توضيح ظروف الوصول إلى منصب/(5): شاعرٌ تجلّى.
خاص ألف
2009-11-04
لا ينصح مرضى الربو بقراءة هذا التوضيح، فيرجى ممن يعاني هذا المرض توخّي الحذر.
نهشوا رؤوسنا: العالم قبل H1N1 غير العالم بعد H1N1.
لم لا يقولون أيضاً: الوسخون قبل H1N1 غير الوسخين بعد H1N1؟
حقيقةً: ثمة شموليّةٌ للغباء والبغاء الإعلاميين لدى النظيفين تتجاوز حدود التصوّر، ويضيف لهاثهم خلف الإثارة حرشاً عرمرماً إلى غابة جهلهم، يرويها كالمطر الاستوائيّ سعيهم الدؤوب خلف القشور، سعيٌ حثيثٌ، نظيفٌ، نظيفٌ جدّاً، حدّ العقامة.
علميّاً، وبعيداً عن الانفعال: يمكن تقييم حجم ونوعيّة الاهتمام الإعلاميّ بأثر فيروس الحرّيّة في القذرين؛ بأنّه لا يتناسب مع دورهم الشموليّ في العالم، فضلاً عن كونهم منتجي ذاك الفيروس، كما أنّ المقاربات الإعلاميّة الشموليّة لهم لا تتّسق مع جذريّة التحوّلات الشموليّة التي طرأت عليهم، خصوصاً بعد الحدثين العظيمين الشموليّين الهائلين (11أيلول و فيروس الـ H1N1 ) وهي في أغلبها مقتصرةٌ على سرد أخبارٍ (معظمها كاذبٌ) عن جهاز قياس الروائح الذي نضعه في مؤخّراتنا.
أين الموضوعيّة في التحليل و التعليق الشموليّين، وإغفالنا، نحن خصومهم ، مبدعو فيروس الحرّيّة، سبب بلائهم وما هم فيه؟
أليست المقاومة القاذوريّة الشاملة هي من أنتج هذا الفيروس ردّاً تحرّريّاً على اعتقال النظيف الأكبر قيادة الـ ][IOU ما أجبره على إطلاق سراحنا؟
و من ثمّ، من أسقط القيادة العميلة الخائنة للـ ][IOU ؟ و من رماها في غسّالة التاريخ، بعد أن مرّغ أنفها في صابون النظيفين ومعقّماتهم؟ من غير فيروسنا المقدّس؟
و طالما نتذكّر تلك الحقبة المشرقة من تاريخنا، وفي هذا المعرض، لا أجد بدّاً، بل من واجبي، أن أشير للدور الحاسم لذاك الحارس الذي تعاطف معنا في معتقلنا، ونقل تعليماتنا إلى المقاومة القاذوريّة الشاملة، ذاك الذي رسوخه في وجداننا؛ رسوخَ رائحة الروث في اسطبلٍ لم ينظّف لقرنٍ كاملٍ.
وفي هذا التوضيح أتابع ما بدأته سابقاً، مخصّصاً جلّه لشرح آثار فيروس الحرّيّة علينا، تعويضاً عن نقص الموضوعيّة الكارثيّ في وسائل إعلام النظيفين.
يمكن القول، بإيجازٍ وشمولٍ: أبرز التغيّرات على الوسخين بعد H1N1 كانت تعاظم خشيتهم من التغوّط، ودخول الـ w.c صار مشروعاً يتطلّب من القذر الرويّة و الحذر.
وعلى المستوى الشخصيّ: لم أشعر بالندم جرّاء زواجي من نظيفةٍ بقدر ما شعرت به بعد زيارة سكرتيرتي في تلك الليلة.
لبيان ذلك، أبدأ من حيث انتهيت في توضيحي السابق، حين كففت عن الكتابة بسبب طرقاتٍ سريعةٍ مستعجلةٍ ملهوفةٍ جعلتني أهرع لفتح باب بيتي كي أُخرس ذاك القرع الوقح المتوتّر عليه.
قمت كالملسوع، و تحسّباً لأن يكون الطارقون أهل زوجتي؛ لبست جوارب نظيفةً، وفتحت الباب، فإذا بسكرتيرتي.
دعوتها للدخول وكلّي ابتهاجٌ لأن الآتي هي، وليس من خمّنت:
ـ يا شيخة!! أفزعتني، حسبتك أحد النظيفين.
جلست مثبّتةً نظراتها على قدميّ، كأنها تسأل:
ـ لماذا جواربك بلا رائحة؟
سريعاً تداركت زلّتي، فخلعتُ النظيفة ولبست جواربي، فتأجّجت رائحتها وانتشرت، ما بعث فينا الارتياح، و أعاد للغرفة عبقها المألوف و الحميميَّ.
ـ ما الذي جعلك تأتين في هذه الساعة؟
ردّت بصوتٍ خافتٍ كالفحيح:
ـ اضطررت. قيادة جبهة النضال القاذوريّة تطلب منك الحضور إلى مزبلة الكرامة غداً صباحاً، وكان ضروريّاً أن آتي، كي أعطيك بطاقة الدعوة.
ـ أنا فقط؟
ـ لا، وصلت دعواتٌ مماثلةٌ لجميع أعضاء قيادة الـ ][IOU المنتخبة.
اطمأننت، فالأمر يشمل الجميع ولا يخصني بمفردي، ما يعني أن الدعوة آمنةٌ، وليست استدراجاً لاعتقالي.
ناولتني ظرفاً مغلقاً، فيه بطاقة الدعوة، و همّت بالذهاب.
عند الباب، وقفت مودّعاً سكرتيرتي، مشيراً إلى قدميّ، واضعاً سبّابتي على شفتي دلالة أن: صهٍ!! لا تخبري أحداً عمّا شاهدته، كي يبقى ارتدائي جوارب نظيفةً طيّ الكتمان، فأنا لا تنقصني في هذه الأوقات الحرجة فضيحةٌ من هذا العيار.
أسدلتْ عينيها بتزلّفٍ تفهّماً لحالي، وموافقةً نفاقيّةً على طلبي، وتنهّدت بحسرةٍ مصطنعةٍ، ثمّ غادرت تاركةً خلفها رائحة ريحٍ خرجت بصمتٍ من أعمق أعماق بطنها، ريحٌ ثار عبقها بوقارٍ وهدوءٍ رخيمٍ طغى وسيطر على ما عداه، حتى على رائحة جواربي.
تلك الرائحة، كانت تحيّتها الرسميّة لي بوصفي نائب الأمين العام للـ ][IOU .
تركتني السكرتيرة في حمأة هلعٍ متعدّد الجبهات و الأطراف: جبهة زوجتي التي تضطرّني كلّما قُرع الباب لتغيير جواربي، وجبهة ثرثرة سكرتيرتي واحتمال تسريبها قصة ارتدائي جوارب نظيفةً، وجبهة الإعداد لاجتماعنا مع قيادة جبهة النضال القاذوريّة.
يا لهذا الإعداد! كم يحتاج فجلاً وملفوفاً وبيضاً مسلوقاً فاسداً.
و من أين آتي بالبيض الفاسد، بعد أن حرمتني ـ النظيفة بنت النظيفين ـ زوجتي منه؟
وهل يوجد بيضٌ فاسدٌ في بيت يحوي ثلاجةً؟
أجل يا أعزائي، في بيتنا برّادٌ، ما انفكّ تكبّلني بذكرياتٍ كابوسيّةٍ، تعيدني إلى سنوات حرماني من طعامي المفضّل في سجون النظيف الأكبر، ويضعني الآن في ورطة غياب طعامٍ فاسدٍ، ما كنت في يومٍ بحاجته كحاجتي له الآن.
تلك الثلاجة اللعينة كانت وراء اختفاء صنوف الطعام العفنة من بيتي، وجعلتني أتمزّق شوقاً و شهوةً، متسوّلاً لقمةً عفنةً من هنا و أخرى متّسخةً من هناك.
سحقاً للبرّادات وما تفعله بنا. ألا فلتحلّ لعنةٌ بقدر خوفي من اجتماع الغد على برّادنا فتحيله خردةً بلمحة عين.
وكأنّ وجود الثلاجة لا يكفي؛ تتجمّع المصائب وتأتيك دفعةً واحدةً، فها هو الخوف من وشاية سكرتيرتي يدفع بي إلى المرحاض، حيث فقدت ما بقي في أمعائي من غازاتٍ.
كانت تخرج الغازات بالرغم مني، تنثال من مؤخّرتي، كالرمل في ساعة رمليّةٍ، كالماء من بين الأصابع.
مدروخٌ في المرحاض، ومأزومٌ تأزّم خاسرٍ في القمار، تلك كانت حالتي .
أفقد شيئاً فشيئاً، دون إرادتي، أهمّ ما أحتاجه لاجتماع الغد، كنت أخسر الغازات التي عليّ إطلاقها أثناء ترديد النشيد القاذوريّ.
أيّ مأزقٍ هذا؟
ما العمل؟
مع كلّ نفثة غازاتٍ تخرج، كنت أنقبض حسرةً، أرتجف، ثمّ أضرب جدران المرحاض غيظاً.
و لا أعرف كيف نطقتُ:
ما بين قبضٍ وإسهالٍ هما ألمي طويت ليلي في المرحاض مدروخا
و أقذرِ ما في الكون، أستحقّ اللطم بأنظف حذاءٍ، لا بل يجدر بي وضع رأسي في عبوة صابونٍ وغسله خمسين مرّة كلّ يومٍ على هذا الزواج، أجل ، أنا من جلب المتاعب لنفسه، و لا أحد غيري يستحقّ دفع ثمن هذا الاختيار الخاطئ.
ثلاجةٌ؟ ثلاجةٌ يا بنت ...
الآن، إن لمتها سوف تقول:
ـ ما علاقتي؟ أنا نظيفةٌ، وتعرف ذلك قبل أن تنضرب على قلبك وتتزوّجني. إن كنت حانقاً، حاسب قيادة جبهة النضال القاذوريّة خاصّتك على إلزامها لكم بالضراط عند سماع نشيدكم القاذوريّ المقدّس.. لست أنا من وضع هذه التعليمات، انقمْ على من أجبرك وأجبر القذرين على هذا. أم أن من لا يقدر على الحمار ينطّ على البردعة؟
ولخشيتي من أن يسمع أحدٌ كلامها؛ ابتلعت ملامتي، خرست.
فلأصمت! وليكن احتراقي صامتاً عقوبة أخرى على هذا الزواج الفاشل. أجل، أستحقّ ذلك، ينبغي أن أُسلق ثمّ أُقلى ثمّ أُشوى ثمّ تمرّ فوقي قافلةٌ من عشرين مدحلةً دون أنّةٍ، أو صرخة ألم.
* * *
ظاهرة إطلاق الغازات في منظّمتنا موجودةٌ مذ تأسّست، لكنّ أهمّيتها لم تتعاظم و تكتسب القدسيّة الهوسيّة التي هي عليها الآن إلا بعد أن وصلت مكانة فيروس الحرّيّة درجةً قاربت الصنميّة، فهو لم تُؤلَّف فيه الأشعار، و تُسطَّر له الدراسات والأبحاث فقط، بل كَثُرت وشاعت مطالبات اعتماد اسمه بديلاً لاسم منظمتنا...لقد أجّج في أرواحنا جذوةً لن تخمد لو سُلّطتْ عليها كل مياه المجاري في هذا الكون، و قاربت مكانته فينا مكانة الفئران.
ذاك الفيروس المعجزة، الفيروس الإنجاز، محرّرنا من سجون النظيف الأكبر، رمز عنفواننا؛ كان فعله في الدنيا برمّتها ما كان، و لعلّ أبلغ ما فعله، وكان سبباً لتقديس إطلاق الغازات من المؤخّرات، هو: زيادة عُقد العالم من الرقم 1 عقدةً جديدةً.
فقد تكرّر هذا الرقم في 11 أيلول، و11 أيلول هذا حصل في السنة رقم1 من الألفيّة الجديدة الشاملة، و شكل البرجين المدمّرين يشبه الرقم 11 الشامل، و الـ USA ما برحت تردّد أنها الدولة الشاملة رقم 1 في العالم الشامل، ويقال: النّظيفون سمّوا فيروس الحرّيّة باسم H1N1 تأثّراً بعقدتهم الواحديّة.
و من جملة ما شملت؛ شملت العقدة الواحديّة الشموليّة مجتمع القذرين؛ فقد تحوّلت المقاومة القاذوريّة الشاملة إلى (جبهة النضال القاذوريّة) بعد أن ضمّت لها تيّاراتٍ تدّعي الوساخة، تيّاراتٌ كنّا نرفض أن تحسب علينا، وأن تصنّف بين الوسخين، فمعظم من (شمّلتهم) بالانضمام لنا من ذوي الانتماء المذبذب، وسخون متردّدون، ينوسون بين الوساخة وبين النظافة.
مصلحو مدافئ، دهّانون، عمّال بناء، رافعو القمامات، منظّفو مراحيض.. إلى ما هنالك من أولئك الذين يخدعوك بشدّة وساختهم عند رؤيتهم وهم يعملون، لكنّهم ما أن يلجوا بيوتهم، حتى يتبدّى وجههم الحقيقي، وينزعون براقعهم الوسخة، و يسارعوا إلى الصنابير و الصابون.
تخيّلوا !! هؤلاء أمسوا أعضاء في منظّمتنا، وصار لهم كلمةٌ في تقرير شؤوننا.
وكأنّ جبهة النضال القاذوريّة سهت أو تساهت عن حقيقةٍ تفقأ العين، هي أنّ بعض تلك الفئات الزئبقيّة التي ضمّتها إلى منظّمتنا، يقوم وجودها على قيمٍ وممارساتٍ متناقضةٍ مع جوهر دستورنا القاذوريّ.
هل تتشرّف قيادة جبهة النضال وتشرح لنا ما يقوم به مصلحو المدافئ؟ أليس (تنظيفها) من شحّارها؟
هل تتكرّم قيادة جبهة النضال وتفسّر لنا جوهر وظيفة مزيلي القمامة؟ صحيحٌ أنهم بما يفعلونه يشكّلون مزابلنا الكبرى، حيث يرمون ما يجمعون من قماماتٍ، لكن؛ أليس جوهر عملهم (التنظيف)؟ متى كنّا نخدع بالمظاهر، ولا نرى أبعد من أنوفنا؟
وقسْ على ذلك، في جوهر (أركّز على كلمة جوهر) عمل الدهّانين ومنظّفي المراحيض (بالله عليكم انظروا!! من اسمهم تعرفونهم، اسمهم: منظّفو المراحيض).
ألا تزكم الأنوفَ رائحة انزلاقٍ نظافويٍّ خطرٍ، ودسٍّ مقصودٍ لأفكار وأفعال خصومنا النظيفين في صفوفنا؟
ثمّ، متى كنّا نقبل بأنصاف الوسخين؟
أليس بسبب مسحي مؤخّرتي بورقة الترشيح في المؤتمر التأسيسيّ، عُزلت من منصب الأمين العام؟ ويشهد التاريخ، أني ما فعلت ذلك إلا إثباتاً لعراقة وساختي، ودعايةً انتخابيّةً، لكسب أصوات المقترعين، مرّةً واحدةً ما تكرّرت، ولن تتكرّر قط.
حين تبحث عن الكمّ مهملاً النوع، من المشروع أن يُشكّ بنواياك، أن نتساءل: فيم ستوظّف هذا الكم؟
هكذا، رويداً رويداً، خطوةً فخطوةً؛ تتالى تأثير العقدة الواحديّة الشموليّة علينا، وبما أنّه لا يمكن لديكيْنِ صدّاحيْن أن يجتمعا فوق مزبلةٍ شاملةٍ واحدةٍ؛ ها هي المقاومة القاذوريّة الشاملة (سابقاً) جبهة النضال القاذوريّة الشاملة (حالياً) تملي علينا ـ نحن القيادة المنتخبة للقذرين ـ ما يتوجّب فعله بصورةٍ شاملةٍ، وقد اعتقلت بعضنا مؤخّراً، حرصاً على ما قالت أنّه: المصلحة القاذوريّة العليا الشاملة، وضماناً للرأي الـ 1 الشامل في صفوفنا.
أمرٌ غريبٌ أليس كذلك؟
نحن، القيادة المنتخبة التي أسست الـ ][IOU ، و صمدت سنواتٍ في سجون النظيف الأكبر؛ نحتاج بطاقات دعوةٍ لحضور اجتماعات مصيريّة للقذرين؟
نحن ـ المؤسسين ـ أمسينا نمضي الليل في المراحيض ما بين إقدامٍ و إحجامٍ على إفراغ أمعائنا جزعاً وهلعاً من سكرتيرةٍ تافهةٍ، و نتحرّى سبل إبقاء فضلاتنا في بطوننا، ونتحمّل آلام ذلك، توفيراً لأصغر ضرطةٍ كي نطلقها عند ترديد النشيد في ذلك الاجتماع.
ولماذا؟ كي لا تشكّ قيادة جبهة النضال القاذوريّة بصدق انتمائنا، (نحن) المؤسسين.
كانت روحي تطفح بالمرارة و السخرية لما آلت إليه أوضاعنا، كما يفيض مرحاضٌ سَدَّتْ قساطله ومنعت جريان الماء فيها كتلةٌ من الشعر تجمّعت فوق جثّة جرذٍ بحجم الرأس .
بات رأسي فرناً يضطرم توجّساً و ترقّباً لذلك الاجتماع و موجباته؛ وفيما تحاول أمعائي صدّ هجوم خمسة آلاف إبرةٍ، تفحّصت الظرف الذي أعطتنيه سكرتيرتي، وانتبهت إلى خلوّه من شعارنا المقدس، كما اعتدنا عليه، مكلّلاً إصداراتنا ومراسلاتنا، مذ صدر تعميم إلزامنا به وشماً لأوراقنا الرسميّة، محدّداً نوع المادّة المستخدمة في طباعته.
فقد نصّت المادة الثانية من ذلك التعميم:
" المادة الثانية: يستخدم في طباعة شعار (المجد لفيروس الحرية سحقاً للقاحات) في مراسلاتنا دمٌ نتنٌ لخنزيرٍ مصابٍ بفيروس الحرّيّة، وعلى جميع الأطفال في المزابل كافّةً ترديد النشيد بداية كلّ يومٍ قبل بدء التقذّر وهم يضرطون بشدّةٍ".
فتحت الظرف، وأخرجت بطاقة الدعوة، فإذا هي أيضاً خاليةٌ من شعارنا، استغربت الأمر، و أرجعته إلى السرعة و الارتباك في طباعة الدعوات، ما أكّد لي أنّ اجتماع الغد خطيرٌ، استثنائيٌّ، و لا مجال للتهاون فيه بشأن توفير الغازات الكافية لإطلاقها من مؤخّرتي، أثناء ترديد النشيد.
بعد ذاك التعميم بفترة وجيزةٍ، أصدرت قيادة جبهة النضال القاذوريّة الشاملة قراراً توضيحيّاً بخصوص نوعيّة الغازات المطروحة أثناء ترديد النشيد، جاء فيه:
المجد لفيروس الحرّيّة، سحقاً للقاحات.
يا نظيفي العالم اتسخوا!
قرار رقم / 11111111111111/
لوحظ أنّ الغازات التي يطلقها بعض الأطفال في مزابلهم، أثناء ترديدهم النشيد، تخلو أحياناً من الرائحة، و على المشرفين القاذوريين التأكّد من تلك الغازات، و الحرص على قذاعتها، ومعالجة أمر المقصّرين، وفي حال تكرار المخالفة إحالة الطفل مع والديه إلى الجهات المختصّة للتأكّد من سبب خلوّ غازات طفلهم من الروائح المطلوبة.
للتنفيذ تحت طائلة المساءلة العفنة.
ويُعمل بمضمون هذا القرار اعتباراً من يوم الأحد في تمام الساعة 11 و الدقيقة 11 و الثانية 11.
المجد لفيروس الحرّيّة، سحقاً للقاحات
صورة إلى:
ـ فروع جبهة النضال القاذورية في العالم كافة/للتقيد و المتابعة.
ـ الأرشيف.
ـ الديوان مع الأصل/للتعميم على جميع المزابل و دورات المياه في العالم.
ـ قيادة الـ ][IOU المنتخبة.
مزبلة الكرامة،يوم الأحد الواقع في 11/11/1111
لاحظتم كيف وضعنا القرار في آخر من ينبغي إبلاغهم مضمونه، أليس كذلك؟
في اليوم التالي للقرار، شرعت المتاجر ببيع أجهزة قياس الروائح، ومن لم يملك الثمن؛ مُنح القروض بغية اقتنائه، ومن لم يستطع الاقتراض؛ سرق، ومن لم يتمكّن من السرقة؛ اعتقل بتهمة الازدراء بنشيدنا القاذوري المقدّس، الذي مطلعه (المجد لفيروس الحرّيّة، سحقاً للقاحات).
و مع استشراء العقدة الشموليّة من الرقم 1 سرعان ما شمل تطبيق التعميم الجميع،لم يبق قاصراً على الأطفال، وصار على الكبار ما على الأطفال، ثمّ تمّ إلزامنا نحن (القيادة المنتخبة) بذلك، ولم يعفَ أحدٌ من هذا الجهاز سوى أعضاء قيادة جبهة النضال.
الجهاز، أنبوبٌ فولاذيٌّ (يأخذ شكل الرقم1) يوضع في المؤخّرة، ليس عليها، بل فيها تماماً، لذا صارت مؤخّراتنا مميّزةً بذلك النتوء، ومن خلتْ مؤخّرته منه (وهذا نادرٌ) احتمالٌ من ثلاثةٍ: نظيفٌ، أو عميلٌ للنظيفين، أو عضوٌ في قيادة جبهة النضال القاذوريّة، التي أعفت نفسها من مقتضيات إثبات الولاء لنفسها، وهذا سرّ غياب تلك النتوءات عن مؤخّرات أعضاء القيادة.
وضعنا الأجهزة لأبنائنا، و وضعناها بعدهم: لآبائنا وأمّهاتنا وأعمامنا وعمّاتنا وأخوالنا وخالاتنا وأجدادنا وجدّاتنا.
صرنا نضع مع جهاز العروس ليلة عرسها جهازاً جديداً غير الذي استخدمته وهي عزباء.
الميسورون من القذرين اشتروا جهازاً احتياطيّاً، يستخدم عند تعطّل الأساسيّ، أو أثناء صيانته.
انتشرت منه أنواعٌ، أمريكيٌّ، صينيٌّ، كوريٌّ، ... و صار يورث، و يذكر في وصايا الميتين، وفي عقود الزواج عند أقرب الأجلين (الطلاق أو الموت).
تسألُ فتاةً حالمةً: "ما الذي تحملينه؟" فتجيبك: "جهاز حبيبي، أعطانيه قبل سفره كي تبقى رائحة غازاته راسخةً في وجداني".
كنت تلتقي بشخصٍ مات عزيزٌ عليه، يشير إلى الجهاز ويقول بحسرة من فارق فراقاً أبديّاً: " ذاك كان جهاز أبي" أو " هذا جهاز الغالي.." ثم يجهش ببكاء مرٍّ ونحيبٍ فجائعيٍّ، تفجّرهما رؤية جهاز الفقيد.
كانت النسوة و المراهقون يتباهون بنوعيّة أجهزتهم، ويغيظون بعضهم بميزاته الجديدة، وكَثُرت مطالبات الزوجات لأزواجهنّ و الأطفال لآبائهم بتجديد أجهزتهم غيرةً و غيظاً و حسداً وتقليداً لأقرانهنّ أو أقرانهم.
ظهر لهذا الجهاز ما يسمّى بعلم الاقتصاد؛ طيف نشاطاتٍ مرتبطةٍ به، مثل: محلات بيع الأجهزة، وكلاء استيرادها، الإعلانات عنها، بيع قطع غيارها، محلات صيانتها، تهريبها..الخ.
تخرج عليك الصحف بعنوانٍ عريض: " رجال الجمارك يحبطون صفقة تهريب لأجهزة قياس الروائح في المؤخّرات" ، " إلى متى المتاجرة بأجهزة الناس؟!!" ، " أجهزة قياس روائح المؤخّرات بين الواقع و الطموح" ، " تهريب الأجهزة هدرٌ لإمكانات الاقتصاد القاذوريّ، رؤيةٌ وحلول!!" ، " المتلاعبون بعدّادات أجهزة قياس الروائح، فنون في التحايل على القانون!!" ، " متى تتوقّف ظاهرة اللعب بعدّادات الأجهزة؟".
مواقع الإنترنت التي لم تمدح الجهاز، أو التي هاجمته؛ حجبت، وحجبت بشدّةٍ منعت حتى (البروكسي) من دخولها.
تغلغلت مواضيع الأجهزة بقوّةٍ في المسلسلات، و الأفلام، و المسرحيّات. والمهرجان السينمائيّ الذي يخلو من فيلمٍ تعرض فيه مشكلةٌ ترتبط بالجهاز، يثير عاصفةً من النقاد السينمائيين: " مهرجان القاذورة السينمائيّ الخامس: غيابٌ لأجهزة قياس الروائح أقوى من الحضور" ..الخ
في الشريط الإخباريّ للقنوات الفضائيّة الإخباريّة يمرّ أمامك: " الأخبار السياسية: ــــ حراك ديبلوماسي لحل أزمة أجهزة قياس الروائح في الـ ][IOU، اتحاد الوسخين العرب ينفي صحّة خبر تذمّر القذرين العرب من أجهزتهم، سجن صحفيين اثنين تهكّما على أجهزة قياس الضراط ... الأخبار الاقتصادية:ـــــ جيلٌ جديدٌ من الأجهزة يغزو أسواق العالم، هبوط مؤشّرات شركات إنتاج الأجهزة يزعزع الثقة ببورصات العالم ... الأخبار الثقافية: ـــــ عملٌ مسرحيٌّ يتناول أجهزة الروائح يتحوّل إلى فيلمٍ سينمائيٍّ ... أخبار الدراما: ـــــ مسلسل باب الفارة خلافات حول وضع أجهزة قياس الروائح في مؤخرات الفئران..الخ".
وهي أخبارٌ؛ معظمها كاذبٌ، مليئةٌ بأنصاف الحقائق، هدفها جذب القارئ أو المشاهد لا أكثر و لا أقل.
تسألُ طفلاً: ماذا ستدرس حين تكبر؟
فيقول لك: حقوق.
وهو محقٌّ في طموحه هذا، فبما أنّ مشكلات الحياة المستجدّة هي التي تفرض تطوير القوانين، أصدرت قوانين تخصّ الأجهزة، و تهافت طلاب الحقوق في كلّيّاتهم للتخصّص بـ (تنازع القوانين الجهازيّة) وفي أقسام الدراسات العليا مُنحت درجات ماجستير ودكتوراه في (الاختصاص القانونيّ لسلطة التضريط الشخصيّة و القانون العام المستضرط و التشريعات الاستضراطيّة و الاختصاص المكانيّ لمحاكم الغازات...الخ).
و انعكس ذلك على البنية القضائيّة للـ ][IOU برمّتها، فصار ثمّة محكمة بداية الضراط الأولى، محكمة الاستضراط (هي مرجع استئنافي)، محكمة الضرط (للنقض وتمييز الأحكام، وهي بمثابة غرفة مذاكرة قراراتها لا تقبل الطعن ).
كُيّفَتْ باقي التشريعات وفقاً لمتطلّبات الأحكام الضرطيّة، فالقوانين التي ظهرت بعد صدورها اضطرّت للانسجام مع موادّها، أما تلك التشريعات السابقة عليها، فأخذوا يحذفون منها مادّةً من هنا ومادّةً من هناك، ويضيفون فقرةً إلى هاتيك، ويحذفون فقرةً من تلك، حتى صارت كقرينتها التي صدرت بعد الأحكام الضرطيّة.
جسديّاً: وسّع الجهاز فوّهات مؤخّراتنا، وحفر حولها وشماً، انتقل إلى جيناتنا الوراثيّة، ومواليدنا أصبحوا يأتون ومعهم وشمهم في المنطقة التي يوضع فيها الجهاز تماماً.
وساد عرفٌ، مقتضاه: يأتي مختصٌّ يكشف مكان الوشم في الطفل الوليد ليوسّعه، ثمّ يقام حفلٌ صاخبٌ ابتهاجاً بما يسمّى (تضريط) الوليد، توزّع فيه الحلوى، ويحضر إليه المطربون والراقصات، ويتسقّط أخباره الجائعون، ومشتهو الخمر، ممن لا يملكون ما يطعمهم أو يسكرهم.
أمّا من لم يكن لوليده وشمٌ؛ فيداري أمره، ويجري له عمليّاتٍ جراحيّةً بالغة التعقيد و الكلفة، كي يصير مثل أقرانه.
إذا تمنّيت لأحدهم الخير، تدعو له بطول الضراط، ومن قدّم لك معروفاً تقول له:"يضَرْطَكْ"، وإن طلبت شيئاً من أحدٍ تقول: " يضرطك أعطني كذا.." ، " دام ضراطك" ، في السرافيس و التكاسي شاع استعمال: " يضرطك أنزلني...".
و اندثرت لعبة (المحبوسة) من بين ألعاب طاولة الزهر، ومن تجرّأ على لعبها اتهم بالتجديف على المحبوسة الجديدة، أجل، أضحى للمحبوسة معنىً آخراً، ومبارياتٍ وبطولاتٍ يحضر مهرجانات افتتاحها كبار القادة في جبهة النضال القاذوريّة الشاملة.
في سجلّ الأرقام القياسيّة الخاصّ بالقذرين، أدرجت أرقام أطول وأقصر وأندر وأصعب وأقذع ...ضرطةٍ.
مرةً، حملت قصّةً، كتبتها بعنايةٍ، تتحدّث عن كفاح شابٍّ قصيرٍ، ودرت بها على رؤساء التحرير، فما قبل أيٌّ منهم نشرها، مع أنها فيما بعد حصلت على جائزةٍ عالميّةٍ، ، لماذا برأيكم؟
خمّنوا الأسباب!!
يا سادتي! لأنّ عنوانها كان: (ما ضرّ طوله)، أي أن طول الفتى بطل القصّة لم يضرَّه في العثور على حبيبة وعمل و...، وكان رؤساء التحرير و المسؤولون عن نشر الإبداعات لا يكلّفون نفسهم عناء قراءة ما بعد العنوان، فيرفضون فوراً نشر القصّة.
فيما بعد نشرت القصّة بعد شيوع خبر الجائزة التي حازتها، لكن بعد تغيير العنوان إلى ( ضرّ طولُه اليأسَ).
ضرَّ: فعل ماضٍ، مبنيٍّ على الفتح.
طولهُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، و الهاء ضميرٌ بارزٌ متّصلٌ في محلّ جرٍّ بالإضافة.
اليأسَ: مفعولٌ به للفعل ضرّ، منصوبٌ وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الجريدة التي نشرت القصّة، وضعت إعراب مفردات العنوان، الذي أوردته أعلاه، في مقدمة القصّة، ثمّ نشرتها، وبغير ذا ما نُشرتْ.
من يكره الآخر يدعو له بانحباس ضرطاته، وفي المؤسّسات، أضحى المتنافسون على المناصب يكتبون التقارير بضرطات بعضهم، و المتآمرون يدسّون خلسة ًحبّات الفحم في طعام من يكرهون.
بضرطةٍ ذات رنّةٍ يمسي نظيفٌ رئيس قسمٍ في مؤسّسةٍ وسخة، ويغدو المعقّم الذي لا يفقه في الوساخة شيئاً مرهوب الجانب، يخشاه أقذر القذرين.
كيف تصير مديراً؟
تذهب إلى صاحب الشأن، ضرطةٌ واحدةٌ تعدّ لها جيّداً، يسبقها إخماد ضرطات المنافسين، يصدر قرارك.
وتبقى مديراً ما دمت قادراً على ..........
أحد معارفي من المديرين سجّل ضرطة صاحب الشأن وجعلها نغمةً لهاتفه المحمول، وكان كلّما ذهب صاحب شأنٍ وأتى غيره يسارع إلى تغيير رنّة هاتفه، فيضع نغمة ضرطة الجديد بدل نغمة ضرطة سلفه، وبقي في منصبه ردحاً، حتى جاء يومٌ أبيضٌ عليه، يومٌ لا أنظف منه من قبلُ ومن بعدُ، فقد استدعي لاجتماعٍ مع صاحب الشأن وفي الاجتماع حصل خطأٌ أودى به إلى مهاوي اللامنصب.
فقد طلبته زوجته أثناء اجتماعه مع ذي الشأن على محمولٍ آخر خصّصه لأموره الخاصّة و العائليّة، وكانت نغمته نغمة ضرطة صاحب شأنٍ سابقٍ، إذ نسي صاحبنا المدير تغيير النغمة في غمرة مشاغله في تنفيس مؤخّرات المنافسين له.
أُقيل، فطلّق زوجته، ثمّ نقلنا انتسابه في منظّمتنا من صفحة القذرين العاقلين، إلى صفحة القذرين المجانين، وذهب إلى العصفوريّة، وهناك انتحر.
وقد باح لي مرّةً، بعد إقالته: " تصوّر يا رجل، هذا الموظّف، كان كلّ صباحٍ، عند بدء الدوام، يأتيني طالباً شمّ روائح غازاتي، وبعد أن تركت الإدارة (لاحظوا مكابرته!! هو لم يترك، بل ضرطوا عليه، ورفسوه) وصرت مديراً سابقاً، استكثر هذا الموظّف السلام، و الأخوزق من هذا بدء يتكلّم عن غازاتي بالسوء، تصوّر يا رجل!".
كما قلت لكم، صاحبنا المدير انتحر في العصفوريّة، انفجر، لأنّه في لحظة هيجانٍ وضع سدادةً في مؤخّرته، فقد اعتادت أمعاءه ـ من أيّام العزّ و المنصب ـ إنتاج كمّياتٍ هائلةٍ من الغازات، و السدادة التي وضعها منعت تصريفها، فكان ما كان.
بالمناسبة، لم يحضر جنازته أحدٌ، حتى أولئك الموظّفون الذين كانوا يمدحون غازاته و روائحها لم يشيّعوه لأنهم كانوا مشغولين بمدح غازات مديرهم الجديد، ويخشون على أنفسهم سوءته وعقوباته إن سمع بحضورهم جنازة صاحبنا المدير السابق المنتحر.
ولم تقبل مزبلةٌ ضمّ جثمانه، فرموه في حديقةٍ من حدائق النظيفين تحيط به ـ بعيد الشر عنّا و عنكم ـ ورودٌ وأزهارٌ ، يا لطيف.. من رائحتها.
* * *
عاودني المغص حين خطر لي أن يكون اجتماعنا خطّةً مدبّرةً، مصيدةً، للتخلّص منّا بضربةٍ واحدةٍٍ، هكذا..كما يجرف تيّارٌ من الماء فضلات النظيفين في مرحاضٍ إفرنجيٍّ، لتمزيق آخر قشور قيادتنا الشكليّة للـ ][IOU .
و إلا ما معنى غياب شعارنا المقدّس عن بطاقة الدعوة للاجتماع؟
لاحظت زوجتي انقباضات وجهي و تبدّلات لونه السريعة بين الأحمر و الأصفر، فتفلسفت:
ـ "عُدْ للمرحاض! ارحم بطنك ومؤخّرتك! أليس أهون عليك أن تتغوّط بدل هذا الألم؟".
يا لغباء النظيفين، و زوجتي على رأسهم، هي لا تدرك مضمون القرار /11111111111111/ ومتطلّباته و ضرورة تخزين ما يكفي من الغازات لاجتماع الغد، الذي سيبدأ بالنشيد و إطلاق الغازات أثناءه، هي لا تعرف ما ينتظر من لم يعط جهازه الدرجة المناسبة للكميّة و النوعيّة الغازيّة.
زادت تقلّصات أمعائي، بطني يغلي، وتأجّج هلعي حين تذكّرت احتمالات تسريب سكرتيرتي قصّة ارتدائي جواربَ نظيفةً.
أشفقت زوجتي عليّ (يا لهذا الزمان، صار النظيفون يشفقون علينا!) واقترحتْ بعض الإجراءات الكفيلة بإخراجي من ورطتي.
فإثر صدور القرار رقم /11111111111111/ و انتشار تلك الأجهزة، ازدهرت مهنةٌ فريدةٌ من نوعها، هي مهنة التلاعب بعدّادات الجهاز، وصار آلاف الوسخين و النظيفين يتربّحون منها، مهنةٌ تجعل صاحبها قادراً على شراء مزبلتين في سنةٍ واحدةٍ إن كان من الوسخين، و امتلاك الجواهر و القصور و السيارات إن كان من النظيفين.
وقد شكّل أصحاب هذه المهنة نقابةً لهم، تعمل في السرّ، لها من السلطان على النفوس ما كان يوماً لذلك الفيروس، بل أكثر.
يأتي المختصّ بالتلاعب إلى مؤخّرتك، يفعل أشياء لا تعرفها (فهي سرّ المهنة) ثمّ يمضي.
أنا، لطالما رفضت هذا الأسلوب الشاذّ في التعامل مع أمر هذا الجهاز، فعصاميّتي القاذوريّة تأبى ذلك، و إيماني بأنّ موضوع الغازات مؤقّتٌ، عارضٌ، سوف ينتهي بعد فترةٍ، جعلني أصبر على ما أنا فيه.
أمّا الآن؟
الآن، وضعٌ مختلفٌ، فحلقات إدانتي تكاملت:
ثرثرة سكرتيرتي+ ارتدائي جوارب نظيفةً + افتقارٌ فاضحٌ للغازات كمّاً ورائحةً = باي .. باي باي يا نائب الأمين العام لـ ][IOU.
قَبِلتُ اقتراح زوجتي:
ـ شرط أن يكون المتلاعب بمؤخّرتي مضموناً، مهنيّاً و وشائيّاً.
اللعنة عليكِ يا .... يا نظيفة يا بنت النظيفين، لو لم ألبس جواربَ نظيفةً ما اكتشفتني سكرتيرتي، و لو لم تحضري البراد...
أ رأيتم؟ هذا مصير القذر الذي يأخذ نظيفةً، تشتري البرادات، وتمنع زوجها من أكل الطعام الفاسد، و تجبره على ارتداء الجوارب النظيفة كلّما انتظرنا زيارة أهلها ..
أغارت الوساوس غارتها الأخيرة:
ـ ماذا لو فحصوا العدّادات وكُشِفَ تلاعبي بها؟ فمن يدري ساعة النحس متى تقع؟
ألا بئس العصاميّة القاذوريّة التي تمزّق أحشائي، فأنا في النهاية بشرٌ، فليأتِ المتلاعبون بالعدّادات وليكن ما يشاء القدر.
تصوغ المعاناة شعراءها، وفي الأفق تلوحقامةُ شاعرٍ، قال منذ قليلٍ (*):
ما بين قبضٍ وإسهالٍ هما ألمي طويت ليليَ في المرحاض مدروخا
وبعد أن أنهى المتلاعبون بالعدّادات عملهم، ها هو يتمّ قصيدته منفرج الأسارير:
فلو سمعتَ ضَرْطي وهو منطلقٌ لخِلْتَهُ من عظيم الهول صـاروخا
التوضيح القادم لن يكون موعده 11/11/1111 بل في يوم الخميس 19/11/ 2009، سيكون عنوانه: عطس ولم يبصق.
للاطلاع على التوضيحات الأربعة السابقة، إليكم الروابط التالية:
التوضيح (1):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4869&catid=12
التوضيح (2):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4901&catid=12
التوضيح (3):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4948&catid=12
التوضيح (4):http://.aleftoday.info/?option=content&view=article&id=5004&catid=12
(*) بيتا الشعر مأخوذان من ديوان: وللحياة وجه آخر. للشاعر سعيد قندقجي
نائب الأمين العام للـ IOU
رئيس اتحاد الوسخين العرب
حسّان محمّد محمود
[email protected]
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |