Alef Logo
يوميات
              

رفقاً بنا..من أجل المناضلين في قبورهم

سناء ابراهيم

خاص ألف

2011-07-09

إلى مناضلي الفيس بوك

كان أول من اعتقل على يد قوات الأمن السوري في مظاهرة أمام وزارة الداخلية مع بداية الأحداث في سورية، أوقفوه ليوم، ربما أوقفوه لأنهم لا يعلمون من هو ومع ذلك لم يعترض على جهلهم به، فليس من مهمة الأمن الالتزام بحفظ وجوه قاماتنا الفكرية والفلسفية بقدر التزامهم بحفظ طرق التعذيب والتنكيل حتى لو كان من يقف أمامنا رجل بقامة طيب تيزيني، مع هذا لم يشتكِ، لم يشتم، لم يتكلم ،حزم أمتعته بعد أن أفرجوا عنه وعاد إلى منزله في حمص .
رغم كل ما حدث معه، رفض تيزيني أن يكون شاهدا على بلده لا بالتأييد ولا بالمعارضة، رفض الظهور على شاشات التلفزة هنا وهناك يصنع نجومية افتقدها كثيرون في هذه المرحلة، فبدؤوا باستثمارها علهم يملؤون فراغ حياتهم الخالي من كل شي إلا تلميع الصورة وتأكيد فكرة انظروا إلي إنني (معارض)، وحديثا جدا بدؤوا يتداولون كلمة (مناضل) ،حتى تهنا بين أزقة المناضلين دون أن نعلم من هو الذي يستحق لقب مناضل، إذا كنا قد افتقدنا القضية التي نناضل من أجلها أو الهدف خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية والتي اختلط فيها الحابل بالنابل فلم نعد نعلم من هو الظالم ومن هو المظلوم .
إذا كنتم قد دخلتم السجن ليومين وخرجتم بصفتكم (مناضلين)، فماذا تركتم لـ غيفارا والمهاتما غاندي وشكري القوتلي..ماذا تركتم للطيب تيزيني الذي تعالى عن جراحه في سبيل تضميد جراح الوطن، نسي أنه أهين وضرب، انحاز لوطنه، فلبى الحوار على شرف الوطن، لم يقف عند عقدة الخطأ ومن اقترف الخطأ ، ذهب مباشرة إلى الحل لأن هناك دماء سورية تسقط على الأرض السورية هي دماء كل السوريين أكانوا مدنيين أم عسكريين، لم يعد مهما بنظره من أوصلنا إلى هنا، المهم أننا اليوم وصلنا إلى نقطة صار فيها الحوار استحقاقا ويجب أن ننضوي جميعا تحت لواء هذا الحوار .
كان غيفارا مناضلا :ناضل في جواتيمالا وساند حركات التحرر في تشيلي وفيتنام والجزائر والكونغو الديمقراطية وانتهى نضاله قتيلا في أحراش بوليفيا،أما حدود نضالكم فلم يتعدى الغرفة التي تجلسون فيها وصفحة الفيس بوك التي ترسلون منها رسائلكم إلى الشعب السوري العظيم وكأنكم القادة وكأنكم السادة .
كان المهاتما غاندي مناضلا: مارس سياسة اللاعنف ما يزيد على خمسين عاما ، طبقها في كل مجالات الحياة ، عائليًا ومؤسساتيًا واقتصاديًا وسياسيًا لم يفشل في واحدة منها، لكنه لم يكن متفاخرا وأنانيا، كما يفعل البعض منكم اليوم ممن لا يكتفون بالتفاخر فقط، بل يمارسون قمة العنف بكلامهم واتهاماتهم، بمدحهم هذا وتقريعهم ذاك، بتقييمهم هذا وترفعهم عن ذاك، وتسألهم ماذا فعلتم على أرض الواقع بعيدا عن حب الظهور والتملق، هل تنزلون كل يوم إلى الساحات طلبا للتغيير الذي تنشدوه؟ وان لم يكن دعما للتغيير فدعما لهؤلاء الذين نزلوا إلى الشارع وهم يعلمون أن احتمالات موتهم أكبر من احتمالات عودتهم، مع الاشارة إلى أن هؤلاء لا يعلمون بوجودكم أصلا على صفحات الفيس بوك أو أنكم تؤيدونهم أو لا .
كان شكري القوتلي مناضلا بمقاومته وصموده ضد المستعمر، لم ترهبه المشنقة التي لاحت أمام عينيه ثلاث مرات في حياته المليئة بالنضال والكفاح، حتى تحقق حلمه الكبير، ونالت سوريا استقلالها، ليكون أول زعيم وطني تولى رئاسة الجمهورية العربية السورية .
ومرة أخرى نسألكم من أجل ماذا تناضلون ؟ والجواب من أجل الحرية .
حرية الرأي: نعم ..ستخونون الرأي الآخر إذا لم يتوافق مع آرائكم ونحن نراكم قبل أن ترى سورية النور وتخرج من عنق الزجاجة، كيف تخونون وتهاجمون وتصطفون .
تطالبون بالديمقراطية : تماما كما ديمقراطية لبنان، تبدو في شكلها ديمقراطية يمارسها الجميع لكنها في الحقيقة ديمقراطية طوائف، لكل زعيم حزبه وبرنامجه وطائفته ووسيلة إعلامه .
المشهد السوري بطيفه الثوري المناضل ذكرني بالمثل (فكرنا الباشا باشا طلع الباشا زلمي) من أجل المناضلين في قبورهم، رفقا بنا ورفقا باللغة العربية ، ومن أجل الكلمات فقط، اجعلوا مقاييسها على حجم الأشخاص، فثوب الثورة فضفاض على كثيرين منكم .


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

رفقاً بنا..من أجل المناضلين في قبورهم

09-تموز-2011

مبارك والعاهرة

05-شباط-2011

كازينو دمشق ..عليك السلام

28-كانون الأول-2010

شو الفرق بين حكومتنا والموناليزا ؟

10-تشرين الأول-2010

العادي أن تحب فتاة كما الأمية

14-آب-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow