Alef Logo
ابداعات
              

معراج الضَّوء

قصي عطية

2010-03-28

خاص ألف

فرشتُ ما بجعبتي من أحلامٍ على الطَّاولة

أبحثُ عن مكانٍ لها بينَ أوراقي الجديبة

وأقلاميَ الثكلى التي تعيشُ في مستنقعٍ ضريرٍ ...

يعجزُ ضوءٌ أن ينفذَ إليه.

ليسَ عندي غيرُ زجاجة نبيذٍ

ادَّخرتُها لليلةِ حبٍّ ..

وغيرُ إفلاسيَ، وهذا الأرقِ

وأعقابُ سجائرَ في قاع منفضتي ..

وبضعُ أزمنةٍ منكسرةٍ

وحفنةٌ من الأمل العابر في التيهْ.

دعينا نتشرَّدُ كثيراً في وجهٍ للبكاءِ

نطيعُ صدى الصَّوت الغائصِ في الذلِّ ..

المتراكم في الحقول المزروعة غباراً

وخطوطاً في جبين الحيرةِ.

دعيني أتوضَّأ بالحنينِ إليكِ

وأسجد واقفاً في معراجِ الضَّوءِ

ليلُكِ، بانياسَ، يغريني بالموت،

يقودني نحوَ ترنيمةٍ تنبعثُ فراشةً

أو سنونوةً تخرجُ من ثقب الشَّفق.

بانياسَ .. مدينةَ التعبِ، ...

صلَّيتُ لأجلكِ ذات قلق اعتراني

وانحيتُ فوق ركبة الوقتِ، وعمَّدني درُبكِ بالسَّفر

وقرأتُ لكِ مزاميرَ داوودَ:

« هلِّلوا للهِ في كلِّ الأرضِ »

« باركي يا نفسي للربِّ وجميع ما في باطني »

انعقدَ اللسانُ، وانفتحتِ الرُّؤيا

ملءَ أنفاسِ الأقحوانِ المغسولِ بالضَّوء.

حين يصير موتي نبوءةً

وتعبرُ في ألفِ مدًى .. صرختي

تمطرُ المزاريبُ خطوةً تقودني

نحوَ أغنيةٍ؛ في متاهاتِ لهبٍ منقوعٍ بالخطيئة.

زمنٌ أخرسُ ... يهاجرُ في نسغ ياسمينةٍ

واقفةٍ في كفن اليباس..

فجرُكِ الآتي من عمق الفناء

خطواتُه زئبقيَّةٌ، وصمتُهُ معبدٌ للضَّوءِ

والشَّمسُ تغمضُ جفنَها عنهُ، تتمرأى جموحَه

الذاهبون إلى فوضى العدم

ينشبون هزائمهم في عنق المساء

ثمَّ يعودون خيوطاً وشمعداناتٍ تتوسَّلُ الانطفاءَ

أمام هبوب أوَّلِ فضاءٍ طافحٍ بالصَّقيع.

فوقَ الدروب المتكئةِ على عطر نرجسة

مررتُ وحيداً

ألقيتُ التَّحية على الشَّبابيكِ المفتوحةِ على الذّكرى،

والأوجاعِ الفاغرة فاهاً بحجم عطشٍ للوميضِ

المتفتِّق من سرَّة الرَّماد.

قابَ شعاعين أو أكثر من الضَّوء

يتبجَّسُ الصوتُ من حنجرتي تائهاً

باحثاً عن مكانه بين ملايين الموتى

يهدمُ السرَّ القابعَ في شفةِ السّؤال.

أعودُ طفلاً إلى رحم اللغةِ

أصوغُ نبوءتي

معراجاً للضَّوء في آخر النفق.

قصي عطية ـ بانياس الساحل




نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

ألف


























































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

طلاسم الرغبة

03-تشرين الأول-2010

معراج الضَّوء

28-آذار-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow