خاص ألف

كرجفة الخوف التي تعتري عيون الشمس في تشرين المسافات ، اعتادت ككل الأحوال فينا ، أحجيات الصوت ، أن ترتدي أثواب الصمت ، وحصراً كأي طقس ألفته من الوقت ‘ عملت طوعا أن تقتفي أثار البرد، فتتجمد لأجل ذلك أطراف الكلمات ، وتتكدر كل سماءاتٍ لنا كوناها يوما على حدود المناجاة .لم كل هذا؟ وكيف تترجم هذه الاعتبارات؟ لا أعرف لكن على الرغم من بعد المدى وطول الطرقات ، مازلت أرسم كثيرا ألوانا في حدائق الأمسيات، أدعو لرقصةٍ أخرى في تلك المدارات ، أكمل لوحدي الصراخ حتى لو هاجرت طيور الأغنيات ، فإذا كان الكلام من فضة مازلت أومن أن السكوت من موت .

***************************

في صحوة تلك النداءات، مازلت أعجب كثيرا لأمر أعواد الثقاب ، كيف تنام مرتاحة الضمير في بيتها اليائس، لا تسمع لشيء ولا تستجيب ، أليس بمقدورها أن تنهض من خمولها المتعمد، لتشعل مواقد الروح وتنشر الدفء في كل تلك المساحات .

أتساءل ماذا تنتظر ؟

***************************

وأيضا كشأن ذاك الصباح الأخرس ، الذي يصحو متأخرا فينا، ليغتسل بمياه النهر ذاتها مرتين، لم يفعل هذا هل لأن للحقيقة وجهين ؟ أم لأن النهر نفسه ألف لعبة الصمت فبقي ساكنا بعيدا عن كل نداءاتٍ للتغيرات ؟

لا لعله تصالح مجددا مع الانتظارات.

**************************

في حفر الطين التي ترويها يد النهر ، تنبت زهرة اللوتس بنقائها ، تتهادى بسكونها ترتشف الصبر ، تنتظر وتنتظر وجه النهر المتجدد عله يروي الطين يوما لتتمكن هي من السهر ، لتراسل الحلم وتبعث للعاشقين لها بخبر .

وعلى حدود المدارات ذاتها تتوق اللوتس إلى أغنيات المطر ، وترقب وجه الأشجار كيف تتكئ بدورها على مسارات الرياح ، تنكسر لانكسارها وتنعكس لصرخات عاصفة من سماءات ظلت سنينا ساكنة و بدورها هي أيضا تنتظر .

.وحينها يا ترى

هل سيفي المطر بوعده لها و لتلك الأرض التي ضاقت بطيورها ، هل سيزول حزن الورد؟

الورد الذي مازال ينظر بنفس إيقاعات الصوت ،إلى مرآة الوقت، عل مطرا آخر يزيل ما ورثه من تجاعيد الموت, فيرقب أشواقا ولهفة يعتلي بها مقاهي العشاق وقلوبهم التي تنفطر

ولكن هل بقي عشاق أيها الورد؟؟؟؟

***************************

نعم كلنا نحترف الانتظارات ، ننصت لنفس ترانيم الوقت ،وفي غصة الحناجر بمزيد من التساؤلات ،تحتبس بالعين كثير من الغصَات، تتهادى بوجعها الشاحب لتضيع معها كل سبل للاحتمالات ليتنا نعرف متى يكون الصمت ، وكيف نحب، ومتى نستمع وكيف نجيب بصرخة أقوى لنداءات فعلية في حرم مدارات الصوت .

رشا الصالح

××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف