Alef Logo
الآن هنا
              

قبل القيامة .. محاكمة سيد الأزهر: يرقصون حول الجثة هذه هي الحكاية

سناء ابراهيم

2010-03-27

خاص ألف
ما إن أعلن خبر وفاة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي حتى بدأت الطبول تدق ابتهالا وبدا الهجوم على شيخ الأزهر يحيل موته الى انتقام إلهي، فيما ذهب آخرون للطعن بصلاحيته لمنصب شيخ الأزهر، محيلين هجومهم الى مجموعة من التابوهات التي حاول الرجل تفكيكها بمواجهة الاسلام الوهابي أو اسلام طالبان ، وهذا حدث أيضا للشيخ أحمد بدر الدين حسون وان بصوت أكثر خفوتا بالنظر الى الخصوصية السورية التي تجعل خيارات السلطة خيارات الامة، تبعا للدارج الذي أخذه الدينيون على عاتقهم منذ دولة معاوية الى دولة البعث.
لماذا هذا الهجوم على سيد طنطاوي ؟
اتسم موقف طنطاوي خلال فترة تسلمه منصب شيخ الأزهر بالاعتدال، وهذا جزء من حقائق الرجل، واعتداله طال حزمة من القضايا بدءا من قضية النقاب في الاسلام، إلى رفضه ختان الإناث وقوله أنه:" ليس من الشريعة الإسلامية"، رغم اختلاف العلماء حول هذه القضايا ، كما رأيه بـ :"جواز إجهاض المغتصبة شرط أن تكون الفتاة المغتصبة حسنة السمعة ونقية وطاهرة وترفض ما وقع لها" .
من وجهة النظر الإصلاحية لا أحد ينكر ان الطنطاوي كان سندا منذ تعيينه شيخا للأزهر وأنه استطاع لعب الدور الأكبر في الحفاظ على الوئام بين المسلمين والأقلية المسيحية في مصر عندما وطد علاقته بالبابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في البلاد .
و الأهم هو موقف الطنطاوي المعتدل والذي أصر عليه رغم انتقادات المتطرفين من قضية ارتداء النقاب ، ومنع المنقبات من دخول المدن الجامعية للفتيات .
قراءة السيرة بوضوح وبعيدا عن الدفاع عن سيد طنطاوي تقول أن الطنطاوي لم يطلق مواقفه انطلاقا من موقف شخصي له ،والنقاب لم يأخذ في الماضي ولا في الحاضر شرعيته من مواقف أو فتاوى أطلقها شيخ الأزهر بما يمثله من مرجعية دينية هي الأعلى في مصر ، الشيء الأصح أن النقاب أصبح شعارا تتصارع تحت ستاره عقائد التشدد والاعتدال كما يتصارع السياسي بتياراته ..ولم يكن موقف الطنطاوي ليحسم الموقف، خصوصا وأن الحسم بات من اختصاص المتشددين الدينيين الأكثر حظوة عند جمهور المساجد من طراز يوسف القرضاوي آنفا ومحمد سعيد البوطي لاحقا، وقد التحق بقطار المتشددين الدينيين .
ثانيا : لماذا يعتبر البعض أن رفض الحجاب هو بمثابة إعلان حرب على النقاب في حين يعلم الجميع أن النقاب في الحقيقة لا وجود شرعي له في المذاهب الإسلامية باستثناء فريق من السلفية يقول بذلك لأنه استطاع أن ينشر أفكاره بما امتلكه من مال وإمكانيات و (بما ملكت أيمانه من محظيات وصلوه قبل حلول الآخرة).
خرج السلفيون والمتشددون لينعتوا مواقف الطنطاوي بالأمر المخجل الذي يخرج على أدب العلماء، وروح الاتقياء ولقبوا فتاويه بالشاذة والغريبة والمثيرة واعتبروها بعيدة عن العلم وأهله مع أن الرجل من أهل العلم والشاهد تاريخه الاكاديمي الحافل بالانجازات.
كيف لهؤلاء أن يفرضوا على شيخ الأزهر إيمانه بشرعية النقاب كإيمان السلفيين بها دون الأخذ بعين الاعتبار العقيدة التي آمن أو يؤمن بها الطنطاوي؟ وهل يخطئ الطنطاوي عندما يقول أن النقاب :"عادة وليس عبادة"، ولا علاقة له بالدين؟ أو يخطأ عندما يحذر باستمرار من التطرف في ارتداء الملابس ليشير بكلامه إلى أن انتشار النقاب يؤدي إلى تنامي المد الإسلامي المتشدد في البلاد ليتجاوز هذا الامر الطنطاوي نفسه إلى علماء كثر في مصر أيدوا موقفه ، وإن دل هذا التأييد على شيء فهو يدل على القلق الشعبي والرسمي على حد سواء من تنامي خطر المد الديني .
في هذا الإطار كانت الحكومة المصرية قد أعلنت علنا دعمها كل ما من شأنه محاربة المد الإسلامي المتطرف ، وفي هذا لابد وأن سيد طنطاوي سيواكب مصالح الحكومة المصرية، وتخوفاتها من استيلاء الاسلاميين على السلطة، ولكن مواقفه هذه التي تتقاطع في لحظة ما مع متطلبات السلطات المصرية، ألا تتقاطع أيضا من التوجهات الليبرالية التي تنحو نحو تحرير الاقتصاد وتكريس الديمقراطيات، وبالتالي تواجه الاصولية السلفية بما تمثل من عائق لأي تطورات ممكنة مقبلة تتطلبها الحياة المصرية الغارقة في انعدام الآمال، أقله بعد أن باتت خيارات هذا الشارع تتراوح بين رصيفي الفساد الحكومي والظلامية الدينية؟

سؤال يطرحه موت سيد الأزهر، ومع السؤال ثمة الكثير من التعليقات .. تعليقات تكفر السيد، وتنصب له خيمة القيامة على الارض استباقا لقرارات الله ومازالت مؤجلة مع قيامته المنتظرة منذ ظهور التوحيد ومن ثم تنصيب النصوص على الأحياء؟

×××××


نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف





تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

رفقاً بنا..من أجل المناضلين في قبورهم

09-تموز-2011

مبارك والعاهرة

05-شباط-2011

كازينو دمشق ..عليك السلام

28-كانون الأول-2010

شو الفرق بين حكومتنا والموناليزا ؟

10-تشرين الأول-2010

العادي أن تحب فتاة كما الأمية

14-آب-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow