Alef Logo
يوميات
              

راقصون أم عمّال

سناء ابراهيم

خاص ألف

2010-08-01


ماذا نكتب وما زلنا متواضعين ..تحتاج فكرتنا لتختمر أسبوعا أو أسبوعين ..وإن اختمرت غالبا ما يخرج رغيف الخبز ورائحته تسبقه لتخبرنا أنه احترق ..وأن صاحب الفرن يعاني مشكلة عاطفية ..فلا يجد للتركيز سبيلا ..
هل نكتب أننا ذهبنا لنرقص ..وأننا في الهدف من الرقص إنما نسعى لنخرج ما بداخلنا ..لنستمع في لحظة إلى ما تقوله الموسيقا ..وما يعزفه قلبنا من نغم على صداها ..نرقص لنكون متوازنين لأول مرة في حياتنا ..وكم من الصعب أن تكون متوازنا ..
أن تكون متوازنا ..يعني أن تغمض عينيك ..وتنسى الراقصين من حولك ..لتحلق في دنياك أنت وحدك ..ليس مهما هل أخطأت ..أو سقطت ..المهم أنك لا تنظر للآخر.. ولا تحاول تقليده ..
ماذا عن العودة ؟ الحلم الجميل يحتاج ..إلى صباحات مشرقة تظلل حلمنا وتقيه رهبة الكوابيس ..
صوت المدربة يأتينا ..أمراً بالتوقف ..نفتح أعيننا ..نجد أنفسنا محشورين على مسرح العمال ..بين الراقص والراقص خطوة ..رجل الراقصة في رأس الراقص، يد الراقص تضرب في خصر الراقصة ..وايمان كيالي هذه الفراشة الرائعة تقف على مسرح ثقيل ..ضيق ..كئيب ..مهجور .. لا يليق بفراشات محلقة ..
لا عجب أن يخصصوا مسرح العمال مكانا للرقص.. فهذا يعني فيما يعنيه ..أن صفة العمال استحالت للراقصين ..وقد باتوا العمال الجدد ..بما يحمله العمال من صفات الكادحين ..المترفعين عن المادة والثراء والمكتفين بسنبلة قمح ..وكلمة مديح .. دون أن ننتبه إلى أن الرقص لغة عندما نتقنها تصبح المعبر عن حياتنا . نحزن بها ونفرح بها ..نغضب بها ..عندما نتقنها نكف عن الكلام ..نصبح لا مرئيين ..
نتذكرعندها أن هناك مساجد فتحت للتبشير والدعوة..وأن هناك محال حمراء وملاهي ليلية فتحت للعاهرات والمومسات ..لكننا نسينا أو تناسينا الحاجة لمسرح يليق براقصين ينتظرون لحظة تصفيق صادقة من جمهور تعوض عنه تعبه ..
ليس الكل بقادر على فهم اللغة المعقدة لهؤلاء ..ليس الجميع بقادر على فهم راقصة ذهبت للخيار الصعب أمام مجتمع لا يحترم الرقص ولا الراقصين ..
كيف نلقي اللوم على نظرة الناس .. وهناك امرأة جدعاء كسيحة ،مقعدة في كرسي متحرك ،مشوهة بندبة كبيرة ،خرساء ، كل ما فيها يهزك .. ليس طربا ونشوة ..بل قرفا وهربا واكثر ما يمكنك فعله هو تجنب النظر إليها ..
كل من نظر إليها آمن أن الله موجود ..وإلا من كان بقادر على تركيب هذا الجسد وخلق هذه التشوهات والندب ..
هل من أحد بقادر أن ينسى وزارة الثقافة ؟
××××××××××××




نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

رفقاً بنا..من أجل المناضلين في قبورهم

09-تموز-2011

مبارك والعاهرة

05-شباط-2011

كازينو دمشق ..عليك السلام

28-كانون الأول-2010

شو الفرق بين حكومتنا والموناليزا ؟

10-تشرين الأول-2010

العادي أن تحب فتاة كما الأمية

14-آب-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow