خاص ألف

قررتُ يوماً أن أموتَ

على سريرِ خطيئتي

فإذا بكل خطيئةٍ في العمر ِ

تنبتُ كالقتادِ على السريرْ..

وإذا نزعتُ قتادةً

نبتتْ بديلتُها مباشرةً

ولكنْ في الضميرْ

وسمعتُ تأنيباً

لجرأة فكرتي

في أن أقرّرَ أن أموتْ

**

فكّرتُ كيفَ الموتُ

يخطئني

وقد قرّرتُ فعلاً

أن أموتَ

وكيف لم يَرَني

ولم يلحظْ وجودي

أو وجودَ الرايةِ البيضاءِ

تعلوني مرفرفة ً

وتعلنُ أنني استسلمتُ

أو سلّمْتُ أمري للمصير

بأن أموتْ

**

أحضرْتُ فرشة َ توبتي

وفرشتُها فوق السريرْ

ـ أعني سريرِ خطيئتي ـ

فلعلـَّها عني تخفّفُ

بعضَ آلامي

بأشواك الخطايا

والخطيئاتِ ..

وتغري الموتَ

كي يدنو قليلاً

أو كثيراً

ثم يسلبني حياتي

أي: أموتْ

**

لكنني ما زلتُ أستلقي

كمَسْبُوت ٍ

على نفس السريرْ

ـ أعني سريرَ خطيئتي

وعليه فرشةُ توبتي ـ

وأعيد تكرار الخطايا نفسِها

وأعيد تكرار الخطيئاتِ التي

أعلنتُ أني تبتُ عنها

ـ رغم أني في سُباتْ ـ

ما زلتُ أستلقي كمَسْبُوتٍ

ولكنْ لا أموتْ

**

وهناك في أقصى البعيدِ

تلوح لي

أو لي تُخيَّلُ

نقطة ٌ سوداءُ غامضة ٌ

وقادمة ٌعلى مَهَل ٍ

فأحسبُ

أنها الموتُ الذي قرّرْتُه

وغطسْتُ فيه كأنني أدمنْتُه

حتى تعطّلَت الحياةُ

بداخلي

وخرجتُ منها

مستعدّاً

أن أموتْ

**

الآنَ

تدنو النقطةُ السوداءُ مني

ثم تدخلُني

فأحسب أنني سأموتُ

لكني

أعودُ إلى الحياة ِ

لأن تلك النقطةَ السوداءَ

ليست في الحقيقةِ

مثلما خمّنتُ

ليست في الحقيقةِ

ذلك الموتَ الذي

قرّرْتُ أو أدمنْتُ

بلْ

ليستْ سوى روحي

وقد عادت إليَّ

لأنني

قررت حقاً أن أموتْ!

××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف