اقترح بعضنا دعوة النظيف الأكبر إلى مزبلةٍ من مزابلنا، لكن الاقتراح استبعد، لعقباتٍ (بروتوكولية) .
بعد مفاوضاتٍ مكّوكيّةٍ شرحنا فيها موقفنا، وخشيتنا من شبهة النظافة إن ذهبنا إلى ذاك المكان الأبيض، وتأثير مثل هذه الشبهة على فرص تجديد انتخابنا؛ توصّلنا إلى صيغةٍ تناسب الطرفين، تنصّ على أن يتمّ اللقاء فوق أنقاض البنايتين المدمرتين، حيث يعطي الغبار مسحةً تناسب وضعنا وانتماءنا.
لكن، سرعان ما ظهرت عقدةٌ جديدةٌ في المفاوضات، لقد قال لنا (البروتوكوليون): بما أنّكم ستقابلون زعيم النظيفين في العالم يجب أن تنظّفوا أنفسكم، نظّفوا أنفسكم!
انداحت احتجاجاتنا على هذا الطلب المعجّز اندياح البراز من شخصٍ نام في كانون الأول على البلاط دون غطاءٍ بعد تناوله ستّة صحونٍ من مربى التين أردفها بكأسين من قمر الدين.
أعلمناهم أن استحالة تنظيفنا كاستحالة توسيخ النظيف الأكبر نفسه، عملاً بمبادئ التكافؤ و الندّيّة.
انبرى المختصّون بإخراج العالقات في أعناق الزجاجات من الطرفين لحلّ العقدة، وأنجزوا حلاً لائقاً ومناسباً للجميع؛ قياديين وأتباع لهم، وقد شيّدوا تسويتهم على ما تم الاتفاق عليه سابقاً، فبما أنّ الأطراف متّفقون على مكان الاجتماع فوق ركام البنايتين؛ يقوم الطرفان ـ في آن معاً ـ بتعفير نفسيهما بالتراب، حينذاك يعتبر النظيف الأكبر متّسخاً، ونحن نعتبر نظيفين عملاً بقواعد التيمّم بالتراب، هذا فضلاً عن الإمكانات التمويهيّة التي يتيحها هذا الحلُّ.
أحد (البرتوكوليين جداً) قال: أمام أنصاركم وأنصارنا، وأمام وسائل الإعلام؛ هذا الخيار هو الأفضل، لأنّه يتيح حرّيّةً كبيرةً في تعليل الوضع، أنتم هناك لتسجّلوا موقفاً، والنظيف الأكبر هناك ليظهر مدى التصاقه بالحدث وآلام شعبه النظيف، فيبدو كأنّه التقاكم صدفةً أثناء مساعدته عمال الإنقاذ في عملهم.
قبلنا بما أفضت إليه جهود البروتوكوليين، واقتنعنا جداً بكلام (البروتوكولي جداً).
علا الغبار رؤوس الجميع و وجوههم و ألبستهم، وحين أتى النظيف الأكبر استغربتُ نظراته المثبّتة عليّ، إنّه يعرفني، يتّجه نحوي، و ها هو يمدّ يده كي يصافحني، فاعتذرت.
فهم مبعث حرجي، وسرعان ما عفّر كفّيه بالتراب ثمّ وضعهما في صندوق قمامةٍ ناوله إيّاه أحد مساعديه، حينها زالت مني غضاضة مصافحته، وأدبرتْ كزازة نفسي من لمسه، فصافحته.
نظر في عينيّ وقال: أنا أعرفك، وتعاطفت مع قضيّة تنحيتك عن منصبك (مشيراً إلى القصّة التي رويتها لكم في التوضيح رقم (1) المذكور رابطه أسفل هذا التوضيح، لمن يريد الاطلاع.) و أردف بتأثّرٍ مصطنعٍ ربما لاستمالتي وزرع إسفينٍ بيننا ليفرّقنا كي يسود، قائلاً: ألا تعتقد معي أنّ مسح مؤخّرتك لم يكن بالخطورة التي صوّرها البعض، وأنّ الفهم السطحيّ للأفذاذ مثلك يهدّد ديمقراطيّة منظّمتكم؟
صمتُّ، ولم أجب. اكتفيت بالابتسام مجاملةً، إذ لا يمكنني الطعن بمنظمتي أمامه مهما فعلت بي، مهما ظلمتني، ومهما خوزقتني، و مهما ... بعدم تفهمها لقضيّة مسحي لمؤخّرتي.
فاجأتني معرفته الدقيقة بتفاصيل قصّتي، لكنّ تفسير هذا لم يكن صعباً؛ فمخابراته هي من أعطته هذه المعلومات ليعرف عنّا كلّ شيءٍ قبل اجتماعه بنا.
بدورها مخابراتنا زوّدتنا بمعلوماتٍ عنه:
" نظيفٌ، حتّى قمامته عقيمةٌ، أبوه كان رئيساً، فيه شبهة عتهٍ، إن تطوّر؛ يُعوّل عليه في تبنّيه بعض العادات و القيم القاذوريّة، ضعيف بالجغرافيا و التاريخ و القومية، قويٌّ بالديانة".
أراد منا النظيف الأكبر تحديد موقفنا، فبيّنا أننا ضدّ قتل الناس، حتّى لو كانوا مُعقّمين وبالغي الترتيب، وأن سبيلنا مع عتاة النظافة من خصومنا هو سبيل الحوار والإقناع.
و أكّدنا رغبتنا بالتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك على صعيد نشر الوساخة، وثمّنا عدم توقيعه على معاهدة (كيوتو) للحدّ من انبعاث الغازات السامّة، وتعميم وتعميق الفقر و الجهل اللذان يعتبران دعامتينا في تكريس القذارة، وحثثناه للضّغط على المعامل المنتجة للمنظّفات وتصنيفها في خانة منشآت صنع أسلحة التّدمير الشامل، وفرضِ ضرائبَ باهظةٍ على مستخدميها و منتجيها و المعلنين عنها.
من جهته طلب النظيف الأكبر تسليم أيّ وسخٍ في منظمتنا نشكّ بعدائه لقيمه، فوعدناه بالنظر في الأمر، شرط عدم المساس بسيادة المنظّمة واستقلالها ودستورها، فرفض ذلك غاضباً، وقال صراحةً وصفاقةً: سأصنّفكم بين الأشرار، وسوف نحاسبكم على غموض إعدام علي علعل ومجمل تصرّفاتكم في مجال حقوق الإنسان (إشارةً إلى القصة التي رويتها لكم في التوضيح رقم (2) الموجود رابطه أسفل هذا التوضيح، لمن يريد الاطلاع عليه.).
صرخ وهو يهمّ بالانصراف: في أوّل مكالمةٍ لي مع الربّ سترون ما يحلّ بكم.
إثر انتهاء اللقاء عدنا إلى مزبلتنا الكبرى وعقدنا اجتماعاً عاجلاً لقيادة الـ IOU نُقلّب فيه أوجه التوفيق بين سيادة منظّمتنا ومبادئها وبين (التعاون) المطلوب منّا.
كان أمامنا خياران: الموافقة، فنتجنّب غضب النظيف الأكبر، أو الرفض وتحمّل عقابيل ذلك.
في الخيار الأول تمسكٌ باستقلال منظّمتنا، وفي الثاني تفريطٌ بها، وبالتالي تقويض شرعيّة قيادتنا للقذرين في العالم.
طرحنا الموضوع على الاستفتاء القاذوريّ العامِّ، فرفض معظم الوسخين تسليم أيٍّ منهم إلى الـ USA، وأكّدوا على مقاضاة المتورّطين منهم ـ إن وجدوا ـ في الأطر والآليّات الخاصّة بالـIOU و وفق قوانينها، وأنّبونا وقرّعونا: أنتم قادتنا ولستم مخبرين، أنتم وسخون ولستم عملاء.
هكذا صارت قيادة الـ IOU بين مطرقة جماهيرها الرافضة للتعاون مع النظيفين، وسندان سطوة النظيف الأكبر وقوّته، فماذا نفعل؟

في التوضيح اللاحق نبين لكم ما فعلنا، فزوجتي تشوش عليّ، وتقطع انسياب أفكاري بطلباتها المتكررة كي أغيّر جواربي (طبعاً هي لا تتجرّأ على طلب استحمامي) لأنّ أهلها سوف يأتون لزيارتنا اليوم.
لعلمكم زوجتي من النظيفين، وسوف أشرح لكم لا حقاً قصة زواجي بها.
كما اتفقنا، سنشرح في التوضيح رقم (4) كيف فعل 11 أيلول فعله، وغيّر موقع القذرين على الخارطة، و جعلهم رقماً أو رمزاً مهمّاً في معادلة العلاقات الدوليّة، تلمسون في هذه الأيام تحديداً آثارها، و كيف ساهم في صنع وعينا بذاتنا، وأرغم النظيفين على إدراج مواعيد للاجتماع بنا في جداول أعمالهم، لا بل جعلهم يلهثون خلف رضانا في كلّ ساعةٍ ودقيقةٍ وثانيةٍ.
ـ يا رجل بدّل جوربيك، رائحتهما مقذعة جداً، إنها المرة العاشرة التي أطلب منك فيها ذلك، وأهلي شارفوا على الوصول.
ـ يا زوجتي! ماذا لو غيّرتهما، و لم يحضر أهلك؟

للاطلاع على التوضيحين السابقين إليكم الرابطين التاليين:
التوضيح(1):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4869&catid=12
التوضيح(2):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4901&catid=12
نائب الأمين العام للـ IOU
رئيس اتحاد الوسخين العرب
حسّان محمّد محمود
[email protected]



خاص ألف

العلاقة بين الـ IOU (International Organization Uncleanliness ) (المنظّمة الدوليّة للقذرين)، وبين الـ USA (United States of American) (الولايات المتحدة الأمريكيّة) كانت عاديّةً، لا تشوبها أيّة شائبةٍ، إلى أن دخلت طائرتان في اثنتين من بناياتها.
لقد كان هذا الحدث نقطة انعطافٍ في تاريخ العلاقات بين منظّمتنا وبين تلك الدولة.
قبله شيءٌ، وبعده شيءٌ آخر، بل أشياءٌ أخر.
الوسخون في العالم قبل 11 أيلول غير الوسخين بعد 11 أيلول.
بتلك العبارة يمكن وصف ما أصاب المنظّمة الدوليّة للقذرين، والتحوّلاتُ التي طرأت عليها كانت شاملةً، عميقةً، بعيدة المدى وجذريّةً.
هذه الأحداث غيّرت موقع القذرين على الخارطة، و جعلتهم رقماً أو رمزاً مهمّاً في معادلة العلاقات الدوليّة، تلمسون في هذه الأيام تحديداً آثارها، وساهمت في صنع وعينا بذاتنا، وأرغمت النظيفين على إدراج مواعيد للاجتماع بنا في جداول أعمالهم، لا بل جعلتهم يلهثون خلف رضانا في كلّ ساعةٍ ودقيقةٍ وثانيةٍ.
من ليس مع النظيف الأكبر يكون ضدّه، هكذا قال.
و بغية معرفة موقفنا من الحدث (11 أيلول) طلب منا مقابلته بعد أن أخبره بعض أركان إدارته أن الـ IOU لم تصدر بياناً عما حدث برغم مرور ستّ ساعاتٍ على وقوعه.
في أحد مكبّات النفايات قريباً من فوّهةٍ كبيرةٍ للصرف الصحيّ تداولنا في أمر لقائنا بالنظيف الأكبر، اجتمعنا تنسيقاً لمواقفنا، وتفحّصاً لعباراتنا، فنحن نعرف من سنقابل، والارتجال معه تصرّفٌ غير حصيفٍ و ليس وارداً أو محموداً، كما ندرك أننا بوصفنا قادةً لا نمثّل أنفسنا، بل ملايين الوسخين في جهات المسكونة الأربع، و الخطأ غير مسموحٍ في لقاءٍ كهذا.
ما أثار حفيظة بعضنا هو مكان الاجتماع، فالبيت الأبيض يوحي بالنظافة، بل هو تعبير عن تطرّفٍ نظافويٍّ كريه لدينا، ولو كان اسمه البيت الأسود أو البني أو الرمادي لهانَ الأمر ورفع عنا بعض الحرج.
أيّد بعضنا الذهاب إلى ذاك المكان ـ أبعد الله جميع الوسخين عنه وعن زياراته ـ مستندين إلى إشارةٍ ذكيّةٍ لأحد أعضاء قيادة الـ IOU إلى أنّ في اسم النظيف الأكبر ما ينتمي لعالمنا الوسخ؛ إذ يتوسّط اسمه حرف w(إشارة إلى w.c.)وهرباً من نقيصة العلاقة بأي شيءٍ أبيض اقترح بعضنا دعوة النظيف الأكبر إلى مزبلةٍ من مزابلنا، لكن الاقتراح استبعد، لعقباتٍ (بروتوكولية) .
بعد مفاوضاتٍ مكّوكيّةٍ شرحنا فيها موقفنا، وخشيتنا من شبهة النظافة إن ذهبنا إلى ذاك المكان الأبيض، وتأثير مثل هذه الشبهة على فرص تجديد انتخابنا؛ توصّلنا إلى صيغةٍ تناسب الطرفين، تنصّ على أن يتمّ اللقاء فوق أنقاض البنايتين المدمرتين، حيث يعطي الغبار مسحةً تناسب وضعنا وانتماءنا.
لكن، سرعان ما ظهرت عقدةٌ جديدةٌ في المفاوضات، لقد قال لنا (البروتوكوليون): بما أنّكم ستقابلون زعيم النظيفين في العالم يجب أن تنظّفوا أنفسكم، نظّفوا أنفسكم!
انداحت احتجاجاتنا على هذا الطلب المعجّز اندياح البراز من شخصٍ نام في كانون الأول على البلاط دون غطاءٍ بعد تناوله ستّة صحونٍ من مربى التين أردفها بكأسين من قمر الدين.
أعلمناهم أن استحالة تنظيفنا كاستحالة توسيخ النظيف الأكبر نفسه، عملاً بمبادئ التكافؤ و الندّيّة.
انبرى المختصّون بإخراج العالقات في أعناق الزجاجات من الطرفين لحلّ العقدة، وأنجزوا حلاً لائقاً ومناسباً للجميع؛ قياديين وأتباع لهم، وقد شيّدوا تسويتهم على ما تم الاتفاق عليه سابقاً، فبما أنّ الأطراف متّفقون على مكان الاجتماع فوق ركام البنايتين؛ يقوم الطرفان ـ في آن معاً ـ بتعفير نفسيهما بالتراب، حينذاك يعتبر النظيف الأكبر متّسخاً، ونحن نعتبر نظيفين عملاً بقواعد التيمّم بالتراب، هذا فضلاً عن الإمكانات التمويهيّة التي يتيحها هذا الحلُّ.
أحد (البرتوكوليين جداً) قال: أمام أنصاركم وأنصارنا، وأمام وسائل الإعلام؛ هذا الخيار هو الأفضل، لأنّه يتيح حرّيّةً كبيرةً في تعليل الوضع، أنتم هناك لتسجّلوا موقفاً، والنظيف الأكبر هناك ليظهر مدى التصاقه بالحدث وآلام شعبه النظيف، فيبدو كأنّه التقاكم صدفةً أثناء مساعدته عمال الإنقاذ في عملهم.
قبلنا بما أفضت إليه جهود البروتوكوليين، واقتنعنا جداً بكلام (البروتوكولي جداً).
علا الغبار رؤوس الجميع و وجوههم و ألبستهم، وحين أتى النظيف الأكبر استغربتُ نظراته المثبّتة عليّ، إنّه يعرفني، يتّجه نحوي، و ها هو يمدّ يده كي يصافحني، فاعتذرت.
فهم مبعث حرجي، وسرعان ما عفّر كفّيه بالتراب ثمّ وضعهما في صندوق قمامةٍ ناوله إيّاه أحد مساعديه، حينها زالت مني غضاضة مصافحته، وأدبرتْ كزازة نفسي من لمسه، فصافحته.
نظر في عينيّ وقال: أنا أعرفك، وتعاطفت مع قضيّة تنحيتك عن منصبك (مشيراً إلى القصّة التي رويتها لكم في التوضيح رقم (1) المذكور رابطه أسفل هذا التوضيح، لمن يريد الاطلاع.) و أردف بتأثّرٍ مصطنعٍ ربما لاستمالتي وزرع إسفينٍ بيننا ليفرّقنا كي يسود، قائلاً: ألا تعتقد معي أنّ مسح مؤخّرتك لم يكن بالخطورة التي صوّرها البعض، وأنّ الفهم السطحيّ للأفذاذ مثلك يهدّد ديمقراطيّة منظّمتكم؟
صمتُّ، ولم أجب. اكتفيت بالابتسام مجاملةً، إذ لا يمكنني الطعن بمنظمتي أمامه مهما فعلت بي، مهما ظلمتني، ومهما خوزقتني، و مهما ... بعدم تفهمها لقضيّة مسحي لمؤخّرتي.
فاجأتني معرفته الدقيقة بتفاصيل قصّتي، لكنّ تفسير هذا لم يكن صعباً؛ فمخابراته هي من أعطته هذه المعلومات ليعرف عنّا كلّ شيءٍ قبل اجتماعه بنا.
بدورها مخابراتنا زوّدتنا بمعلوماتٍ عنه:
" نظيفٌ، حتّى قمامته عقيمةٌ، أبوه كان رئيساً، فيه شبهة عتهٍ، إن تطوّر؛ يُعوّل عليه في تبنّيه بعض العادات و القيم القاذوريّة، ضعيف بالجغرافيا و التاريخ و القومية، قويٌّ بالديانة".
أراد منا النظيف الأكبر تحديد موقفنا، فبيّنا أننا ضدّ قتل الناس، حتّى لو كانوا مُعقّمين وبالغي الترتيب، وأن سبيلنا مع عتاة النظافة من خصومنا هو سبيل الحوار والإقناع.
و أكّدنا رغبتنا بالتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك على صعيد نشر الوساخة، وثمّنا عدم توقيعه على معاهدة (كيوتو) للحدّ من انبعاث الغازات السامّة، وتعميم وتعميق الفقر و الجهل اللذان يعتبران دعامتينا في تكريس القذارة، وحثثناه للضّغط على المعامل المنتجة للمنظّفات وتصنيفها في خانة منشآت صنع أسلحة التّدمير الشامل، وفرضِ ضرائبَ باهظةٍ على مستخدميها و منتجيها و المعلنين عنها.
من جهته طلب النظيف الأكبر تسليم أيّ وسخٍ في منظمتنا نشكّ بعدائه لقيمه، فوعدناه بالنظر في الأمر، شرط عدم المساس بسيادة المنظّمة واستقلالها ودستورها، فرفض ذلك غاضباً، وقال صراحةً وصفاقةً: سأصنّفكم بين الأشرار، وسوف نحاسبكم على غموض إعدام علي علعل ومجمل تصرّفاتكم في مجال حقوق الإنسان (إشارةً إلى القصة التي رويتها لكم في التوضيح رقم (2) الموجود رابطه أسفل هذا التوضيح، لمن يريد الاطلاع عليه.).
صرخ وهو يهمّ بالانصراف: في أوّل مكالمةٍ لي مع الربّ سترون ما يحلّ بكم.
إثر انتهاء اللقاء عدنا إلى مزبلتنا الكبرى وعقدنا اجتماعاً عاجلاً لقيادة الـ IOU نُقلّب فيه أوجه التوفيق بين سيادة منظّمتنا ومبادئها وبين (التعاون) المطلوب منّا.
كان أمامنا خياران: الموافقة، فنتجنّب غضب النظيف الأكبر، أو الرفض وتحمّل عقابيل ذلك.
في الخيار الأول تمسكٌ باستقلال منظّمتنا، وفي الثاني تفريطٌ بها، وبالتالي تقويض شرعيّة قيادتنا للقذرين في العالم.
طرحنا الموضوع على الاستفتاء القاذوريّ العامِّ، فرفض معظم الوسخين تسليم أيٍّ منهم إلى الـ USA، وأكّدوا على مقاضاة المتورّطين منهم ـ إن وجدوا ـ في الأطر والآليّات الخاصّة بالـIOU و وفق قوانينها، وأنّبونا وقرّعونا: أنتم قادتنا ولستم مخبرين، أنتم وسخون ولستم عملاء.
هكذا صارت قيادة الـ IOU بين مطرقة جماهيرها الرافضة للتعاون مع النظيفين، وسندان سطوة النظيف الأكبر وقوّته، فماذا نفعل؟

في التوضيح اللاحق نبين لكم ما فعلنا، فزوجتي تشوش عليّ، وتقطع انسياب أفكاري بطلباتها المتكررة كي أغيّر جواربي (طبعاً هي لا تتجرّأ على طلب استحمامي) لأنّ أهلها سوف يأتون لزيارتنا اليوم.
لعلمكم زوجتي من النظيفين، وسوف أشرح لكم لا حقاً قصة زواجي بها.
كما اتفقنا، سنشرح في التوضيح رقم (4) كيف فعل 11 أيلول فعله، وغيّر موقع القذرين على الخارطة، و جعلهم رقماً أو رمزاً مهمّاً في معادلة العلاقات الدوليّة، تلمسون في هذه الأيام تحديداً آثارها، و كيف ساهم في صنع وعينا بذاتنا، وأرغم النظيفين على إدراج مواعيد للاجتماع بنا في جداول أعمالهم، لا بل جعلهم يلهثون خلف رضانا في كلّ ساعةٍ ودقيقةٍ وثانيةٍ.
ـ يا رجل بدّل جوربيك، رائحتهما مقذعة جداً، إنها المرة العاشرة التي أطلب منك فيها ذلك، وأهلي شارفوا على الوصول.
ـ يا زوجتي! ماذا لو غيّرتهما، و لم يحضر أهلك؟

للاطلاع على التوضيحين السابقين إليكم الرابطين التاليين:
التوضيح(1):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4869&catid=12
التوضيح(2):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4901&catid=12
نائب الأمين العام للـ IOU
رئيس اتحاد الوسخين العرب
حسّان محمّد محمود
[email protected]




















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

المتة إن عزت

05-أيلول-2020

قصة مقالة عن أدونيس

23-أيار-2020

ضحكة فلسفية

04-نيسان-2020

هكذا تكلم أبو طشت ـ جزء 6 المرأة التي قتلتها مؤخرتها

21-أيلول-2019

هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي.

14-أيلول-2019

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow