/ عصافير ميتة /

كانت طفولة داميةٌ
هي تلك
خضّب الأساتذة
أكفهم بدمي الخجِلْ
وتدحرجت كرةُ الرعب
في أروقة المكان
العصافير ميتة
خلف نوافذ مُسلّحة
والعصا....تلوح رفيفَ
رعبٍ ونصال
كانت طفولة يائسة
هي تلك
اعتقلتني المدارس
رمتني إلى أصفادها
الموجهون
بخدودهم المُدجّجة
بلحمنا الميت
الأساتذة
المدراء
المزودين برذاذٍ ناسف

ولعاب بطش

ألسنتهم المُتهيّجة

كثيران انقضاض
....كانت طفولة مُحطمة
هي تلك
سلسُ بولٍ لا ينقطع
تجمدٌ كآلات
في مهرجان السابعة
طير الوجوم
حلق فوق رؤوس الصِبَية
العَلمُ وحده كأحمق

يخفق حراً في الأعلى
العَلمُ وحده
يحظى بعيوننا المشنوقة
فوق
ورقابنا التي تتدلى
من حبل إعدامه
رؤوساً...مقطوعة
حتى جذر التهذيب

××××××

/ سيلوفان مُذهب /

أمي التي تشبه
جولييت بينوشه
في فيلم شيكولاته
حذاؤها الأحمر الباهر

قمصان نومها من موسلين زهري
اختبأت في ملمسها الرقيق
ملايين النجمات
مرآة أمي (البلجيكية)
الواضحة الضوء
والصريحة
تعكس كل شيءٍ حولي
وفي مكانه الصحيح
السرير...
بجانبه نافذةٌ قوسية ملونة
وماكينة الخياطة (السنجر)
أبي المُمددُ
عارياً في سرير غيابه
كخنجر
نحن القتلى كأولاد
معبأون في ملابس الخجل
وملفوفون بعناية
بسيلوفان التهذيب
وشريط الفضيحة المُذهّب
يربطنا من وسطنا
المُقفل
...شرف العائلة
اللا يُمس
وحده أنا
غير موجود في المشهد
رغم عينيّ
الممسوحتين جيداً
حتى آخر النصاعة