أروي لكم اليوم قصّةً لا تحدثُ حتى في أفلام مهرجان دمشق السينمائي وسوف ينشف ريقكم بحثاً عن نقطةٍ أو فاصلةٍ أو إشارة تعجبٍ أو استفهام فيها
عادةً يهدد المتقاتلون بعضهم بنشر غسيلهم الوسخ و الحمد لله ما كان عندي غسيلٌ وسخٌ و لا من يحزنون ولعل المشكلة هي هنا بالضبط نعم عدم وجود غسيلٍ وسخٍ هو الذي أوقعني في المشكلة التي سوف أحكيها لكم
............. *** ..........
ــ ليس المقصود بالغسيل الوسخ ما يقوله موظّفٌ لمديره إن لم يعطه حصته من غلة الرشى أو ما تقصده سكرتيرة مديرٍ صَوّرته عارياً مع مستخدمةٍ جميلةٍ تنظف مكتبه ثم هددته بالصور لأنه لم يضع اسمها بين أسماء الموفدين إلى فرنسا على حساب الدولة للاطلاع على آخر ما توصل إليه العلم في مجال قص أظافر الأجنة قبل ولادتهم
ــ و لا أعني بالغسيل الوسخ موظّفاً في قسم المحاسبة كان لباسه بالياً في بداية تعيينه و بعد سنتين صار عنده خمسة بيوتٍ و زوجته يخزي العين تلبس من الذهب ما لم تلبسه بلقيس و زنوبيا أيام عزهما و قبل تحول الأولى إلى زوجة لنزار قباني نظم فيها زوجها شعراً بعد موتها فيما تحولت الثانية إلى بطلة مسلسل العبابيد مثـّل فيه حاتم علي الذي نال مؤخراً جائزةً عن فيلم الليل الطويل ولم يشارك بمهرجان دمشق السينمائي لأسبابٍ غير معروفةٍ و غير ربك لا يعرف خفاياها علماً أنه فاز بجائزة أفضل مخرجٍ عن فيلمه الليل الطويل في مهرجان أوسيان السينمائي الحادي عشر الذي أُقيم في العاصمة الهندية نيودلهي هذا وأشارت وكالة الأنباء سانا التي لم تقل شيئاً عن سبب عدم مشاركة الفيلم في مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر إلى أنّ لجنة التحكيم في المهرجان الهندي قررت منح الجائزة للمخرج حاتم علي لمعالجته قضايا اجتماعيةً تناولها الفيلم بطريقةٍ جريئةٍ ولم تخبرنا وكالة ناسا عفواً سانا ما هي القضايا التي تناولها الفيلم بطريقة جريئة والآن الهنود وجزء من الباكستانيين عندهم خبر بهذه القضايا ونحن ليس لدينا علم بها وأضافت الوكالة قائلةً كما وشهد الفيلم إقبالاً ملحوظاً في دور العرض الهندية ولاقى إعجاب الجمهور الهندي واستحسانه أي الجمهور السوري ستين عمرو ما يعرف شو قال الفلم
وكان حاتم علي قد عقد مؤتمراً صحفياً شرح فيه عن فيلمه الذي يدعو إلى التقارب بين الناس ويتحدث عن الإنسان والجدير بالذكر أنّ فيلم الليل الطويل قد فاز أيضاً بجائزة الثــور الذهبي في مهرجان تاورمينا بإيطاليا كما شارك في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبو ظبي و أكد المخرج والمنتج هيثم حقي أنه لم يستطع الحصول على موافقة رسمية لعرض الفيلم في سورية و هو فيلم نال جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية لمعالجته قضايا اجتماعية بطريقة إنسانية جريئة
كما أكد حقي أيضاً في تصريحاتٍ لجريدة الوطن أنه طلب المشاركة في مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر بهذا الفيلم ولكنه لم يتلق رداً على الرغم من أنه وُعد بذلك و أضاف حقي أنه لا يعرف الأسباب التي حالت دون عرض هذا الفيلم في المهرجان وقد فاز الليل الطويل بجائزة أفضل فيلم في مهرجان نيودلهي لأفلام آسيا والعالم العربي الذي انتهى منذ أيام وحاز في المهرجان نفسه جائزة اتحاد نقاد السينما العالميين ومؤسسة دعم الفيلم الآسيوي وقد اعتبر حقي التكريم الذي ناله الفيلم في هذا المهرجان وفي مهرجان ثاورمينا لدول البحر المتوسط في إيطاليا الصيف الفائت تأكيداً على أننا سائرون في الطريق الصحيح و بيّن أن سعادته كانت أكبر بجائزة نقاد السينما العالميين وهذا يؤكد أننا قادرون على صنع أفلام (ذات قيمة بتكلفة قليلة) اعذروني على علامة الترقيم الوحيدة هذه أقصد القوسين الخاصين بعبارة ذات قيمة بتكلفة قليلة
ــ و لا أقصد بالغسيل الوسخ ما قاله محمد منصور في جريدة القدس العربي عن صدمةٍ وذهولٍ كبيرين استبدا بانطباعات الكثير من الذين حضروا العرض الأول للفيلم السوري بوابة الجنة للكاتب حسن سامي يوسف و المخرج ماهر كدو ضمن عروض مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر فالفيلم المهدى إلى القدس وفلسطين لمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية والذي لم يتردد الناقد محمد الأحمد مدير المهرجان من القول أثناء تقديمه للجمهور بأنه إنجاز محترم بدا هديةً مخجلةً ومخيبةً حقاً لا تليق بالمهدى إليه على الإطلاق ولا بالقضية الفلسطينية النبيلة فكيف انتهى الحال بالسينما السورية وهي التي قدمت أهم الأعمال عن القضية الفلسطينية في تاريخها أن تنزلق إلى هذا المستوى البدائي والمخجل والذي جعل الكثيرين لا يصدقون أنهم يشاهدون فيلماً سينمائياً سورياً عن فلسطين على هذه الشاكلة وهنا ينتهي كلام محمد منصور ولا نعرف كم كلف هذا الفيلم وهل فيلم حاتم علي المرفوض أقل تكلفةً أم لا لذلك لا بد من تدخل المحاسبين هنا لإعطائنا الأرقام بخصوص ذلك ولكن ليس أولئك الذين يشبهون من طردهم التفتيش من المؤسسة العامة للسينما منذ فترة
ــ وعن سبب عدم وجود علامات ترقيم في هذا النص أشير إلى أن الموضوع محض مزاج خلقه عندي فيلم بوابة الجنة الذي لا تعرف متى بدأ وكيف انتهى وكيف تطورت أحداثه مقتدياً بأسلوبه الإخراجي من حيث الضحك على عقل المتفرج بملحمة باب الحارة لهوميروس العصر الحديث
ــ ولا أقصد الغسيل الوسخ الموجود في سلة الغسيل في الحمام الذي بقي فيها شهرين دون أن يغسل لعدم وجود ثمن مسحوق غسيلٍ معي وعندما أخبرني أحد أصدقائي النظيفين و المتأنقين جداً أنه سيزورني مع زوجته اضطررت إلى وضعه في كيسٍ ثم رششت عليه عطراً وأخفيته وبعد وصول الضيوف بربع ساعةٍ دخل ابني الذي عمره خمس سنواتٍ حاملاً الكيس قائلاً لي بابا أريد بنطالي الأحمر الموجود هنا ثم أفرغ محتوياته أمام الضيوف فتفرّجوا مشدوهين على ألبستنا الوسخة و قد فاحت منها رائحةٌ جعلتهم يضعون أكفهم على أنوفهم قبل أن يغادروا دون أن يشربوا حتى قهوة أهلا وسهلا وصاروا كلما رأيتهم لا يقتربون مني ويكتفون برد التحية من بعيدٍ متهربين من مصافحتي فقررت منذ ذلك اليوم غسل ملابسي باستمرار ما جعلني أفقد الغسيل الوسخ الذي أوقعني بالمشكلة التي سوف أحكيها لكم فيما بعد لأن قراء الإنترنت يملون بسرعة ويريدون مقالاتٍ سريعةً ومعبرةً وأنا فيما سبق جعلتهم يملون مما يؤثر على متابعتهم حكايتي التي تدور حول كيف قامت جارتنا ازدهار بسرقة بيجامتي الوحيدة اليتيمة عن حبل الغسيل لأنها لا تملك مالاً لشراء بيجامة لزوجها ما اضطرني إلى النوم عارياً مما بعث السرور في نفس زوجتي التي كانت سعيدةً جداً بذلك وأشك بأنها هي من حرضت ازدهار على فعلتها لكن هذا يبقى في إطار الشكوك غير المؤيدة بالبراهين اللهم إلا تصرفٌ واحد لا أعرف إن كان يمكن اعتباره دليلاً على تواطؤ زوجتي مع ازدهار هو قيامي بتعليق لافتةٍ في المطبخ استعرتها من المؤسسة العامة للسينما تنص على أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه كي أحرض زوجتي على تحسين طبخها وكانت كلما علقت لها تلك اللافتة تنزعها من المطبخ وتضعها في غرفة النوم لا أدري لماذا نقطة انتهى